أسامة العيسة من القدس: ناشدت المواطنة الفلسطينية سارة إبراهيم حسن ملش من مخيم عايدة، قرب بيت لحم، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، الإفراج عن ابنها المعتقل في سجون السلطة منذ اكثر من ستة شهور لأسباب سياسية، وذلك بعد أن قرر الأطباء إجراء عملية جراحية لها بشكل مستعجل بسبب استفحال مرض السرطان في جسمها.

وقالت ملش، أن رغبتها الوحيدة الان هي رؤية ابنها قبل أن تموت، معربة عن أملها في أن يستجيب أبو مازن والمسؤولين في الأجهزة الأمنية لطلبها الذي وصفته بالإنساني. وجاء في مناشدة ملش quot;لقد طال اعتقال ابني لأكثر من 6 اشهر، وناشدت كافة المسؤولين الإفراج عنه، وقد أصبت بمرض السرطان، وسأجرى عملية ولا اعرف مدى نجاحها أو هل سأبقى على قيد الحياة أصلا، وليس لي طلب سوى أن أرى ابنيquot;.

وحظيت قضية ملش بتعاطف كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني، ووجه مكتب الكتلة رسالة بهذا الخصوص إلى اللواء توفيق الطيراوي، مدير المخابرات الفلسطينية، مطالبا الإفراج عن المعتقل ملش لأسباب إنسانية، واستجابة لطلب والدته المذكورة. ويذكر أن المعتقل ملش محتجز في سجن أريحا، وهو واحد من عشرات تعتقلهم السلطة الفلسطينية، بدون محاكمة، وترفض الأجهزة الأمنية الإفراج عن العديد منهم رغم قرارات أصدرتها المحاكم الفلسطينية بالإفراج عنهم.

وتشكل قضية الاعتقال السياسي، إحدى القضايا المؤرقة للرأي العام الفلسطيني، وتعتبر إحدى المسائل الحساسة، وقبل اشهر وجهت اتهامات لجهاز المخابرات في السلطة الفلسطينية بالمسؤولية عن مقتل مجد البرغوثي، الذي اعتقله هذا الجهاز في رام الله. وتتبادل حركتا فتح وحماس الاتهامات بممارسة كل منهما الاعتقال لأسباب سياسية، في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ومنذ عام، أي بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة توسعت أجهزة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، في الاعتقالات السياسية، وزجت بأعداد من نشطاء حماس في سجونها، وفصلت أعداد أخرى من الوظائف الحكومية. ولقيت هذه الإجراءات انتقادات من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، ومن المجلس التشريعي، ومن أوساط شعبية عديدة.

ووجهت انتقادات لحركة حماس، بممارسة الاعتقال السياسي، في حين ينفي الناطقون باسم الحركة أن قوات الأمن التابعة للحكومة المقالة في غزة تمارس الاعتقال السياسي. وتخلف الاعتقالات السياسية، نزعات انتقامية، بين الفلسطينيين، وجروح يصعب تضميدها، وشروخ يمتد تأثيرها لسنوات.