غزة، وكالات: أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) دخول التهدئة مع إسرائيل في قطاع غزة حيز التنفيذ عند الساعة السادسة بالتوقيت المحلي (3,00 تغ) من اليوم الخميس. وقال الناطق باسم الحركة سامي ابو زهري ان quot;التهدئة دخلت حيز التنفيذ قبل قليل من الساعة السادسة من اليومquot;، مؤكدا quot;التزام الحركة بهذا الاتفاق وانجاحهquot;.

من جهته، رفض الجيش الاسرائيلي الادلاء باي تعليق داعيا الصحافيين الى طرح اسئلتهم على الناطق باسم الحكومة. لكن محطتي الاذاعة العامة والعسكرية اعلنتا دخول التهدئة حيز التنفيذ في افتتاح نشرتيهما الاخباريتين التين تبثن عند الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش. وقالت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان quot;الجيش اتخذ اجراءاته لكنه لم يتلق توجيهات محددة حول طريقة الرد في حال مخالفة وقف اطلاق النارquot; من قبل الفلسطينيين.

والى جانب وقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية على اسرائيل والهجمات الاسرائيلية على الفلسطينيين، ينص اتفاق التهدئة على تخفيف تدريجي للحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترا مربعا ويضم 1,5 مليون فلسطيني.

وقبيل دخول التهدئة حيز التنفيذ، اعلنت مصادر طبية فلسطينية مقتل فلسطيني وجرح اثنين آخرين في قصف اسرائيلي في منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة. ويقضي الاتفاق بفتح معابر الطرق التي تربط بين اسرائيل وقطاع غزة اعتبارا من الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت قد قال في اول تصريح له بعد التوصل الى الاتفاق بين حركة حماس واسرائيل إن اسرائيل ستلتزم بما اسماه quot;التهدئةquot; مع حماس. واضاف اولمرت quot;ان التهدئة هشة ولا يرجح ان تستمر طويلا والجيش الاسرائيلي يتخذ الاستعدادات للرد في حال استمرار اطلاق الصواريخ على اسرائيلquot;.

في عضون ذلك استمر اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على جنوب اسرائيل وردت اسرائيل عليها بشن غارات جوية استهدفت المسؤولين عن اطلاقها حسب قولها. فقد سقط مساء الاربعاء عشرات الصواريخ وقذائف الهاون على جنوب اسرائيل دون ان تسفر عن وقوع قتلى او خسائر مادية كبيرة.

وقد تبنت حركة الجهاد الاسلامي ولجان المقاومة الشعبية اطلاق الصواريخ وقالت انه جاء ردا على الغارات الاسرائيلية على القطاع والتي اسفرت عن مقتل 10 من عناصرها خلال اليومين الماضيين. وردت اسرائيل بشن عدد من الغارات الجوية استهدفت مجموعات اطلاق الصورايخ واصابت عددا منهم دون ان تتوفر مزيد من تفاصيل.

من جانب اخر رحبت الولايات المتحدة بشكل حذر بتوصل اسرائيل وحركة حماس الى اتفاق هدنة واعربت عن املها بتخلي حماس عما اسمته بالارهاب. وقال الناطق باسم مستشار الامن القومي الامريكي جوردون جوندرو quot;ان اي اتفاق يؤدي الى تخفيف العنف في المنطقة امر جيد ونأمل ان تتوقف حماس عن اطلاق الصواريخ على اسرائيل ويؤدي ذلك الى خلق مناخ افضل للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيليquot;.

كما عبر جوندرو عن تقدير الولايات المتحدة للجهود التي تبذلها مصر في هذا الشأن واعرب ان امل بلاده بنجاح مساعي مصر في النهاية وتتحول حماس الى العمل السياسي المشروع وتتخلى عما اسماه بالارهاب. وقال quot;لا يمكن لحماس ان تجمع بين العمل السياسي والارهابquot;.

وقد رحبت سورية باتفاق الهدنة بين حركة حماس واسرائيل واعربت عن تأييدها له داعية اسرائيل الى رفع الحصار المفروض على قطاع غزة. وترافق ذلك مع فتح معبر رفح الذي يربط قطاع غزة مع مصر بشكل استثنائي. وجاء الترحيب السوري على لسان وزير الخاريجة السوري وليد المعلم الذي يرافق الرئيس السوري بشار الاسد في زيارته للهند.

وقال المعلم quot;ندعم الاتفاق ورفع الحصار وسنرى ما اذا كان الاسرائيليون سينفذون التزاماتهم كما نأملquot;. يذكر ان سورية تدعم حركة حماس وتستضيف رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل الى جانب عدد من قادة حماس في الخارج.

من جهة اخرى فتحت مصر بشكل استثنائي معبر رفح للسماح لمئات الفلسطينيين من سكان غزة العالقين على الجانب المصري بدخول القطاع. وقال ضابط الارتباط الفلسطيني على الجانب المصري من المعبر هاني الجبور ان ما بين 300 الى 400 فلسطيني سيعبرون المعبر الذي فتح بشكل استثنائي الساعة الحادية عشرة من صباح الاربعاء بالتوقيت المحلي من الجانب المصري فقط. واضاف الجبور ان العالقين هم من المرضى الفلسطينيين الذين كانوا يتلقون العلاج في مصر.

التايمز

وفي افتتاحية التايمز، التي جاءت اليوم بعنوان quot;إسرائيل: أولمرت المهادن يمد يدهquot;، نقرأ كيف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، في محاولاته التوصل إلى تهدئة على جميع الجبهات، قد يكون يسعى إلى تشتيت الأنظار وتحويلها بعيدا عن المشاكل التي يواجهها في الداخل. إلا أن الافتتاحية تقول: quot;لكنه (أولمرت) يسعى أخيرا إلى إحراز تقدم في الخارج.quot;

وترى الصحيفة أن اشتداد الأزمات في منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة المنصرمة لربما كان أحد المؤشرات على قرب انفراج تلك الأزمات، على مبدا quot;اشتدي أزمة تنفرجيquot;. وتضيف: quot;غالبا ما تأتي فرصة السلام في الشرق الأوسط عندما تكون الأمور في أسوأ حالالتها وأشدها قتامة. فتشتد التوترات ويتصاعد الحديث عن الحرب، لكن شخصا يهز المشكال (تلك الأداة التي تحتوي على قطع متعددة متحركة من الزجاج الملون)، فتظهر الأشكال والنماذج الهندسية المختلفة والبديعة الألوان وبشكل جديد.quot;

وتدلل الصحيفة على ذلك بتوصل حكومة أولمرت إلى اتفاق تهدئة مؤخرا مع حركة حماس وتسريع وتيرة مفاوضاتها غير المباشرة مع السوريين بوساطة تركية ودعوتها لبنان إلى البدء بمحادثات سلام وطرح كل القضايا على طاولة الحوار.

وترى التايمز أن quot;المفتاح إلى لبنان، على كل حال، هو في دمشقquot;، ولإن كانت تعتقد أن مبادرات السلام الحالية تحمل الكثير من الأمل، لطالما كان الرئيس السوري بشار الأسد هو الآخر يواجه تحديات جمة تدعوه إلى التوصل إلى تسوية سلمية مع إسرائيل.

وتختتم الصحيفة بالقول: quot;في الوقت الذي يدير فيه ظهره إلى الحائط، نرى أن أولمرت يمد يده طالبا السلام. إنه سياسي مهادن محب للتوصل إلى صفقات، لكنه أيضا سياسي وجد أخيرا شيئا إيجابيا يقوم به خلال فترة رئاسته لحكومة بلاده.quot;