موسكو: أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن خطط الولايات المتحدة المتعلقة بنشر عناصر من المنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا ترتبط ارتباطا ضعيفا بالهدف المعلن من قبل واشنطن، وهو التصدي للتهديدات الإيرانية المحتملة.

وتخطط الولايات المتحدة لنشر 10 صواريخ اعتراضية في بولندا، ومحطة رادار في تشيكيا بحجة حماية أوروبا من تهديدات صاروخية إيرانية محتملة. وتعارض روسيا تلك المخططات، وترى فيها تهديدا لأمنها.

وقال لافروف في كلمة ألقاها في مؤتمر دولي عقد في موسكو اليوم تحت شعار quot;نظرة الى المستقبل: روسيا في القرن الحادي والعشرينquot;، إن الحوار الروسي الأميركي حول قضية الدفاع المضاد للصواريخ يراوح في مكانه لأن المحادثات الجارية بين الجانبين لا تشهد أي تقدم.

وأضاف أن موسكو لم تتلق معلومات رسمية من واشنطن حول إجراء محادثات مع ليتوانيا بشأن نشر عناصر من المنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ في هذا البلد.

وكان نائب وزير الخارجية البولندي فيتولد فاشيكوفسكي قد صرح في هذا الأسبوع بأن الولايات المتحدة تجري مفاوضات مع ليتوانيا حول احتمال نشر عناصر من المنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ على الأراضي الليتوانية في حال فشل مفاوضاتها مع وارشو.

تعزيز الثقة في العلاقات الروسية الأميركية على جميع المستويات

هذا ودعا لافروف الى تعزيز الثقة في العلاقات الروسية الأميركية على جميع المستويات.

وقال لافروف : روسيا في القرن الحادي والعشرينquot;، إن مثل هذه الثقة تصب في صالح العلاقات الروسية الأميركية.

وأشار الى أن العلاقات الروسية الأميركية على أعلى المستويات تتميز بالثقة التي لا توجد دائما على المستويات الأخرى.

وأكد لافروف أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في فترة الحرب الباردة كانت تتميز بثقة أعلى من الآن. وقال إن ذلك ربما كان يعود لقلة إطلاق المواعظ.

تضمين الاتفاقية الأساسية مع الاتحاد الأوروبي فصلا حول الدفاع والأمن

كذلك صرح لافروف بأن الفصل الأول من اتفاقية التعاون الجديدة بين روسيا والاتحاد الأوروبي يجب أن يتعلق بقضايا الدفاع والأمن.

وقال لافروف : روسيا في القرن الحادي والعشرينquot;، إن ذلك يعكس أهمية الأمن الأوروبي الذي لا يمكن ضمانه إلا بتعاون وثيق بين روسيا والولايات المتحدة.

ورحب لافروف بإعلان الاتحاد الأوروبي استعداده لبدء محادثات مع روسيا حول توقيع اتفاقية جديدة تحدد العلاقات بين الجانبين. وأكد على ضرورة أن تتضمن الاتفاقية الجديدة أطرا محددة للتعاون بين روسيا والاتحاد الأوروبي.

ويذكر أن فترة اتفاقية التعاون والشراكة بين روسيا والاتحاد الأوروبي قد انتهت في شهر ديسمبر 2007. وقد مدد الجانبان العمل بهذه الاتفاقية لمدة عام.

روسيا وأوكرانيا تتقاسمان البحر الأسود

على صعيد آخر طالبت الخارجية الروسية كييف بالتوقف عن استثمار حقول النفط والغاز في الجرف القاري للبحر الأسود بسبب عدم تحديد الوضع القانوني لهذا الجرف الى حد الآن.

ويؤكد الجانب الروسي أن شركات أوكرانية تقوم بالتعاون مع شركات من بلدان أخرى بعمل مكثف لاستثمار حقول للنفط والغاز في المناطق التي مازالت موضوع محادثات بين روسيا وأوكرانيا حول ترسيم الحدود في الجرف القاري.

ومن جانبها تؤكد أوكرانيا أن الطرفين لم يتفقا على عدم القيام بأعمال تنقيب في المناطق غير المتفق عليها، وأن الأراضي التي تشير إليها الخارجية الروسية تعود لأوكرانيا.

ولا بد من القول إن قيمة القطاعات التي يتجادل حولها الطرفان مثيرة للشكوك من الناحية الاقتصادية مما يتيح الاعتقاد بأن موسكو تطرح هذه الاعتراضات لخلق أداة ضغط جديدة على كييف في حال وقوف الأخيرة ضد مصالح روسيا الاقتصادية الأخرى، بما في ذلك معارضة مد أنبوب quot;التيار الجنوبيquot; لنقل الغاز على قاع البحر الأسود.

ويرى اغلب الخبراء في هذا المجال أن المشكلة المذكورة سياسية أكثر منها اقتصادية، وتحمل طابعا مبدئيا بالنسبة للطرفين. ويقترب أيضا موعد عقد اتفاقات بشأن سعر الغاز المصدر من آسيا الوسطى، وبالتالي مرحلة توتر جديدة مع أوكرانيا التي لا توافق على رفع أسعار الغاز الذي تستورده بشكل حاد.