واشنطن:وجه الرئيس الاميركي جورج بوش الاربعاء انتقادات حادة الى قرار اتخذته المحكمة العليا واعترفت فيه للسجناء في غوانتانامو بحق رفع شكوى لدى القضاء المدني. وقال بوش اثناء مأدبة عشاء اقامها الحزب الجمهوري ان quot;ارهابيين قساة يتمتعون جراء هذا القرار في الوقت الراهن ببعض الحقوق الشرعية التي يتمتع بها المواطنون الاميركيونquot;.

واضاف بوش في خطاب دعم للمرشح الجمهوري لخلافته في تشرين الثاني/نوفمبر ولمرشحي حزبه الى الانتخابات النيابية، quot;هذا هو بالتحديد نوع التطرف القضائي الذي يؤدي الى اصابة الاميركيين بالاحباط، والطريقة الفضلى لتغيير هذا الامر هو القاء المسؤوليات في مجلس الشيوخ على عاتق الجمهوريين ووضع جون ماكين في البيت الابيضquot;.

وقد وجهت المحكمة العليا في 12 حزيران/يونيو صفعة جديدة الى بوش وادارته باعترافها بحق المعتقلين في غوانتانامو في الاستعانة بالقضاء المدني.

وبذلك فتحت المحكمة ابواب المحاكم الفدرالية للمعتقلين الذين يرغبون في التنديد بسوء المعاملة المحتمل وبشرعية المحاكم العسكرية الاستثنائية التي ابطلتها المحكمة العليا في حزيران/يونيو 2006، الا ان الكونغرس احياها بعد بضعة اشهر.

وكان بوش انتقد هذا القرار خلال جولته في اوروبا. لكنه اكتفى بابداء عدم موافقته على قرار المحكمة وعزمه على تطبيقه في الوقت نفسه.

استخدام التعذيب قد شوه صورة اميركا

الى ذلك، اكد خبراء خلال ندوة حول التعذيب اقيمت الاربعاء في واشنطن، ان استخدام اساليب الاستجواب القاسية مع الافراد المشبوهين بالارهاب قد شوه صورة الولايات المتحدة وعرض حياة الجنود للخطر.

وقال الضابط السابق في الاستخبارات ستيوارت هرينغتون quot;اذا استخدمنا التعذيب لاستجواب اسرى، نفقد حق المطالبة بمعاملة جنودنا معاملة صحيحة اذا ما وقعوا في الاسرquot;. واعلن كين روبنسون الذي عمل لحساب وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.ايه) ووكالة الامن القومي، ان quot;صورتنا في العالم قد تشوهتquot; جراء استخدام التعذيب في سجون افغانستان والعراق وقاعدة غوانتانامو.

واوضح جو نافارو المسؤول السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي (اف.بي.آي) عن الاستجوابات، ان quot;الاساليب القمعية غير ملائمة وليست ضروريةquot;. واضاف quot;لم اعرف شخصا ادلى باعترافات لاني عاملته كحثالة. انهم يعترفون لانك تجذبهمquot;.

واعلن ستيوارت هرينغتون انه quot;اصيب بالذهولquot; جراء الاساليب التي استخدمت في العراق او في قاعدة غوانتانامو. وقال quot;ذهبت الى هناك لاسدي نصائح في مجال الاستجوابات واكتشفت الورطة التي وقعنا فيها. لقد اصبت بالذهولquot;، موضحا انه quot;لم يرفع يده، هو وزملاؤه على اي شخص كان يخضع للاستجوابquot; لدى عمله في فيتنام وبنما وخلال حرب الخليج في 1991.

واعربت ساره مندلسون من مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية عن الاسف quot;للتناقض الذي يسود الادارة حيال حظر التعذيبquot;.

واتهمت في تقرير ادارة بوش quot;بتجاهل الواجبات الاميركية تجاهلا تاما حيال الحقوق الدولية للانسانquot;