أسامة مهدي من لندن: قال المكتب الرئاسي العراقي إن مصافحة الرئيس العراقي جلال طالباني لرئيس حزب العمل الإسرائيلي إيهود باراك قد تم بصفته الأمين العام للإتحاد الوطني الكردستاني ونائب رئيس الإشتراكية الدولية، وليس بصفته رئيسًا لجمهورية العراقوأوضح أن هذه المصافحة لا تؤسس لموقف مغاير لسياسات العراق الداعمة للشعب الفلسطيني... بينما أعلن في بغداد اليوم، أن القوات العراقية ستتسلم غدًا الأربعاء من القوات المتعددة الجنسيات الملف الأمني في محافظة الأنبار الغربية لتكون المحافظة العاشرة والسنية الأولى التي يتولى فيها العراقيون المسؤوليات الامنية.

واضاف المكتب في بيان صحافي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم انه quot;خلال حضور طالباني مؤتمر الاشتراكية الدولية المنعقد حاليًا في العاصمة اليونانية أثينا وفي اليوم الثاني منه حيث ألقى خطابه بادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتقديم أيهود باراك رئيس حزب العمل الإسرائيلي لمصافحة الرئيس طالباني. واشار المكتب الى انه quot; يود التأكيد على أن الرئيس طالباني الذي استجاب لطلب الرئيس الفلسطيني تعامل مع الأمر بصفته الأمين العام للإتحاد الوطني الكردستاني ونائب رئيس الاشتراكية الدولية وليس بصفته رئيس جمهورية العراقquot;.
واضاف quot; أن ما جرى لم يكن سوى سلوك إجتماعي حضاري لا ينطوي على أي معنى أو تداعيات أخرى ولا يُحمّل العراق (الدولة) أي التزامات كما إنه لا يؤسس لأي موقفٍ مغايرٍ لسياسات جمهورية العراق و توجهاتها ومواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية والمستندة إلى الإجماع العربي والمبادرة العربية ومقررات الشرعية الدوليةquot;.

ومعروف ان العراق لا يعترف باسرائيل ولا يقيم علاقات دبلوماسية معها ويقول إن هذا الامر متروك لموقف عربي جماعي .

وكان طالباني قد إنتخب امس نائبًا لرئيس الاشتراكية الدولية وتسلم وفد الإتحاد الوطني الكوردستاني المشارك في المؤتمر بطاقات التصويت على انتخابات منظمة الإشتراكية الدولية والخاصة بالأعضاء الدائمين في منظمة الإشتراكية الدولية لكي يشاركوا في الانتخابات التي ستجري في الجلسة.

وتضمن جدول أعمال اليوم الأول للمؤتمر إلقاء عدد من الكلمات من قبل ممثلي الأحزاب الأعضاء المشاركة في المؤتمر تمحورت حول المشاكل العالمية وسبل حلها، تلك المشاكل التي يعاني منها سكان الكرة الأرضية. ومن أهم المواضيع التي تمت مناقشتها في اليوم الأول من المؤتمر التلوث البيئي وثقب طبقة الأوزون وندرة المواد الغذائية ومشكلة البطالة وآفة الأمية.

يذكر أن الاشتراكية الدولية هي منظمة سياسية دولية تجمع الأحزاب الاشتراكية والعمالية من مختلف بلدان العالم وقد تم الإعلان عنها في لندن عام 1951 ويرأسها حاليًا جورج باباندريو رئيس حزب الباسوك الاشتراكي أكبر أحزاب المعارضة في اليونان.

وألقى الرئيس طالباني الأمين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني نائب رئيس منظمة الاشتراكية الدولية كلمة اليوم الثلاثاء أمام المؤتمر اشار فيها الى انه quot;في عصرنا الراهن حيث ظهرت وتبلورت معالم العولمة أصبح هذا الهدف النبيل، مهمة مقدسة ملحة لا تقبل التأجبل حيث تجلت معالم العولمة ومظاهرها في تسارع تطور تكنولوجيا الاتصالات والمعلوماتية والشركات المتعددة الجنسيات، وتركز واندماج الصناعات المتماثلة، وسيادة السوق الرأسمالية في العالم، والاستجابة لمتطلبات العصر الحديث في ميادين تكريس الامن والاستقرار وإشاعة مبادئ الحريات والقيم الديمقراطية وحقوق الانسان، إن كل ذلك يحتم الحاجة الماسة لتحقيق هذه المهمة المقدسة لخير البشريةquot;. واضاف انه quot;مما يسهل انجاز هذه المهمة، توازن قوى الرعب في العالم التي يؤشر لها خزين الاسلحة النووية والصاروخية، بحيث يجعل من المستحيل عقلانيا شن حرب عالمية بين الدول الكبرىquot;. وقال ان اوروبا التي كانت موقد وميادين الحروب العالمية تغذ السير بخطوات متسارعة نحو استكمال وحدتها، بتوسيع سوقها المشتركة وعملتها الموحدة، وكل ما من شأنه تجاوز مخلفات ارثها التاريخي السلبي الذي تميز بالنزاعات المسلحة والعداوات التأريخية وان آسيا هي الاخرى تنزع نحو اعتماد سياسية الوفاق والتعاون بين دولها ومنظومتها السياسية.

