نجلاء عبد ربه من غزة: لليوم الثاني على التوالي تحاول كل من إسرائيل وحركة حماس ان يقنعا شوارعهما أنهما وقعا على هدنة من مصدر قوية، وترجما ذلك على أرض الواقع.. الواقع هو قطاع غزة ومدن جنوب إسرائيل.

فمن جهتها حماس والفصائل الفلسطينية أمطروا المدن والبلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة بعشرات الصواريخ المتلاحقة، فأصابوا عددا من الإسرائيليين بحسب إعتراف وسائل الإعلام الإسرائيلية، فيما قامت إسرائيل بقتل عدد من النشطاء والمواطنين الفلسطينيين في سلسة غارات وتوغلات لمناطق مختلفة. الحصيلة حتى اللحظة منذ فجر أمس أكثر من 9 ضحايا، فيما سقط 7 آخرين في إنفجار داخلي هز شمالي قطاع غزة بأكمله وأوقع ثلاثة طوابق فوق رؤوس من تحتها، فأصيب أكثر من 35 غير الضحايا. يوم دامي بنذر بساعات قادمة أكثر دموية واحمرارا، ويلقي بظلاله في تساؤلات عدة أهمها، هل ثمن التهدئة يجب أن يكون باللون الأحمر..!؟ يتساءل المواطن الطالب في جامعة الأزهر بغزة عبد الله حامد عن دفع فاتورة باهظة الثمن من دماء الفلسطينيين للتوقيع على هدنة المنتصر. فهو يرى أن تلك الدماء تسيل دون فائدة، فالكل يدرك أن إسرائيل والفلسطينيين بأمسّ الحاجة لهدنة، فإسرائيل من جهتها تعاني من أزمة داخلية قد تعصف بحكومة اولمرت وتطيحه من سدة الحكم، وكذلك الأمر بالنسبة لحركة حماس التي إعترفت أخيراً بعد عام من سيطرتها على حماس أنها لم توف بإلتزاماتها في برنامجها الإنتخابي أمام الشارع الفلسطينيين وجلبت بسيطرتها على قطاع غزة منذ عام مزيدا من الحصار والفقر والجوع.

وأعلنت إسرائيل ليلة أمس حالة الإستنفار القصوى في مدينة عسقلان بعيد سقوط عدد من الصواريخ على المدينة , وطالب راديو إسرائيل المواطنين في المدينة بضرورة إلتزام البيوت , وعدم الخروج إلا في الحالات الضرورية . كما وطالبت من التلاميذ البقاء في مدارسهم وعدم العودة إلى بيوتهم حتى إشعار أخر .

وسقطت عشرات الصواريخ الفلسطينية على المناطق الإسرائيلية المختلفة، بعد توغلات إسرائيلية للمناطق الفلسطينية المحاذية لقطاع غزة، وسقوط عدد من الضحايا الفلسطينيين بينهم طفلة لم تتجاوز الثامنة من عمرها، مزقتها قذيفة إلى أشلاء متناثرة شرقي بلدة القرارة الواقعة شمال محافظة خان يونس، جنوبي قطاع غزة. من جانبه، حذر رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات إن أي عملية عسكرية شاملة في قطاع غزة قد تقدم عليها إسرائيل ستعني quot;تدمير عملية السلامquot;. وأوضح عريقات أن إقدام إسرائيل على شن عدوان شامل على غزة، سيعني تدمير عملية السلام ودفع المنطقة وشعوبها إلى مربعات العنف والفوضى والتطرف وإراقة الدماء، مؤكداً أن المجتمع الدولي بذل كل جهد مِمكن لمساعدة الجهود المصرية لتثبيت تهدئة شاملة ومتبادلة في قطاع غزة مترافقاً مع رفع الحصار والإغلاق وكذلك إلزام إسرائيل باحترام استحقاقاتها وخاصة فيما يتعلق بوقف النشاطات الاستيطانية ووقف بناء جدار التوسع والضم وفرض الحقائق على الأرض والإملاءات والإغلاق والحصار والإفراج عن المعتقلين وإعادة المبعدين.