مروة كريدية من ابو ظبي: في الوقت الذي يزور فيه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى دولة الامارات وعقب اجتماعه برئيس الدولة الاماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تعود مجريات التطورات اللبنانية الى واجهة المحادثات العربية ، وذلك بهدف عرض المساعي التي تقوم بها الجامعة على أكثر من صعيد لتحقيق وترسيخ العمل العربي المشترك وايجاد الحلول لبعض المشكلات القائمة وعلى رأسها الموضوع اللبناني .

لقد باتت عملية تشكيل الحكومة اللبنانية هي العقدة quot;العالقة بالمنشارquot; ومعلما آخر من معالم فشل المساعي العربية خصوصًا بعد مرور ما يزيد أكثر من شهر على تكليف رئيس الوزراء المكلف فؤاد السنيورة لتأليف الحكومة .

وقد بدى تململ المراقب العربي واضحًا بعد ان امست الحقائب وموضوعها اشبه ما تكون بحكاية quot;ابريق الزيتquot; ، فعلت الأصوات العربية مجددا تطالب بالاسراع بتشكيل الحكومة اللبنانية كضرورة حتمية يتعين على القوى السياسية كافة العمل على قيامها لأن في ذلك ضمانا لأمن البلاد واستقرارها والبعد عن الدخول في أي مغامرات غير محسوبة تلحق الضرر بالجميع كما تعيد البلاد إلى دوامة quot;الفراغquot; من جديد .
وفي هذا السياق قالت النشرة الصادرة عن مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان quot; الاسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية قبل فوات الأوان quot; .. تمر المشاورات والاتصالات التي يجريها رئيس الوزراء المكلف فؤاد السنيورة بشأن تشكيل الحكومة اللبنانية حتى هذه اللحظة بمخاض عسير أدى إلى خروج مؤشرات متناقضة بشأن موعد إعلان التشكيل بعد أن اتسعت دائرة التجاذبات بين القوى السياسية للفوز بهذه الحقيبة أو تلك بصورة أعادت إلى الأذهان مرحلة ما قبل quot;اتفاق الدوحةquot; التي شابها توترات كثيرة وانفعالات صاخبة ومبارزات إعلامية حادة تطورت إلى اقتتال داخلي كاد أن يسقط لبنان في مستنقع حرب أهلية جديدة.

من جهة اخرى فقد نبهت النشرة الى ان استمرار الجمود والمراوحة في المكان الذي تشهده مشاورات السنيورة لتشكيل الحكومة والتي بدأت منذ أكثر من شهر تشكل مخاطر كثيرة على لبنان وشعبه حيث باتت الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية لا تحتمل أي تأخير لأن التعثر الراهن في خروج الحكومة من شأنه أن يزيد التوتر الداخلي بين القوى السياسية ..مشيرة الى ان هذا التعطيل يفتح المجال أمام الرئيس اللبناني ميشال سليمان للجوء إلى خيارات دستورية أخرى لاعتماد تشكيل الحكومة حيث كان الرئيس ميشال سليمان قد أعلن رفضه لمثل هذه الإجراءات وأنه يفضل حكومة quot;وفاق وطنيquot; يقبل أطرافها التعايش السلمي ونبذ الخلافات البينية.

وأكدت ان التوترات الأمنية التي شهدها شمال لبنان في الفترة الأخيرة لم تكن بمعزل عما يحدث على الساحة السياسية بل كان أحد إفرازاته المباشرة حيث أسفرت الاشتباكات المسلحة التي شهدتها هذه المناطق عن سقوط بضعة قتلى وعشرات الجرحى بشكل بات ينذر باحتمالات تكرار هذه المواجهات التي تضفي مزيدا من السخونة على الأجواء المشحونة بالتوتر وهو ما يتعين على القوى السياسية التنبه لمثل هذه المخاطر التي تضر في المقام الأول الشعب اللبناني الذي تزداد معاناته في مثل هذه الظروف ..مشيرة الى ان الجانب الأكثر تضررا من تعطيل تشكيل الحكومة هو الاقتصاد اللبناني الذي كان يتهيأ لاستقبال موسم سياحي واعد يعوض خسائره التي فقدها على مدار العامين الماضيين.