نجلاء عبد ربه من غزة: علق الكثير من الفلسطينيين في قطاع غزة الكثير من أحلامهم على اتفاق التهدئة المبرم بين حركة حماس وإسرائيل، لكن الاتفاق الذي لم يمر حتى الآن بمرحلة التطبيق الفعلي يبعث القلق في نفوس الفلسطينيين، ويقضى على أحلامهم بوجود واقع جديد في غزة بعد سنوات من الحصار والعمليات العسكرية.
ويرى الغزيون أن التهدئة لم تعد سوى كلمة في طور الكتابة، ووجودها الفعلي كان من خلال وسائل الإعلام وليس على أرض الواقع..
من جهته ينتقد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot; د.محمود الزهار لما سيقدم علية أبناء بعض الفصائل من حركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى لخرق عملية التهدئة والمتفق عليها في القاهرة, وإطلاق عدد من الصواريخ علي البلدات الإسرائيلية مما سيؤدي إلي مرور التهدئة في حالة من التدهور , ولابد الرد علي مثل هؤلاء العملاء الذين يحاولون أن يعبثوا بالأمن ويتمنوا لهذا الشارع أن يبقى على هذا الحال، كما أن هناك فصائل غير منضبطة بأوامر قيادتها، فيجب التعامل مع هذه الحالات وفق ما يجب أن يكون .

وأضاف الزهار بخصوص موقفهم من عملية التهدئة : quot; موقفنا quot; أي موقف الحركةquot; واضح من هذه الخروقات ، ولقد اجتمعنا بعدد من كبار الفصائل واتفقنا علي الالتزام بما جاء في شروط عملية التهدئة ولابد من إنجاحها علي أكمل وجه, كما وأوضحنا لهم الصورة بخصوص ما ينبغي العمل به , واتخذنا إجراءات عملية على أرض الواقع، فهناك أيادي خفية تحاول ألعبت بالمصالحة الفلسطينية وعدم إتمام أي شروط تم الاتفاق عليها لكن الحركة تتوعد لمثل هذه الأيدي وتهدد أي شخص وأي فئة تسول له نفسه بإلحاق الضرر بالتهدئة، وهناك اتفاق مع الجهاد الإسلامي على أن أي إنسان يخرق هذا الاتفاق حتى لو كان من quot;حماس أو الجهاد الإسلاميquot; يعتقل وينزع سلاحه لأن هذا ليس برنامج مقاومة بل برنامج تخريب للمقاومة quot; .
من ناحيته قال القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي quot;خالد البطشquot; : quot; إنّ الاحتلال الإسرائيلي هو الذي يخرق التهدئة يومياً، لافتاً إلي أنّ حركة الجهاد الإسلامي تدعو الجميع إلي المقاومة ضد الاحتلال، ومؤكداً علي أن الجهاد تحتفظ بحقها في الرد علي جرائم الاحتلالquot; .
وأضاف البطش قائلا : quot; هناك جرائم لا تحتمل الانتظار أو حتى التنسيق مع حركة حماس ويجب الرد عليها مباشرة، كما حصل بعد جريمة نابلس, وأكد البطش علي إن التهدئة ولدت أصلاً في ظروف غير طبيعية وهي في حالة موت سريري، و متعثرة، مضيفا إنهم في حركة الجهاد الإسلامي لن يسارعوا في موتها، لأنها ستموت بفعل الخروقات الإسرائيلية، والجهاد لن تتحمل نتائج إنهاء التهدئة quot; .
والشارع الفلسطيني داخل القطاع لا يسعه غير ترقب وسائل الإعلام ومراقبة التطورات التي ستجرى بخصوص عملية التهدئة , فالمواطن أحمد سليم quot;45 عامquot; يقول لـquot;إيلافquot; : quot; ما بدنا شعارات وكلام في الهواء شبعنا منها وكمان في فائض عندنا من هذه الشعارات نحن ننتظر حل جدري لهذا الحصار المفروض علينا والذي هو كل يوم يعيش في حالة أسوء من اليوم الذي قبلهquot; . ويتابع المواطن أحمد حديثه قائلا : quot; سمعنا بعملية التهدئة وفرحنا كثيرا وقلنا ربنا يوحد الفصائل الفلسطينية لما فيه خير للوطن والشعب وإن شاء الله يصبحوا يد واحدة في وجه الإحتلال لكن للأسف فوسائل الإعلام تقول غير هذا الكلام فكل يوم أصبحنا نسمع عن الخروقات وعن فشل عملية التهدئة مما يزيد من القلق والتوتر بالنسبة لأبناء القطاع فالخوف من فشلها أصبح يراود عقولنا quot; .
ونفس حالة الترقب والخوف يعيشها المواطن خالد quot;39 عامquot; فيقول لـquot;إيلافquot; : quot; نحن ننتظر أن تمر عملية التهدئة في مراحل متقدمة منها وليس العكس أن تمشي إلي الوراء وتمشي بعكس ما تشتهي السفن, وننتظر فتح المعابر بفارغ الصبر فكل واحد من أبناء القطاع له أسبابة لمثل هذا الانتظار فمنهم من يريد الخروج للعلاج ومنهم من يريد الذهاب إلي حج بيت الله والعودة دون أي معيقات ومنهم من يريد الخروج للبحت عن عمل خارج الأراضي الفلسطينية وذلك لعدم توفرها هنا في بلادنا ومنهم من يريد تيسير حياته علي وجه أفضل من ما هي علية الآن وتلبية متطلبات العيش الكريم... فما آن الأوان لهذا الانتظار من التحقيق ؟ quot; .