أكدت ان واشنطن لا تزال تعتبر حزب الله منظمة ارهابية
رايس في زيارة مفاجئة لبيروت لتهنئة سليمان ودعم السنيورة

بيروت: قامت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاثنين بزيارة مفاجئة الى بيروت استمرت بضع ساعات لتهنئة رئيس الجمهورية الجديد ميشال سليمان ولتجديد دهم بلادها للرئيس فؤاد السنيورة في تكليفه تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقد وصلت المسؤولة الاميركية الى العاصمة اللبنانية آتية من تل ابيب بعد زيارة شملت اسرائيل والاراضي الفلسطينية يرافقها وفد من ابرز وجوهه مساعدها لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش. ومن مطار رفيق الحريري الدولي انتقلت رايس في مروحية الى وزارة الدفاع المحاذية للقصر الجمهوري في بعبدا، شرق بيروت، حيث اجتمعت فورا بالرئيس سليمان. ثم توجهت الى القصر الحكومي في وسط بيروت حيث اجتمعت برئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة الذي يتمتع بدعم الغرب ودول عربية بارزة.

وبعد لقائها السنيورة، انتقلت المسؤولة الاميركية الى مقر اقامة رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري حيث عقدت معه لقاء حضره عدد من قادة الاكثرية النيابية التي يدعمها الغرب ودول عربية بارزة. وجددت اثر اللقاء quot;التزام الولايات المتحدة بلبنان سيدا فعلا ومستقلا لا يسمح مطلقا بالتدخل الاجنبي (في شؤونه)quot;. ثم انتقلت رايس الى لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري احد قادة المعارضة مهنئة باتفاق الدوحة وانتخاب سليمان quot;وفتح ابواب البرلمانquot; التي بقيت مقفلة خلال الازمة التي استمرت اكثر من عام ونصف عام بين الاكثرية النيابية والاقلية.

وبعد لقاء بري غادرت رايس بيروت. واثر اجتماعها بسليمان قالت رايس للصحافيين quot;ابلغناه باسم الرئيس (جورج) بوش والشعب الاميركي رغبتنا في دعم لبنان وحكومته ومؤسساته الديموقراطية وشعبهquot;. واوضحت انها ابلغته دعم بلادها quot;مسعاه لبناء لبنان السيد المزدهرquot; مضيفة quot;سررت كثيرا بلقائه (...) انه رجل جيد نتطلع للعمل معهquot;. من ناحية اخرى، اقرت رايس بان حزب الله الشيعي، ابرز اطراف المعارضة، حقق مكسبا ما في اتفاق الدوحة الذي انجز الشهر الماضي برعاية عربية لحل الازمة بين الموالاة والمعارضة التي استمرت اكثر من عام ونصف عام.

وقالت رايس quot;في كل اتفاق ثمة تنازلات من قبل كل الاطراف المتنازعين. صحيح انه اعطى (المعارضة) ثلثا معطلا في الحكومة الجديدة لكن الرئيس السنيورة عاد الى رئاسة الحكومةquot;. وعلى جاري عادة المسؤولين الاميركيين، لا تشمل لقاءات رايس ممثلين لحزب الله الذي ادرجته بلادها على لائحتها quot;للتنظيمات الارهابيةquot;. وشددت على ان بلادها لا تزال تعتبر حزب الله منظمة quot;ارهابيةquot;، لكن مشاركته في الحكومة quot;شأن لبنانيquot;. وكانت الاكثرية سمت السنيورة لتشكيل الحكومة الاولى في عهد سليمان التي اعطت المعارضة امكان التحكم بالقرارات المهمة التي يحتاج اعتمادها في مجلس الوزراء الى التصويت.

وكلف سليمان السنيورة عملية التأليف رغم رفض المعارضة ذلك لان الاستشارات النيابية للتكليف quot;ملزمةquot; وفق الدستور. ويراوح تشكيل الحكومة منذ نحو ثلاثة اسابيع مكانه بسبب الخلافات بين الطرفين على تقاسم الحقائب الوزارية. واعتبرت رايس ان اتفاق الدوحة quot; يخدم مصالح الشعب اللبناني، وبالتالي مصالح الولايات المتحدةquot;. وردا على سؤال عن العلاقات بين بيروت ودمشق، وسوريا هي سلطة الوصاية السابقة على لبنان، اعربت المسؤولة الاميركية عن املها ان quot;يكون لبنان على علاقة جيدة بكل جيرانه ويكون ذلك على اساس احترام سيادته واحترام مؤسساته الدستوريةquot;.

وقالت quot;العلاقة اللبنانية-السورية يجب ان تكون جيدة وفق سيادة لبنان ويجب ترسيم الحدود ويجب ان يكون هناك تبادل دبلوماسيquot;. وفي ما يتعلق بمزارع شبعا اكدت رايس اثر اجتماعها بالسنيورة quot;تعتبر الولايات المتحدة ان الوقت حان لتسوية قضية مزارع شبعا (...) في شكل مطابق للقرار 1701quot; الصادر العام 2006 والذي توقفت بموجبه الاعمال العسكرية بين اسرائيل وحزب الله. ونظم هذا القرار الانسحاب التدريجي للقوات الاسرائيلية من جنوب لبنان وحلول الجيش اللبناني محلها مدعوما من القوة الموقتة للامم المتحدة.

واضافت رايس quot;ننوي ان نطلب من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان يولي هذه المسألة دعمه وجهوده، وعلى ما اظن فانه سيكثف جهوده في هذا الخصوص من اجل احترام القرار 1701quot;. وعن المفاوضات غير المباشرة التي تجري بين سوريا واسرائيل بوساطة تركية قالت رايس quot;ندعم اسرائيل للتوصل الى سلام مع سورياquot;.

واوضحت ان زيارتها تهدف ايضا الى البحث في quot;كيفية دعم الولايات المتحدة للمؤسسات في لبنان الحر، بما في ذلك ما نقوم به لمساندة القوات المسلحة والاقتصاد اللبناني والمجتمع المدنيquot;. وذكرت رايس بالعلاقات الجيدة بين بلادها ولبنان مضيفة ان الولايات المتحدة quot;ادت دورا محوريا لمساعدة لبنان على انهاء حرب العام 2006quot; التي شنتها اسرائيل على حزب الله.

واضافت quot;في مؤتمر باريس 3 (الاقتصادي) كنا اكبر المانحين المنفردينquot;. وقال ولش للصحافيين quot;اردنا ان يعبر مسؤول اميركي رفيع عن اهتمامنا المستمر بلبنان، بديموقراطيته وبمستقبله الآمن وان ينقل التهنئة للرئيس الجديدquot;. من جانبه، قال مصدر في وزارة الخارجية الاميركية ان رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة quot;يعمل شخصيا على تشكيل الحكومة (...) ونحن مسرورون لانه اختير لتشكيل الحكومة الجديدةquot;. واضاف quot;سنعلن عزمنا على دعم الرئيس (سليمان) والرئيس المكلف (السنيورة)quot;. وكانت رايس زارت بيروت للمرة الاخيرة خلال الحرب التي شنتها اسرائيل على حزب الله صيف العام 2006.