زعماء عشائر شيعية وسنية وقعوا بكربلاء ميثاقا ضد الارهاب
تغليب الحوار ورفض التحريض الطائفي وتأكيد وحدة العراق

أسامة مهدي من لندن: خطت عشائر عراقية سنية وشيعية خطوة متقدمة على طريق الوحدة الوطنية والوقوف بوجه الخارجين على القانون حين وقع 24 زعيم عشيرة من محافظتي كربلاء وصلاح الدين ميثاقا وطنيا يرفض التحريض الطائفي والعنف والتكفير ويدعو لتغليب لغة الحوار ويؤكد على وحدة العراق ارضا وشعبا .

وشهدت العتبة الحسينية في مدينة كربلاء ( 110 كم جنوب بغداد ) توقيع الميثاق بحضور زعماء عشائر محافظة صلاح الدين ( تكريت ) بغرب العراق وزعماء عشائر محافظة كربلاء وممثلي قيادة شرطة كربلاء بهدف تعزيز الاواصر بين شيوخ ووجهاء المحافظتين بما ينسجم وquot; ترصين الموقف الوطني المسؤول وبلورة رؤى وافكار جادة تسير نحو الاهداف والمصالح الوطنية المشروعة خدمة للعراق العظيم quot; .. كما اشار الميثاق .

واكد زعماء العشائر في هذا الميثاق على ثوابت عدة في مقدمتها :

.. تسييد لغة الحوار والتواد في مواطن الاختلاف كافة لنبذ العنف والتكفير كآليات في حسم الصراعات وعزل دعامتها كافة .
.. تشجيع جميع القيادات والكتل السياسية في بلورة آليات وطنية تضمن وحدة العراق ارضا وشعبا .
.. الابتعاد عن الخطابات التحريضية التي تعزز التناحر الاهلي واللجوء الى خطاب التسامح والوحدة والنظر بعين المصلحة العليا للبلد .
.. جعل الوجود العشائري مقوما في ترسيخ التلاحم الوطني ومساندة القضايا التي تخص السيادة والاستقلال والرفاه .
.. التثقيف على الالتزام بالممارسات والآليات الديمقراطية السلمية في حسم النزاعات والتنافسات السياسية .
.. الالتزام بدعم المؤسسة الامنية العراقية بما يحقق لها القيام بواجبها الوطني والمهني والمطالبة بتأهيلها وتمكينها بما يعجل باستلام الملف الامني في كافة المحافظات .
.. الحفاظ على النظام العام والمساهمة في حفظ مصالح الدولة وتحشيد الجهود لتسريع الاعمار والاستثمار.

وعقب التوقيع على الميثاق ادلى عدد من رؤساء العشائر بتصريحات شددوا فيها على اهمية الميثاق في الوقوف بوجه الارهاب والطائفية وتأكيد وحدة العراق ارضا وشعبا نقلها موقع quot;نونquot; في مدينة كربلاء . وقال الشيخ عباس علوان الهر شيخ خفاجة في كربلاء انquot; الوثيقة عبارة عن برنامج عملي لنبذ الطائفية والارهاب وقع بين ابناء عشائر كربلاء وصلاح الدين والعتبة الحسينية المقدسة التي كانت صاحبة المبادرة، من اجل مواصلة العمل لاصلاح العراق ونبذ كل اعمال التكفيرquot;.

واشار سعد آل حداد الحسني أحد شيوخ قضاء مدينة بلد شمال غرب بغداد الى انquot; الوثيقة الموقعة جاءت في لحظة تاريخية عراقية استثنائية اقترنت بالذكرى الثامنة والثمانين لثورة العشرين الخالدة quot;ضد الاحتلال البريطانيquot; . واضاف ان العشائر تنتمي الى مناطق سامراء والاسحاقي وبلد والضلوعية ويثرب والدجيل . وقال انquot; هذا الميثاق الوطني يهدف الى تأكيد العلاقة التاريخية بين ابناء البلد الواحد وكل مايعني العراق وشعبه الصابر من أمور تخص سيادته واستقلاله واستقرارهquot; .

