تمديد العفو عن مسلحي ميسان واعتقال قائد شرطتها السابق
المالكي لبوش : لا نسمح باستخدام العراق لضرب ايران
أٍسامة مهدي من لندن:
اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انه لن يسمح باستخدام الاجواء والمياه والاراضي العراقية ضد ايران وقال إن الوضع في المنطقة هش ولايحتمل اي تصعيد .. كما اعلن من جانب اخر تمديد فترة العفو عن المسلحين في محافظة ميسان الجنوبية اسبوعا اخر فيما ألقي القبض على قائد شرطة المحافظة السابق اللواء علي وهام الذي اقصي من منصبه مؤخرا لفشله في حفظ الامن هناك وتقصيره في مواجهة المسلحين .. بينما عاد الى بغداد الرئيس جلال طالباني بعد زيارة لواشنطن واثينا .

وخلال مباحثات مع الرئيس الاميركي جورج بوش عبر دائرة تلفزيونية مغلقة عبر المالكي على قلقه ازاء اجواء الحرب والتهديدات باستعمال القوة ضد ايران بشأن برنامجها النووي . واكد ان الوضع الامني في المنطقة هش بشكل لا يتحمل اي تصعيد عسكري حيث إن عواقب أي عمل عسكري ضد ايران ستكون كارثية على المنطقة عامة وعلى العراق بشكل خاص . وقال ان الحل الدبلوماسي والحوار السياسي هو الطريق الافضل لحل الازمات الدولية والاقليمية . وشدد المالكي على انه لا يسمح باستخدام الاجواء والمياه والاراضي العراقية ضد ايران بأي شكل من الاشكال . واشار الى ان العراق لم يعد مقرا او ممرا لاي عمل عسكري في المنطقة . معروف ان هناك حوالى 160 الف جندي اميركي في العراق منذ عام 2003 .

ونقلت كلام المالكي قناة quot;العراقيةquot; الفضائية اليوم لكنها لم تشر الى رد الرئيس الاميركي على موقف المالكي هذا واكتفت بالاشارة الى انه تفهم قلق رئيس الوزراء حول الحرب والتهديدات باستخدام القوة .. كما انها لم توضح فيما اذا كانت المباحثات التلفزيونية بين المسؤولين الكبيرين قد تناولت النقاشات الجارية بين بلديهما حول الاتفاقية الاستراتيجية المنتظر توقيعها بينهما في نهاية الشهر الحالي . وعلى غير العادة لم يصدر لحد الان اي بيان رسمي عراقي او اميركي عن مباحثات المالكي وبوش التلفزيونية هذه كما جرت العادة في مثل هذه الامور.

وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ قال في مؤتمر صحافي في بغداد امس ان المالكي سيناقش مع بوش مسائل quot;معلقةquot; ضمن محادثات بلديهما التي من المفترض أن تفضي إلى وضع معايير علاقتهما الثنائية في اتفاقية استراتيجية للعلاقات الثنائية الطويلة المدى وأخرى لوضع القوات الاجنبية في العراق حيث تمثل الملفات الأمنية أكثر المسائل الشائكة التي تثير جدلا بين الطرفين في هذه المحادثات التي تتضمن أيضا نقاط خلاف في ميادين أخرى.

وأكثر القضايا حساسية بين واشنطن وبغداد هي العلاقة الأمنية بينهما حيث إنها ستحدد اللوائح التي تحكم تصرفات الجنود الأميركيين في العراق حيث عبر عراقيون وأحزاب سياسية عن مخاوفهم من أن ينتهك الاتفاق سيادة بلادهم.
وقال الدباغ إنّه quot;في الوقت الذي يبدو من المكر جدا الحديث عن التوصل إلى تفاهم مشترك بشأن العلاقة الأمنية إلا أن هناك quot;تفاؤلا لدى الطرفين بشأن التوصل إلى رؤية مشتركة.quot;

واضاف ان المحادثات quot;بحاجة إلى جهد مكثف أكثر للتوصل إلى تفاهم مشترك وبعض النقاط تحتاج إلى مزيد من المناقشات حيث إن نهاية الشهر الحالي قد حددت لتوقيع الاتفاقية. واكد الدباغ ما كشف عنه وزير الخارجية هوشيار زيباري مطلع الأسبوع الحالي من ان الحكومة الأميركية لم تعد تطالب بالحصانة للمتعاقدين الأمنيين في العراق الذين يرتكبون جرائم. ومن ضمن المسائل الأخرى التي ما زالت رهن المناقشة اختصاص القضاء العراقي في عمليات الجيش الأميركي واعتقالاته للعراقيين . والوجود العسكري الأميركي في العراق مشمول بقرار صادر عن الأمم المتحدة تنتهي صلاحيته بنهاية العام الحالي .
.. والمالكي يمدد فترة العفو عن مسلحي ميسان
قرر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية نوري المالكي اليوم تمديد فترة العفو عن المسلحين الخارجين عن القانون في محافظة ميسان (380 كم جنوب بغداد) مدة اسبوع اخر لتسليم انفسهم واسلحتهم الى السلطات .
جاء ذلك في بيان رسمي عراقي اشار الى انه رغبة من السلطات في ان يعيد المسلحون النظر بمواقفهم ومنحهم فرصة جديدة للعودة الى دائرة الصواب فقد تقرر تمديد العفو عنهم لمدة اسبوع واحد تنتهي في التاسع من الشهر الحالي . وقال ان المالكي مدد ايضا فترة إخلاء الاحزاب والكيانات السياسية للمباني الحكومية لمدة اسبوع تنتهي في التاسع من الشهر الحالي . واضاف انه تقرر كذلك عدم ارغام العوائل الفقيرة على إخلاء المباني الحكومية التي تسكنها لحين ايجاد بدائل سكن لها وصرف تعويضات ومساعدات لها .

