كابول: قال أحفاد محمد داؤد خان، أول رئيس لأفغانستان، إنهم عثروا على رفات لجثة جدهم مع جثث أخرى تعود لبعض أفراد أسرته ومساعديه، حيث وُجدت جميعها مدفونة في مقبرتين جماعيتين تعودان إلى الفترة التي قُتلوا فيها في انقلاب جرى بدعم من الاتحاد السوفياتي السابق قبل أكثر من ثلاثة عقود خلت.

وأخبر محمود غازي داؤد الصحفيين اليوم قائلا: quot;لقد تم العثور على مقبرتين، تحتوي الأولى على 16 جثة والثانية 12 جثة آخرى. وقد تم التعرف على الجثث من خلال الأحذية والألبسة التي كان الرئيس السابق وأفراد أسرته وأعضاء حكومته يرتدونها لحظة مقتلهم.quot;

هذا ولم يعط داؤد أي تفاصيل أخرى حول عملية تحديد هويات الضحايا أو بشأن اكتشاف المقبرتين.

إلا أن مصادر أفغانية كشفت أنه تم العثور على المقبرتين مؤخرا من قبل هيئة تم تعيينها خلال شهر نيسان/أبريل الماضي من قبل الرئيس الأفغاني الحالي حامد كرزاي بطلب من عائلة داؤد خان.

يُذكر أن خان كان قد قُتل عندما أطلق عليه الانقلابيون الرصاص في القصر الجمهوري خلال الانقلاب العسكري الذي قاموا به ضده في شهر نيسان/أبريل عام 1978.

وينظر الكثيرون من الأفغان إلى ذلك اليوم على أنه الأكثر دموية في تاريخ بلادهم، لا سيما وقد أعقبه عقد من الاحتلال السوفياتي، فالحرب الأهلية، فصعود حركة طالبان التي أُطيح بها على يد قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001.

ويُعتقد أن حوالي مليوني شخص لقوا حتفهم وفرَّ أكثر من ستة ملايين شخص آخر من البلاد في أعقاب انقلاب عام 1978.

وكان خان قد وصل إلى سدة الحكم في أفغانستان في انقلاب أيضا عندما أطاح في عام 1973 بقريبه الملك السابق ظاهر خان، وهو آخر ملك يحكم باكستان.

وقد سعى الرئيس خان لمقاومة نفوذ الإسلاميين فأسس نظاما جمهوريا وأدخل إصلاحات وفضل في نهاية المطاف إقامة علاقات مع الغرب على العلاقات مع الاتحاد السوفياتي.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يُعثر فيها على مقابر جماعية في أفغانستان، فقد أعلنت السلطة الأفغانية العام الماضي أنها عثرت على مقبرة جماعية في شهر يوليو/مارس الماضي.

وقامت لجنة خاصة بزيارة تلك المقبرة الواقعة في الصحراء قرب العاصمة كابول، حيث أرشد الشرطة إليها رجل مسن عمل سائقا لدى الجيش السوفيتي في الثمانينيات.

وقالت اللجنة إنه تم العثور على المئات من الرفات في العديد من الحجرات تحت الأرض. وقال أحد الأطباء الشرعيين إن العديد من الجثث كانت في وضع الجلوس، وكان على بعضها بقايا ملابس، بل وكان ببعضها الآخر بقايا لحم.

وقالت مصادر أمنية إنه عثر على ملابس ووثائق في المقبرة الموجودة في موقع قاعدة عسكرية سابقة كانت تستخدمها القوات الأفغانية الموالية لموسكو والقوات السوفيتية.

ونقلت مصادر أمنية عن الرجل الذي أبلغ عن وجود المقبرة القول إن الروس كان يعذبون الناس هناك ويقتلونهم.

ولكن بعض المصادر الحكومية ترجح أن هذه المقبرة ترجع إلى عهد الحرب الأهلية في أوائل تسعينيات القرن الماضي.

وحتى لو تم الكشف عن هوية القتلة، فانه ليس من المؤكد إمكانية محاكمتهم لأن البرلمان الأفغاني صوت في وقت سابق على العفو عن مجرمي الحرب.

كما تقول منظمات حقوق الانسان إنه تم الكشف حتى الآن عن أكثر من 20 مقبرة جماعية في أنحاء أفغانستان تعود إلى مختلف عهود الصراعات هناك.