من جانبه اعتبر نائب رئيس شيوخ عشائر قضاء بلد quot;عبد الامير الطائيquot; انquot;المعاهدة تلزم الجميع بتوعية ابنائهم باحترام القانون وفرض الامن مؤكدا على ان هذه الوثيقة سيتم تعميمها في جميع محافظة صلاح الدين من اجل ان يشترك بها اكبر عدد من عشائر المحافظةquot; . و اوضح الشيخ quot;مشعان شهاب الجواريquot; رئيس مجلس شيوخ عشائر الضلوعية انquot;مبادرة اهالي كربلاء المقدسة تاتي من صميم عراقيتهم واصالتهم الوطنية . واكد انه quot;لا ارهاب بعد اليوم ولن نسمح ان يسيطر الارهابيون مرة اخرى على مناطقنا وسنعمل يدا واحدة من اجل اخراج الاحتلال من ارضناquot; . ومن جانبه اعتبر رحمن مشاوي الناطق الاعلامي لقيادة شرطة كربلاء انquot; أي اتفاق يحقق الامن والامان للعراق فأن السلطات نؤيده بشدةquot; . وقال quot; ان هذه المبادرة تصب في مصلحة الوحدة الوطنية بين اطياف الشعب العراقيquot; .. متمنيا ان تتكرر هكذا مبادرات من اجل ازالة كل الشوائب التي غرسها الارهابيون في الفترة الاخيرة.

وكان رئيس الوزراء نوري المالكي أكد الاثنين في كلمة لدى استقباله شيوخ ووجهاء عدد من العشائر ان العشائرالعراقية قدمت نموذجا لنبذ الطائفية ودعم سلطة القانون حينما اجتمعت العشيرة على نصرة الوطن ودعم القانون ومساندة الدولة quot;فالاطمئنان والرفاه لايتحققان الا بتطبيق القانون ولا خير في دولة لايسودها القانونquot;. وقال ان العراق بلد عشائري وجذور العشائر ممتدة فيه منذ القدم quot;وعلينا ان نحول هذا العطاء العشائري لخدمة بلدنا ونحافظ على هذا الامتداد التاريخي بروابط العلاقات فيما بيننا وتقوية اللحمة الوطنيةquot; . واشار الى ان الحكومة لاتريد ان تفرض سيطرتها على العشيرة لانها تريد منها ان تكون اللبنة الصالحة لاعمار وبناء العراق quot;كما نطمح من الحزب ومنظمات المجتمع المدني ان تكون كذلكquot; . وقال ان الحكومة تسعى الى تاسيس مجلس وطني للعشائر يلتقي فيه ممثلو القبائل والعشائر العراقية الكبيرة ويعملون الى جانب الدولة ومساندتها في تطبيق القانون ومجالس الاسناد التي شكلت في جميع محافظات البلاد ولجنة المصالحة الوطنية سيكون لها دور مهم في هذا المجالquot; .

وعلى الصعيد العشائري نفسه قال مدير شرطة ناحية جلولاء بمحافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) احمد خليفة قصاب الأربعاء إن مسلحين مجهولين وزعوا منشورات في السوق الرئيس لناحيتي جلولاء والسعدية تطالب شيوخ العشائر الذين اجتمعوا مع نائب ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق ستافان دي مستورا الأحد الماضي بمغادرة البلدة والا سيتم قتلهم.

وأوضح قصاب ان المنشورات تطالب شيوخ العشائر الذين شاركوا في الاجتماع بمغادرة مناطق سكناهم والا سيعرضون انفسهم للقتلquot; وكان نائب متسورا زار الأحد الماضي قضاء خانقين بمحافظة ديالى والتقى عددا من المسؤولين و شيوخ العشائر لبحث إمكانية تنفيذ المادة الدستورية 140 الخاصة بتطبيع الأوضاع في مدينة كركوك.