وعلى الصعيد نفسه بحث وفد وزاري رفيع برئاسة وزير الصحة صالح مهدي اليوم مع اعضاء مجلس المحافظات ورؤساء الادارات فيها خطة للاعمار وتقديم الخدمات الضرورية من المبلغ الذي خصصته الحكومة لذلك والبالغ 100 مليون دولار . واشار الوزير الى ان هذا المبلغ سينفق على المشاريع السريعة الاحتياج في مجالات توفير الماء والكهرباء والخدمات الصحية وهو امر سيوفر فرص عمل كبيرة للعاطلين في المحافظة .
وقد تم اليوم اعتقال قائد شرطة المحافظة السابق اللواء علي وهام وذلك في مدينة بغداد حيث كان المالكي اقصاه من منصبه لدى بدء العمليات العسكرية هناك بتهمة الفشل في حفظ الامن والتقصير في مواجهة المسلحين . واوضح مصدر امني ان مذكرة اعتقال صدرت بحق اللواء وهام كونه من بين المطلوبين وقد تم اعتقاله في بغداد . واضاف انه quot;تجري حاليا معه تحقيقات من قبل لجنة خاصة من وزارة الداخلية بشأن اتهامه بإخفاء 45 قطعة سلاح بي كي سي و 16 قاذفة و 18 سيارة تابعة للشرطة و30 الف طلقة سلاح كلاشينكوف .

وحول العمليات المسلحة الجارية في المحافظة قال اللواء عبد الكريم خلف ان القوات الأمنية العاملة على تنفيذ خطة quot;بشائر السلامquot; في المحافظة قد اعتقلت حتى اليوم الجمعة 1120 مطلوبا بينهم 450 سلموا أنفسهم طوعاquot;. واشار إلى أن القوات الأمنية اعتقلت أمس الخميس 360 مطلوبا فيما سلم 250 مطلوبا للقوات الأمنية طوعا. واكد انه بعد أسبوعين من انطلاق الخطة quot;نستطيع أن نقول إن المحافظة أصبحت منزوعة السلاحquot;. واضاف ان القوات الأمنية تتوجه حاليا إلى المناطق النائية وتحديدا المناطق الحدودية المحاذية لجمهورية إيران الإسلامية لملاحقة بعض المطلوبين الذين لجأوا إلى مناطق الاهوار كما ابلغ وكالة انباء اصوات العراق .

ومن جهته اتهم رئيس الكتلة الصدرية في مجلس النواب العراقي قوى سياسية لم يسمها بالوقوف وراء عملية اعتقال رئيس مجلس محافظة ميسان من قبل الأجهزة الأمنية معتبرا أن الغرض من ذلك هو تحقيق بعض الأهداف السياسية. وقال نصار الربيعي للوكالة quot;نحن في الكتلة الصدرية نعتقد أن الهدف من وراء اعتقال رئيس مجلس محافظة ميسان هو تحقيق بعض الأهداف السياسية تقف في مقدمتها محاولة استفزاز أنصار التيار الصدري لإشاعة ظاهرة الفلتان الأمني في المحافظةquot;

وأضاف أن بعض القوى السياسية تحاول أن تجر التيار الصدري إلى مواجهات عسكرية ضد القوى الأمنية التي تنفذ عملية بشائر السلام .. مشددا إلى أن الصدريين لن ينجروا إلى أي مواجهات مسلحة . وكانت قوات أمنية مشتركة اعتقلت الأربعاء الماضي عبد الجبار وحيد العكيلي رئيس مجلس المحافظة بالإضافة إلى نائب رئيس لجنة الأمن العام ورئيس لجنة الصحة في مجلس ميسان. وطالب نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي امس بإجراء quot; تحقيقات جدية وصارمة حول اعتقال رئيس مجلس محافظة ميسان واثنين من الأعضاء وتفتيش منزل محافظ ميسان عادل مهودر مشيرا إلى أن عملية التفتيش تلك حصلت بطريقة مخالفة لاحترام حقوقه كمواطن ومسؤول كبير في المحافظة.
وتشهد محافظة ميسان منذ التاسع عشر من الشهر الماضي عمليات أمنية واسعة أطلق عليها بشائر السلام قالت الحكومة إنها تهدف إلى القضاء على المسلحين وفرض الأمن والقانون في عموم المحافظة.

طالباني يعود الى بغداد بعد زيارة لواشنطن واثينا
عاد الى بغداد عصر اليوم الجمعة الرئيس العراقي جلال طالباني بعد زيارة الى الولايات المتحدة الاميركية واليونان . للمشاركة في اعمال المؤتمر الـ23 لمنظمة الاشتراكية الدولية.
واجرى طالباني خلال زيارته الى الولايات المتحدة لقاءات مع الرئيس جورج بوش وكبار مساعديه تناولت آخر المستجدات على الساحة العراقية والعلاقات بين البلدين والاتفاقية الاستراتيجية المنتظرة بينهما . كما اجرى طالباني (72 عاما) هناك فحوصات طبية عامة وعملية غير جراحية لركبته .
ثم توجه طالباني الى العاصمة اليونانية اثينا حيث شارك في مؤتمر منظمة الاشتراكية الدولية وانتخب خلاله لمنصب نائب رئيس المنظمة. وقد اجرى الرئيس طالباني هناك مصافحة مع وزير الدفاع رئيس حزب العمال الاسرائيلي ايهود باراك وصفتها اوساط اسرائيلية بالتاريخية لكنها اثارت غضب بعض القوى العراقية التي طالبت مجلس النواب باستدعائه لتقديم ايضاحات عن ملابسات مصافحة وزير دفاع دولة تعتبرعدوة للعراق على حد قولها .