الخرطوم: قالت الامم المتحدة يوم الاحد إن اقليم دارفور السوداني يواجه أزمة غذاء هذا العام نتيجة تنامي العنف واكتظاظ المخيمات باللاجئين وسوء موسم الحصاد.

وتنفذ في دارفور أكبر عملية اغاثة انسانية في العالم تساعد ثلثي سكان الاقليم البالغ عددهم ستة ملايين نسمة.

لكن مسؤولين من الامم المتحدة قالوا ان سلسلة من المشاكل في الاقليم الواقع بغرب السودان قد تتسبب في ارتفاع معدلات سوء التغذية والمشاكل الصحية.

وقال مايك ماكدونو مدير مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية quot;بعد مرور أربعة أعوام على العملية الانسانية الضخمة...فهذا العام أعتقد أننا سنشهد تراجعا في المؤشرات (الصحية) نتيجة هذه الازمة المتراكمة.quot;

وتسببت الهجمات على قوافل الغذاء التابعة لبرنامج الاغذية العالمي في خفض الحصص التي توزع على الملايين في دارفور الى النصف منذ مايو أيار. ولم تف الحكومة بوعودها بمرافقة شاحنات المساعدة.

وقال مدير برنامج الاغذية العالمي كينرو أوشيداري في مؤتمر يضم وكالات الامم المتحدة quot;اذا لم نتحسن فلن نستطيع ببساطة أن نزيد هذه الحصص في المستقبل.. الواقع يقول ان هذه الشاحنات ينبغي أن تتحرك كل يوم.quot;

وذكر تيد تشايبان وهو مندوب صندوق الامم المتحدة للطفولة ( يونيسيف) في السودان انه في ظل عدم تحرك الشاحنات والحصص الكاملة فان فترة المجاعة التقليدية التي تحدث عندما تتسبب الامطار في عزل الطرق والمزارع ستكون أشد من السنوات السابقة.

وقال ان موسم الحصاد السيء هذا العام أدى بالفعل الى ارتفاع أسعار السلع الاساسية الى المثلين في أسواق دارفور.

وأضاف quot;نحن في خضم ما ستكون فترة مجاعة شاقة.. نحن متماسكون لكننا قلقون... من أنه اذا لم تستأنف عملية (توزيع) حصص الغذاء بالكامل فستتدهور الامور.quot;

وقال انه في ظل ارتفاع معدلات سوء التغذية بالفعل فان شهري أغسطس اب وسبتمبر أيلول قد يشهدا ارتفاعا في عدد سكان دارفور الذين يعانون من سوء التغذية.

كما سيكون سكان الاقليم أكثر عرضة للاصابة بالامراض بسبب خفض حصص الغذاء.

ولا توجد معدلات دقيقة بشأن سوء التغذية في دارفور لان الحكومة ترفض حتى الان السماح بنشر دراسات مسحية قائلة ان وسائل الاعلام والنشطاء الغربيين سيبالغون في تصويرها.

وقال تشايبان ان الحكومة وافقت أخيرا على نشر 11 دراسة مسحية بشأن سوء التغذية كانت ترفض السماح بنشرها.

وقال مسؤولون من الامم المتحدة ان دراسات سابقة لم تنشر أشارت الى معدلات سوء التغذية تجاوزت المستويات الطارئة.

وعلى مدى ثلاث سنوات رفضت الخرطوم نشر الدراسات بشأن الوفيات. ويقول السودان إن تقديرات الامم المتحدة بأن ما بين 200 ألف و 300 ألف شخص قتلوا في دارفور مبالغ فيها وتقول ان عشرة الاف فقط لاقوا حتفهم.