61% من الإسرائيليين مع تحرير القنطار
التهدئة في غزة.. تشعل مفاوضات تبادل الأسرى

خلف خلف ndash; إيلاف : وافقت إسرائيل على التهدئة مع الفصائل الفلسطينية لكي تتفرغ لترتيب بيتها الداخلي ، وإنهاء ملف جنودها الثلاثة الأسرى في لبنان وقطاع غزة ، ورغم مرور يوم واحد فقط على دخول التهدئة حيز التنفيذ ، إلا أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك توقع اليوم الجمعة أن تستكمل المفاوضات حول إعادة الجنديين الإسرائيليين الأسيرين في لبنان خلال فترة لا تتجاوز بضعة أسابيع .مشيرًا في الوقت ذاته خلال اجتماعه مع عائلات الجنود الأسرى ، إلى أن المفاوضات حول قضية جلعاد شاليط ستستأنف الأسبوع المقبل ، ما سيقتضي اتخاذ قرارات صعبة . على حد تعبيره . وجاء اجتماع باراك مع عائلات الجنود الإسرائيليين الأسرى بعد تشاوره مع قادة الاستخبارات، الموساد والاستخبارات .

ووضع باراك العائلات بالتفاصيل ونشاطات إسرائيل الدبلوماسية والاتصالات الجارية لإعادة الجنود الإسرائيليين الأسرى ، شارحًا أيضا المعاضل والمشاكل التي تقف أمام حكومة أولمرت في هذا السياق ، وبخاصة في ظل عدم إدراج شاليط رسميًا في صفقة التهدئة مع حماس ، وعدم معرفة مصير الجنديين لدى حزب الله ، حيث تشير التقارير في إسرائيل إلى أنهما قتلا خلال عملية الأسر .

وأبدى والد شاليط انزعاجه من المعلومات التي أطلعه عليها باراك ، ولكنه رفض الإدلاء بتصريحات إلى الصحافة . ويبدي أيضا باراك ترددًا من ناحيته ، في ما يتعلق بتحرير سمير القنطار مقابل الجنديين الإسرائيليين لدى حزب الله ، معتبرًا أن خطوة تحرير معتقلين فلسطينيين ولبنانيين وصفهم بالـquot; المخربين quot; أحياء مقابل جثث جنود إسرائيليين هي quot; إشكالية وصعبة quot; ومن شأنها أن تخلق سابقة سلبية وخطرة من ناحية دولة إسرائيل .

ولكن رغم ذلك بحسب صحيفة يديعوت ليس واضحا إذا كان باراك سيصوت ضد صفقة الأسرى مع حزب الله والتي من المتوقع أن تطرح يوم الأحد القريب القادم على الحسم أمام الحكومة. وفي الآونة الأخيرة يجري باراك مشاورات مكثفة في موضوع الصفقة وهو مقتنع بأنه إذا تبين أن الجنديين الأسيرين في لبنان quot; الداد ريغف وايهود غولدفاسرquot; ليسا على قيد الحياة فان تحرير سمير القنطار quot;إشكاليquot;.

وفي محادثات مغلقة وحميمة مع رجال الأمن، مع سياسيين ومع مقربين أشار باراك إلى أن تحرير القنطار ومخربين أحياء مقابل جثث، quot;له آثار مهمة يجب فحصها بشكل معمقquot;. ومعظم رجال الأمن الإسرائيليين الذين تحدث معهم باراك تحفظوا من خطوة تحرير قنطار. quot;هذا من شأنه أن يكون سابقة خطرة وخطأ فادحا. يجب إجراء نقاش جماهيري لاذع في هذه المسألةquot;.

الأشخاص الذين تحدثوا مع باراك اخذوا الانطباع بأنه بلور موقفا قاطعا في هذا الموضوع، وهو سيعرب عنه في جلسة المجلس الوزاري وفي الحكومة. ويحتمل أن يعبر باراك عن quot;موقف قيمquot; في هذا الموضوع، ولكنه لن يعارض الصفقة المتبلورة.

وبحسب المعلومات التي نقلتها صحيفة يديعوت الصادرة اليوم فإن رئيس الموساد مئير دغان يعارض تحرير قنطار إذا لم يكن ريغف وغولدفاسر على قيد الحياة. حيث نقلت محافل عن دوغان قوله: quot;مقابل جثث نعطي جثثاquot;. بينما لم يعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لغاية اللحظة عن موقفه، وفي أحاديث خاصة درج على القول انه يجب التصرف quot;بعقل، دون انفعالاتquot;.

وقال الوزير بنيامين بن اليعيزر أمس إن فرضية العمل هي أن المخطوفين على قيد الحياة. quot;ليس لدى الجهاز الأمني بشكل قاطع أي معلومة بأنهما جنديان ميتان. إذا كان الحديث يدور عن صفقة جدية ndash; فاني سأؤيدها. وأنا مستعد لان اذهب لاعتذر لعائلة رون اراد واطلب منها المغفرة. إذ عندما تكون هناك عائلتان تعيشان معاناة فظيعة، ينبغي وقف معاناتهماquot;.

وفي جهاز الأمن الإسرائيلي يوجد عدم رضى من المعايير القائمة لتبادل جثث ضحايا الجيش الإسرائيلي مقابل مخربين أحياء. مسؤولون كبار في الجهاز يعتقدون ان أعمال الاختطاف هي وسيلة قتالية مركزية في حرب الاستنزاف لمنظمات المقاومة ضد إسرائيل، والتي يتبين أنها أداة ناجعة للغاية. وحسب هؤلاء المسؤولين، فان أعمال الاختطاف أصبحت أداة متواصلة، وسيلة ابتزاز ومشكلة إستراتيجية تستنزف وتمس بالمعنويات وبالصمود وتؤثرفي قرارات القيادة السياسية في مجالات مركزية.

في غضون ذلك، بين استطلاع لصحيفة يديعوت أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون الإفراج عن القنطار حتى مقابل جثث، في إشارة لإمكانية وفاة الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله. فقد قال 65% من المستطلعين إنهم مع تحرير القنطار طالما لا توجد معلومات عن الجنديين الأسيرين، وأيضا قال 61% من الإسرائيليين إنه يجب تنفيذ صفقة تبادل أسرى مع حزب الله حتى ولو كان الجنديين ليسا على قيد الحياة.