أسامة مهدي من لندن : اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان القطعات العسكرية التي تنفذ خطة لفرض القانون في محافظة ميسان الجنوبية باقية هناك حتى القضاء على المليشيات المسلحة والخارجين على القانون وشدد على ضرورة منع اي تجاوزات على المواطنين من قبل العسكريين واشار الى ان السلطات ستبدأ خملة اعمار كبيرة في المحافظة بعد انتهاء العمليات العسكرية ولمح الى امكانية بدء عملية مسلحة مماثلة بمحافظة ديالى قريبا .

واضاف المالكي خلال حضوره اليوم مؤتمرا لعشائر محافظة ميسان عقد في عاصمتها العمارة (365 كم جنوب بغداد) والتي بدأت فيها الخميس الماضي عملية عسكرية واسعة لفرض القانون اطلق عليها quot;بشائر السلامquot; ان جرائم الارهابيين التي ترتكب في المحافظة هي التي دفعت القوات المسلحة الى بدء عملياتها ضد الخارجين على القانون وتنظيم القاعدة وبقايا عصابات النظام السابق من اجل انهاء ممارساتهم الارهابية ضد المواطنين . وقال ان على المسلحين والخارجين على القانون ان يدركوا ان العراق قد اصبح دولة لن تسمح بحمل السلاح لغير يد جيشها . واضاف ان الخارجين على القانون كانوا يحلمون بتشكيل مراكز قوة داخل الدولة مثل اقامة ما يسمى بدولة العراق الاسلامية او دولة للمليشيات او عصابات للقتل والاختطاف .

ودعا المالكي من اسماهم بالمغرر بهم الى وعي حقيقة الجهات التي غررت بهم ودفعت بهم الى ممارسات خارجة على القانون مشيرا الى ان الخطة الامنية المنفذة حاليا تشكل لهم فرصة للتراجع واعادة النظر بموقفهم والعودة الى حضن الدولة . وشدد على ان العمليات المسلحة الحالية في بعض المحافظات لاتستهدف اشخاصا بعينهم او احزاب او تيارات سياسية . واكد ان هذه العمليات تستهدف تحقيق امن المواطنين من دون فروقات سياسية او طائفية او عنصرية ليكون العراق للجميع . وشدد على ان الدولة لن تسمح لاحد بالتدخل في شؤونها واشار الى ان عمليات استعادة مقرات الادارات والمؤسسات الحكومية التي تحتلها قوى بشكل غير شرعي ماضية حتى الانتهاء من اعادتها الى الدولة .

وشدد المالكي بالقول ان حكومته لن تتوقف عن استخدام السلاح ضد الخارجين على القانون حتى القضاء على العصابات المسلحة موضحا ان عمليات اعمار واسعة ستباشر في المحافظة من اجل القضاء على البطالة وتقديم الخدمات الضرورية الى المواطنين . واكد بقاء القطعات العسكرية التي تنفذ عملية quot;بشائر السلامquot; الحالية في المحافظة حتى ارساء الامن فيها بشكل كامل .

واشاد بتشكيل عشائر ميسان لمجالس اسناد للقوات المسلحة وقال ان هذه التجربة ستعمم على انحاء العراق حيث سيشكل مجلس اعلى لها . وشدد على القوات المسلحة احترام حقوق الانسان في عملياتها وعدم الاعتداء على اي مواطن او اعتقال اي شخص من دون اوامر قضائية وعدم اخذ الاخرين بجريرة قريب او صديق لهم .

وفي الختام اكد المالكي عزم حكومته المضي في خطط اعادة المهجرين الى مناطقهم الاصلية وقال ان هناك خططا لتقديم المساعدات المالية والامنية والمعنوية للعائدين بعيدا عن التمذهب ومن اجل ان يعود الشيعة والسنة للتعايش بامن وسلام ومحبة كما كانوا على مر السنين .

معروف ان القوات العراقية تنفذ منذ الخميس الماضي عملية عسكرية واسعة في محافظة ميسان حيث تم القاء القبض على عشرات المطلوبين والاستيلاء على كميات كبيرة من الاسلحة .
وفي بيان ختامي لمؤتمرهم اكد رجال العشائر براءتهم من مرتكبي الجرائم ضد المواطنين وابناء القوات المسلحة ودعم الدولة في خططها لحصر السلاح بيدها . وايدوا جهود الدولة لاعادة ممتلكاتها ودعوا الى العمل من اجل انهاء البطالة وتقديم الخمات الاساسية الى المواطنين وخاصة الكهرباء وتشجيع الزراعة وضمان استقلالية القضاء .