غزة : واصلت اسرائيل اغلاق المعابر مع قطاع غزة لليوم الثاني الخميس، ردا على الهجمات الصاروخية من القطاع والتي مثلت انتهاكا للهدنة بين إسرائيل وحماس، وذلك وفقا لما أعلنه متحدث عسكري إسرائيلي.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول عسكري اسرائيلي قوله إن المعابر ستبقى مغلقة حتى اشعار آخر. ونقلت الوكالة عن المسؤول بيتر ليرنر قوله: quot;سيعتمد امر اعادة فتحها على تقييمنا للوضع عقب هجوم الثلاثاء الصاروخي.quot;

وكانت حركة الجهاد الإسلامي قد أعلنت مسؤوليتها عن اطلاق اول ثلاثة صواريخ من قطاع غزة باتجاه بلدة سديروت جنوبي اسرائيل منذ دخول اتفاق الهدنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين حيز التنفيذ الأسبوع الماضي. وجاء اطلاق الصواريخ بعد مقتل أحد عناصر الجهاد الاسلامي في نابلس على يد القوات الإسرائيلية. يذكر ان اتفاق التهدئة لا يشمل الضفة الغربية.

وقالت الشرطة الاسرائيلية ان صاروخين سقطا داخل سديروت ونجم عنهما اضرار مادية واصابة شخصين بجراح طفيفة بينما سقط الثالث في احد الحقول خارج البلدة. واعتبر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي اطلاق الصواريخ انتهاكا quot;خطيرا للهدنةquot; لكنه اكد استمرار اسرائيل التزام بالتهدئة.

كما اكدت حركة حماس أستمرار الهدنة مع اسرائيل وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس لبي بي سي إن الحركة تعتبر ماحدث اليوم أمرا استثنائيا، وإنها ستتابع مع القوى الفلسطينية الالتزام بالتهدئة مع اسرائيل. وكان الجنود الاسرائيليين قد داهموا في وقت مبكر من صباح الثلاثاء شقة في مدينة نابلس بالضفة الغربية حيث قتلوا فلسطينيين احدهما ينتمي الى حركة الجهاد الاسلامي.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل عضوا بارزا في حركة الجهاد الإسلامي لكنه لم يؤكد اذا كان القتيل الآخر ينتمي كذلك للحركة. وقال الجيش الإسرائيلي إن طارق جمعة البالغ من العمر 24 عاما كان مطلوبا لدى إسرائيل لدوره في التحريض على شن هجمات ضد الإسرائيليين. وأضاف أن الناشط الفلسطيني قتل خلال تبادل لإطلاق النار وأنها عثرت على وسائل تفجير وأسلحة داخل شقته. لكن جيران جمعة قالوا إن الفلسطينيين قتلا جراء تفجير. وحذرت الجهاد من أن استهداف أنصارها في الضفة الغربية قد يهدد الهدنة في قطاع غزة.


اولمرت مبارك

تزامنت هذه التطورات مع عودة رئيس الوزراء الاسرائيلي من مصر بعد اجراء مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ تناولت التهدئة في قطاع غزة ومفاوضات تبادل الاسرى بين اسرائيل وحركة حماس التي تحتجز الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط. وصرح مسؤول اسرائيلي رفيع رافق اولمرت في زيارته الى مصر ان الاخيرة قدمت ضمانات بعد فتح معبر رفح بين مصر وغزة قبل اطلاق سراح شاليط.

لكن مبارك صرح في مقابلة له مع التلفزيون الاسرائيلي ان ربط قضية شاليط بفتح معبر رفح امر غير واقعي. واضاف مبارك ان قضية شاليط مسار مستقل عن مسار التهدئة وان مصر تبذل مساعيها لحل قضية شاليط. ويأتي هذا اللقاء بعد خمسة أيام من دخول التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ والتي توسطت فيها مصر. وعقب المباحثات أعلن الرئيس المصري أن مصر تسعى لإطلاق جلعاد شاليط الجندي الإسرائيلي المحتجز لدى حماس.

من ناحيته، أشاد أولمرت بالمساعي المصرية لإنهاء ما وصفه بالإرهاب المنطلق من غزة واصفا مصر بالشريك الاستراتيجي لاسرائيل. وترغب مصر أن تفتح إسرائيل معبر رفح بين مصر وغزة لكن إسرائيل أوضحت أن معبر رفح لن يُفتح ما لم يفرج عن الجندي الإسرائيلي.

مفاوضات غير مباشرة

من جهة اخرى اعلن الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية مارك ريجيف ان كبير المفاوضين الاسرائيليين حول تبادل الاسرى عوفر ديكل يتوجه الى مصر يوم الخميس المقبل لاجراء مباحثات غير مباشرة بوساطة مصرية مع حركة حماس حول تبادل الاسرى.

من جانبها اكدت حماس ان المفاوضات قد تبدأ يوم الاحد المقبل واشارت الى ان الوفدين لن يكونا في نفس المبنى. وصرح المسؤول في حماس اسامة المزيني ان مطالب الحركة حول تبادل الاسرى لم تتغير وانها ما زالت تشترط اطلاق سراح السجناء الفلسطينيين لدى اسرائيل والواردة اسماؤهم في القائمة التي سلمت للجانب المصري سابقا مقابل اطلاق سراح شاليط.

يذكر ان حماس تطالب باطلاق سراح 450 سجين فلسطيني في السجون الاسرائيلية. وتقول اسرائيل التي تضم سجونها اكثر من عشرة آلاف سجين فلسطيني ان عددا كبيرا ممن تطالب حماس باطلاق سراحهم مسلحون متورطون في تنفيذ هجمات دموية على اسرائيل.