خلف خلف ndash; إيلاف: أعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء الإجراءات العملية التي قد تؤدي لإصدار إعلان مفاده أن الجنديين الإسرائيليين المخطوفين لدى حزب الله قد قتلا خلال عملية الاسر. وبين الجيش اليوم الاثنين أنه سلم المواد الاستخبارية التي تتضمن تفاصيل حول وضع الجنديين إيهود غولدفاسر وإلداد ريغيف، إلى الراف العسكري، أفيحاي رونسكي، وذلك تمهيدًا لاتخاذ قرار بشأن الإعلان عن وضعهما، ولكن بحسب تقدير مصادر عسكرية تحدثت لصحيفة هآرتس فأن العملية المذكور قد تستغرق أياما معدودة.

وأفادت صحيفة معاريف الصادرة اليوم أن أوساطًا استخباراتيه توصي بالإعلان عن غولدفاسر وريغف ضحيتين غير معروف مكان دفنهما. وبحسب الصحيفة فأن الخلفية للتوصية هي قرائن استخبارية تشير إلى أنه توجد احتمالات quot;أكثر من عاليةquot; بأنهما ليسا على قيد الحياة.

واختطف حزب الله جنديين إسرائيليين على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية بتاريخ 12 تموز / يوليو 2006، مما قاد لاندلاع حرب لبنان الثانية. ويأتي التحرك في تل أبيب عقب معلومات عن قرب التوقيع على صفقة تبادل أسرى بين الجانبين، يفرج بموجبها عن القيادي في حزب الله سمير القنطار وأسرى فلسطينيين مقابل الجنديين الإسرائيليين.

ورغم التوقعات بإعلان وفاة الجنديين إلا أن هناك من يدعو لتنفيذ صفقة تبادل، وبموجب التقارير التي تتداولها الصحف ووسائل الإعلام العبرية فأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق غابي اشكنازي يؤيد تنفيذ صفقة الأسرى مع حزب الله حتى مقابل جثتي الجنديين. في المداولات التي جرت مؤخرا قال الفريق اشكنازي: quot;لدينا التزام بإعادة الجنود حتى لو لم يكونوا على قيد الحياةquot;. ويعارض شكنازي في رأيه هذا، قسم كبير من محافل الأمن الإسرائيلية الكبرى، بما في ذلك رئيس شعبة الاستخبارات. أما رئيس الموساد ورئيس المخابرات فيؤيدان قرار ايهود اولمرت في هذه المرحلة إرجاء تنفيذ الصفقة.

وعقد في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت أمس في القدس بحثًا قبل الحسم في مسألة تبني صفقة التبادل مع حزب الله. وشارك في البحث وزير الدفاع ايهود باراك، ورئيس الأركان غابي اشكنازي، وكذلك رئيس شعبة الاستخبارات اللواء عاموس يدلين، بالإضافة لرئيس الموساد مئير دغان، ورئيس المخابرات يوفال ديسكن، اللواء احتياط ايلان بيران الذي يعالج قضية مساعد الطيار رون اراد والمكلف بالمفاوضات عوفر ديكل. وتبين من البحث أنه ثارت في القيادة السياسية ndash; الأمنية خلافات حادة في هذه المسألة الحساسة.

وحسب مسار الصفقة المطروحة، والتي اتفق عليها مع الوسيط الألماني، سيعاد الجنديان المخطوفان مقابل تحرير سمير قنطار وأربعة من مقاتلي حزب الله كانوا اسروا في حرب لبنان الثانية، وكذا مقابل 199 جثة للبنانيين (بينهم فلسطينيون أيضا). ووجه أولمرت عوفر ديكل بالتوجه مرة أخرى إلى الوسيط لاحضار تفصيل إضافي في موضوع رون اراد. وحسبما أفادت صحيفة يديعوت فأن إسرائيل تتوقع الحصول من حزب الله على تقرير مفصل بشأن الجهود التي قام بها، والشهادات التي جباها ممن رأوا الطيار وان أراد قبل أن يختفي في العام 1988.

وذكر مراسل القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي نداف بيري نقلا عن مصادر في ديوان رئيس الوزراء أيهود أولمرت أن عملية التبادل لن تتم حتى خلال الأسبوع القادم، بذريعة أن الإجراءات الأزمة والمطلوبة لإنهاء الصفقة لم تستكمل بعد، حيث سيجتمع الطاقم الوزاري الأمني والسياسي للبحث في عملية التبادل هذا الأسبوع، بعدها ربما سيحدد موعد جلسة للحكومة الإسرائيلية.

ويشار إلى أن إسرائيل تعهدت في رسالة للامين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأن تحرر بعد بضعة أسابيع من تنفيذ الصفقة مع حزب الله ndash; كبادرة طيبة شخصية للامين العام ndash; سجناء فلسطينيين. ويقرر الجانب الإسرائيلي عدد الفلسطينيين المحررين. وهذا المسار هو الحل الوسط الذي حققه الوسيط الألماني بين مطلب نصر الله تحرير ألاف السجناء الفلسطينيين وبين الرفض الإسرائيلي لإدراج فلسطينيين في الصفقة.