نضال وتد من تل أبيب: أكدت مصادر صحافية إسرائيلية، السبت، أن عائلة الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، رفعت اليوم التماسا طارئا للمحكمة الإسرائيلية العليا، تطالب فيه منع الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ التسهيلات التي تعهدت بها وفق اتفاقية التهدئة بسبب عدم إفراج حماس عن شاليط ضمن الاتفاقية المذكورة.

وقال موقع يديعوت أحرونوت، إن والدي جلعاد، نوعام وأفيفا شاليط، قدما الالتماس بعد ظهر السبت، وادعيا في نص الالتماس أن quot;إعادة فتح المعابر يشكل خرقا فظا لقرار اللجنة الوزارية للشؤون الأمنية، من الأسبوع الماضي، وهو قرار ينطوي على قدر كبير من عدم العقلانيةquot;. وقد أرفق والدا الجندي، بالرسالة التي تسلماها من ابنها الجندي الأسير، والتي أشار فيها إلى أنه لا يزال يعاني من مشاكل صحية وحالات اكتئاب كثيرةquot;.

وطالب والدا الجندي المحكمة الإسرائيلية العليا أن تصدر أمرا يمنع الحكومة الإسرائيلية من فتح المعابر الأربعة بين غزة وإسرائيل من جهة وبين غزة ومصر، من جهة أخرى إلى أن يتم الإفراج عن ولدهما شاليط أو الحصول على التزام من حماس بالإفراج عنه.

وأشارت مصادر إسرائيلية في هذا السياق إلى أنه وفق تقارير أجنبية فإن الحاجز الرئيسي أمام إطلاق شاليط هو رفض إسرائيل الإفراج عن 30 أسير فلسطيني طالبت حماس بالإفراج عنهم. ويشار في هذا السياق إلى انه من المقرر أن يتوجه رئيس الحكومة الإسرائيلية، غيهود أولمرت، يوم الثلاثاء القادم إلى القاهرة للاجتماع بالرئيس المصري مع استئناف الاتصالات مع حركة حماس حول ملف شاليط.

في غضون ذلك رفع إرفاق رسالة شاليط إلى والديه( التي كان أرسلها لهم بعد تعهد من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، بالسماح له بها، تقديرا لموقف الرئيس الأمريكي السابق، جيمي كارتر، بعد أن كان الأخير قام بجولة في الشرق الأوسط كسر خلالها القاطعة المفروضة على حماس، والتقى قادتها، محاولا التوسط بينها وبين إسرائيل) الحظر الذي كان مفروضا على نشر الرسالة وقامت اليوم وسائل الإعلام الإلكترونية بنشرها كاملة وفيما يلي نصها:

quot;أعاني من متاعب صحية وحالات اكتئاب كثيرةquot;
والدتي وأبي العزيزين، أبنا أسرتي الغالية، أبعث لكم بأشواقي الكثيرة، فقد مر علي عامان قاسيان وطويلان منذ ودعتكم واضطررت للبدء في العيش في ظروف الاعتقال. لا زلت أعاني من متاعب صحية ونفسية، وحالات اكتئاب كثيرة ترافق هذا النمط من الحياة الذي أعيشه. كما في رسائلي السابقة فإنني أمل جدا أن أوضاعكم الصحية والنفسية لم تتضرر منذ بدأتم العيش بدوني. لا زلت أحلم وأفكر في اليوم الذي سأتحرر فيه وألقاكم من جديد، ولا يزال يراودني الأمل بأن هذا اليوم قريب، لكنني أعلم أن ذلك ليس متعلقا بي أو بكم، إنني أطالب الحكومة بألا تهمل المفاوضات بشأن إطلاق سراحي، وأن تركز جهودها فقط على إطلاق سراح الجنود الأسرى في لبنان.
مشتاق إليكم
جلعاد، حزيران 2008.

يشار في هذا السياق إلى أن عدم إدراج إطلاق شاليط كأحد شروط التوصل إلى اتفاق التهدئة، جاء بعد أن رفضت حركة حماس الشرط الإسرائيلي بهذا الخصوص، كما أن ذلك سبب حرجا كبيرا للحكومة الإسرائيلية، وجعلها عرضة لانتقادات شديدة من قبل زعيم المعارضة، بينيامين نتنياهو الذي حمل بشدة على حكومة إسرائيل بهذا الخصوص كما أنه كان وراء خطة والدي الجندي شاليط برفع التماس للحكمة ضد اتفاق أبرمته الحكومة الإسرائيلية، مع طرف ثاني، وهي المرة الأولى التي يقوم فيها ذو جنود أسرى بخطوة كهذه، يمكن لها أن تعرض جهود الحكومة ككل إلى خطر، وقد تؤدي إلى نسف التهدئة كليا في حال وافقت المحكمة على الالتماس.

وكانت إسرائيل وحماس قد توصلتا لاتفاق تهدئة بدأ سريانها منذ الخميس الماضي بفعل جهود الوساطة المصرية، حيث قام وزير المخابرات المصرية عمر سليمان، بجهود متواصلة مع حركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، يتوقف الجانبان بموجبه عن العمليات القتالية، إذ تتعهد حماس والفصائل الفلسطينية بوقف إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية، ووقف عملية تهريب الأسلحة إلى القطاع، في المقابل تقوم إسرائيل برفع الحصار وفتح المعابر، وفي مراحل متأخرة يستأنف الطرفان المفاوضات حول مصير الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.