القدس: ذكر مصدر دبلوماسي مطلع أن الموفد الإسرائيلي الذي شارك في مباحثات بوساطة مصرية تهدف للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الذي تسيطر حركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot; عليه منذ عام عاد ليل الخميس دون أن ينجح في مهمته.
وقال المصدر أن الموفد، وهو المسؤول الأمني الكبير، عاموس جلعاد، قال للمصريين إن بلاده ترغب في تحقيق تقدم على صعيد إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة، جلعاد شاليط، والحصول على تعهّد من القاهرة بوقف تهريب السلاح إلى غزة.
وتابع المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه بالتأكيد على أن المفاوضات انتهت دون التوصل إلى اتفاق.
وجاء هذا التطور بعدما شهدت الأوضاع الأمنية في غزة انتكاسات متلاحقة، حيث سقط خمسة قتلى على الأقل نتيجة انفجار وقع بمنزل أحد القياديين بـ quot;حماسquot; الخميس، وجرح نحو 60 آخرين.

وقال شهود عيان ومسؤولون فلسطينيون إن الانفجار، الذي وقع بمنزل أحمد حمود، أحد القادة العسكريين بحركة حماس، وقع نتيجة quot;حادث عرضيquot;، كما نفى الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن ذلك الانفجار، وقال إنه quot;مسألة فلسطينية داخلية.quot;
غير أن قادة quot;حماسquot; حمّلوا إسرائيل مسؤولية الانفجار، وقام عناصر من الجناح العسكري للحركة بإطلاق وابل من الصواريخ وقذائف الهاون نحو جنوبي إسرائيل، قبل أن تقرّ الحركة بأن الانفجار نجم عن حادث عرضي.
غير أن ذلك لم يحل دون حصول رد فعل إسرائيلي على إطلاق الصواريخ والقذائف، فقُتل مسلح فسلطيني بغارة جوية إسرائيلية، وقتل خمسة آخرين بعمليات بريّة، وفقاً لأسوشيتد برس.
وأعرب مارك ريجيف، الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية عن غضب تل أبيب بسبب هذه التطورات التي قال إنها جاءت بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية المصغرة على فتح الأبواب أمام التوصل إلى تهدئة في غزة بوساطة مصرية وتأجيل التدخل العسكري الواسع النطاق.
وكان رئيس دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، قد حذّر من إقدام إسرائيل على شن عدوان شامل على قطاع غزة، قائلاً إن ذلك سيعني quot;تدمير عملية السلام، ودفع المنطقة وشعوبها إلى مربعات العنف والفوضى والتطرف، وإراقة مزيد من الدماء.quot;
جاءت تصريحات عريقات خلال لقائه رئيس البرلمان الألماني quot;البوندستايغquot;، سوزان كاستز والوفد المرافق لها، حيث جرى إطلاعهم على وثائق وخرائط، أعدتها وحدة دعم المفاوضات، حول النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية، ونظام الإغلاق والحصار في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الجمعة أن اللجنة اللوائية الإسرائيلية للتنظيم والبناء، صادقت على مخطط استيطاني جديد في القدس، يشمل بناء 1300 وحدة سكنية في حي quot;رمات شلوموquot; المحاذي لبيت حنينا.
وقالت الوكالة إن quot;سلطات الاحتلال الإسرائيليquot; تواصل البناء الاستيطاني في القدس، quot;ضاربة بعرض الحائط كافة القرارات الدولية التي تعتبر القدس الشرقية مناطق محتلة،quot; ورأت في الخطوة الإسرائيلية quot;استخفافا بالمفاوضات الجارية مع السلطة الوطنية، وفرض وقائع على الأرض، وتأتي في سياق خطة تهويد القدس.quot;
يذكر أن ملف مصير القدس يشكل نقطة خلافية أساسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتصر السلطة الوطنية على انسحاب إسرائيل من القسم الشرقي منها تمهيداً لإعلانه عاصمة لدولة فلسطين عند قيامها