واشار الى انه في الشرق الاوسط quot;تم اجتثاث بؤرة خطيرة للحروب بالقضاء على الدكتاتورية الصدامية، التي شنت حرب ابادة على الشعب العراقي وحروب عدوانية على الجارتين الجمهورية الاسلامية في ايران، ودولة الكويت الشقيقة، فكلفت حياة مئات الالوف من القتلى ومثلهم من الجرحى والمعوقين، ومئات الالوف من الارامل والايتام، وبددت ثروات شرقنا بمئات الالوف من ملايين الدولارات، مخلفة وراءها خرابًا ودمارًا في العراق، نحتاج الى سنين عديدة وجهودا هائلة، وملايين من الدولارات لإعادة بنائه وتعميره وتجديدهquot;.

وقال ان النزاع العربي الاسرائيلي الى تدشين مرحلة جديدة تتميز باعتماد المشروع العربي للسلام الذي أجمعت عليه الدول العربية، وبمقتضاه اقر قيام دولتين مسالمتين متعايشتين، فلسطينية واسرائيلية، وتطبيع العلاقات العربية- الاسرائيلية باعتماد تطبيق قرارات الامم المتحدة، وسيادة الشرعية الدولية، تضمن عيش اسرائيل بسلام وامان مع جيران مستعدين لاقامة العلاقات التجارية والاقتصادية والسياسية، لما فيه خير الطرفين. واشار الى ان المفاوضات السورية- الاسرائيلية برعاية تركيا حزب العدالة والتنمية تاتي في هذا السياق لتعزز هذا النوع الايجابي وتبعث نفحة جديدة من التفاؤل والامل.

وحذر طالباني مما بما تنطوي عليه النزاعات المتبقية في انحاء متفرقة من العالم quot;قد تهدد بحروب مدمرة لا تقتصر عواقبها على الاطراف المباشرة، بل يمكن ان تمتد الى دول عديدة بصورة غير مباشرة او بالوكالة، مثل النزاع العربي الاسرائيلي والنزاع في قبرص وكشمير.
وما يزيد الطين بلة ان موجة واسعة من الارهاب الأعمى، انطلقت من الشرق الاوسط وافريقيا، تهدد بالانتشار في العالم مما يهدد السلام والاستقرار في العديد من البلدان، ومن بينها وطننا العراق الذي حقق انتصارات ملحوظة على الارهاب الغازي القادم من الخارج وعلى المليشيات المحلية، ولكنه رغم ذلك ما يزال يناضل للخلاص من شرور هذه الآفة العالمية المدمرةquot;.

الانبار تتسلم الملف الامني من المتعددة الجنسيات

اعلن في بغداد اليوم ان القوات العراقية ستتسلم غدا الاربعاء من القوات المتعددة الجنسيات الملف الامني في محافظة الانبار الغربية لتكون المحافظة العاشرة التي يتولى فيها العراقيون المسؤوليات الامنية .

وقال مصدر في مجلس الامن الوطني ان مسؤولين عراقيين واميركيين رسميين وعسكريين سيحضرون احتفالا يقام في المحافظة (110 كم غرب بغداد) لمناسبة انتقال الملف الامني هناك من القوات المتعددة الجنسيات الى العراق لتكون المحافظة العاشرة التي تتولى بنفسها مسؤوليات الامن فيها من بين محافظات البلاد الثمان عشرة . وكان مقررًا ان تتم عملية التسليم السبت الماضي لكنها تأجلت حتى إشعار آخر بسبب quot;سوء الأحوال الجويةquot; كما قالت القوات الاميركية مشيرة الى وجود رياح قوية وعواصف ترابية في المحافظة موضحة انه سيتم تحديد موعد جديد بأسرع وقت ممكن وحال تحسن الظروف .

وستصبح محافظة الأنبار بعد تسلم ملفها الأمني أول محافظة تعيش فيها أغلبية سنية تسلم للقوات العراقية منذ دخول القوات الاميركية الى العراق عام 2003 . وشهدت المحافظةتصاعدًا في أعمال العنف مؤخرًا كان آخرها التفجير الانتحاري في منطقة الكرمة بالقرب من مدينة الفلوجة الخميس الماضي استهدف اجتماعا لمسؤولين من قيادة وأعضاء مجالس الصحوات في المحافظة أسفر عن مقتل عشرين شخصا بينهم شيوخ عشائر وإصابة العشرات بجروح إضافة إلى مقتل ثلاثة جنود اميركيين .

وكانت الأنبار شهدت تحسنا ملحوظا في الوضع الأمني منذ اواخر عام 2006 مع تأسيس أول مجلس صحوة في المحافظة في أيلول (سبتمبر) من العام نفسه ونجح مجلس صحوة الأنبار بعد أن حظي بالدعم المالي والتسليحي من القوات الأميركية والتأييد الحكومي العراقي في التصدي لتنظيم القاعدة وطرده من المحافظة.

وعلى الصعيد نفسه كان من المنتظر ان تتسلم محافظة الديوانية (180 كم جنوب بغداد) امس الاثنين الملف الامني من القوات المتعددة الجنسيات . لكنه بعد فرض اجراءات امنية مشددة في المحافظة وفرض حظر للتجوال لانجاز عملية تسليم المسؤوليت الامنية الى العراقيين اعلن فجأة عن تأجيل العملية بسبب سوء الاحوال الجوية كما اشار مسؤولون عراقيون . وكان تم نشر واسع ومكثف للأجهزة الأمنية في اغلب شوارع الديوانية وزينت مداخلها الرئيسية بالأعلام العراقية واللافتات المرحبة بانتقال الملف الأمني إلى الجانب العراقي.