هراري: في عيد ميلاده التسعين، وصف الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا الأوضاع في زمبابوي بانها تشكل quot; فشلا مأساويا للقيادة.quot;
يأتي ذلك في الوقت الذي غادر فيه مورغان تسفانجيراي، زعيم quot;الحركة من أجل تغيير ديمقراطيquot;، كبرى حركات المعارضة في زيمبابوي، الأربعاء، السفارة الهولندية في هراري، عائداً إلى منزله، بعد قليل من دعوته إلى إرسال قوات حفظ سلام دولية لتأمين quot;نزاهةquot; الانتخابات الرئاسية.
وقالت مصادر بالحركة المعارضة وصحفيون في موقع السفارة الهولندية، التي لجأ إليها تسفانجيراي الأحد، إن زعيم المعارضة في زيمبابوي غادر مقر السفارة، في طريقه إلى منزله، دون اففصاح عن مزيد من التفاصيل.
وطلب تسفانجيراي، في وقت سابق الأربعاء إرسال قوات سلام دولية إلى بلاده، للإشراف على انتخابات رئاسية جديدة، في موقف هو الأول له منذ إعلان انسحابه من الانتخابات المقررة هذا الأسبوع أمام الرئيس روبرت موغابي.
بالمقابل، استبعد وزير الخارجية الأسترالي، ستيفن سميث، حصول تدخل عسكري دولي لإزاحة موغابي من السلطة، في وقت شن كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق، الحائز على جائزة نوبل للسلام، ديزموند توتو، هجوماً عنيفاً على رئيس زيمبابوي الذي شبهه بـquot;فرانكشتاين.quot;
ودعا توتو المجتمع الدولي إلى التدخل في زيمبابوي quot;قبل أن تنحدر الأوضاع لتتحول إلى حمام دمquot;، مشيراً إلى ان موغابي quot;خيّب آمال الكثيرينquot; بعدما أيدوه في مواجهة الاستعمار البريطاني، مضيفاً: quot;لقد تحوّل إلى شيء لا يمكن تصوره.. لقد أصبح مثل فرانكشتاين بالنسبة لشعبه.quot;
من جهته، قال وزير الخارجية الأسترالي، ستيفن سميث، إن المجتمع الدولي لن يتحرّك عسكرياً ضد النظام في زيمبابوي، داعياً بالمقابل الدول الأفريقية إلى الضغط على موغابي للتنحي.
وأضاف: quot;لا أعتقد مطلقاً أن المجتمع الدولي سيتحرك بسرعة نحو خيار التدخل العسكري في زيمبابوي.. نحن نناقش الموضوع منذ فترة ونعيد التأكيد على موقفنا الذي يعتبر أن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق الدول المجاورة لزيمبابوي.quot;
وفي الإطار عينه، برز مقال لزعيم المعارضة في زيمبابوي، مورغان تسفانجيراي، الذي أعلن انسحابه من الانتخابات الرئاسية، حيث دعا عبر صحيفة الغارديان البريطانية إلى إجراء انتخابات رئاسية في بلاده بحماية قوات حفظ سلام دولية.
وقال تسفانجيراي: نحن لا نريد نزاعاً مسلحاً، لكن شعب زيمبابوي يريد أن تكون كلمات قادة العالم مدعومة بالتزام معنوي من قوة عسكرية.quot;
وكانت quot;الحركة من أجل تغيير ديمقراطيquot; قد تقدمت بطلب رسمي الثلاثاء، لسحب ترشيح تسفانجيراي من الانتخابات الرئاسية.
وقال المتحدث باسم الحركة، نيلسون تشاميسا، في تصريحات لـCNN، إن الحركة سلمت طلب الانسحاب رسمياً إلى اللجنة العليا للانتخابات، قائلة إنها لن تشارك في الانتخابات ضد الرئيس الحالي، روبرت موغابي، الذي يقود البلاد منذ 28 عاماً.
وكان تسفانجيراي قد أعلن انسحابه من السباق الرئاسي الأحد، قبل أقل من أسبوع من الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، المقررة في السابع والعشرين من يونيو/ حزيران الجاري، رغم أنه كان قد حقق فوزاً كبيراً على موغابي، في الجولة الأولى.
وأرجع زعيم المعارضة في زيمبابوي أسباب انسحابه من الانتخابات، قائلاً: quot;من المستحيل إجراء انتخابات حرة ونزيهةquot;، مضيفاً قوله: quot;توصلت والحزب لقرار عدم الاستمرار في هذه العملية الانتخابية غير الشرعية والعنيفة والمخزية.quot;
وتضاربت التقارير الاثنين بشأن إجراء الجولة الثانية من الانتخابات المقررة الجمعة، رغم إعلان مرشح المعارضة الوحيد الانسحاب، في الوقت الذي أشارت فيه مصادر بالمعارضة إلى أن تسانجيراي طلب اللجوء إلى السفارة الهولندية.(المزيد)
وفيما أعلنت الحكومة الزيمبابوية في وقت سابق، على لسان وزير العدل، باتريك تشايناماسا، إلغاء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، نظراً لعدم وجود مرشحين منافسين للرئيس الحالي، روبرت موغابي، فقد أكد متحدث رئاسي أن الانتخابات ستجري في موعدها.
وبادر تشايناماسا الأحد بإعلان quot;فوز موغابي بفترة رئاسية جديدةquot;، بعد قليل من إعلان المرشح المعارض، مورغان تسفانجيراي، زعيم quot;الحركة من أجل تغيير ديمقراطيquot;، انسحابه من السباق الرئاسي، بسبب تزايد العنف شكوك في نزاهة الجولة المقبلة من الانتخابات.
إلا أن المتحدث باسم الرئيس موغابي، جورج تشارمبا، قال لـCNN الاثنين: quot;لا يوجد شيء على هذه الأرض الطيبة يمكنه أن يوقف انتخابات 27 (يونيو/ حزيران الجاري)، حتى لو انسحب تسفانجيراي رسمياً.quot;
وكان وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فيرهاغن، قد أكد لشبكة CNN الاثنين، أن quot;تسفانجيراي كان قد طلب من السفارة، من خلال حزبه (الحركة من أجل تغيير ديمقراطي)، ما إذا كان بإمكان هولندا توفير الحماية له خلال الأيام القادمة.quot;
وقال الوزير الهولندي إن quot;تسفانجيراي نفسه يتوقع حدوث المزيد من الخطوات التصعيدية، ولذلك فلا يمكنني القول ما هو مدى الفترة التي يطلب فيها اللجوء للسفارة، ولكننا بالطبع منحناه الفرصة للاختباء في السفارة الهولندية.quot;
كما أكدت وزارة الخارجية الهولندية أن زعيم المعارضة لجأ إلى سفارتها في هراري الأحد، بعد ساعات من إعلان انسحابه من الانتخابات، حيث طلب اللجوء مؤقتاً إلى هولندا quot;لاعتبارات أمنيةquot;، وفقاً لما أكد متحدث باسم الوزارة الاثنين.