واشنطن:اتهم المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، جون ماكين، خصمه باراك أوباما الجمعة بـquot;تغيير مواقفهquot; حيال الحرب في العراق، والتراجع عن مسلماته السابقة بشأن الوضع في ذلك البلد، بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده المرشح الديمقراطي لتوضيح موقفه من الفترة الزمنية التي حددها لسحب القوات الأميركية.

وعلّق بيان لحملة ماكين بسخرية على مواقف أوباما، بالقول: quot;ليس هناك ضير في أن تغيّر مواقفك إذا كانت الوقائع على الأرض تملي عليك ذلك.. وبالفعل، فإن الوقائع قد تغيّرت بسبب قرار زيادة القوات في العراق، الذي دعها إليه السيناتور ماكين لسنوات، بينما عارضته أنت، مقدماً السياسة على مصالح الوطن.quot;

ويعتبر الخلاف الحالي الحلقة الأحدث في سلسلة المواجهة بين المرشحين للانتخابات الأميركية، التي تزداد حدة المنافسة فيها مع اقتراب موعدها.

وكان أوباما قد أنكر الخميس أي تلميحات بتغيير موقفه من سحب كافة القوات الأميركية من العراق.

وجاء هذا النفي بعد أن ظهرت أنباء تفيد بأن أوباما تراجع عن موقفه من سحب القوات الأميركية من العراق، ويقال إن القائمين على حملة ماكين كانوا وراءها.

وقال أوباما للصحفيين، في ثاني مؤتمر صحفي له خلال يوم واحد: quot;يبدو أنني لم أكن واضحاً بما فيه الكفاية صباح هذا اليوم (الخميس) حيال موقفي من الحرب في العراق.. لقد قلت طيلة حملات الانتخابات التمهيدية إن هذه الحرب لم تدرس بعناية وشكلت خطأ استراتيجياً وينبغي وقفها.quot; وأضاف: quot;كذلك قلت إنني سأكون حريصاً في كيفية الخروج منها، وأننا سنعيد قواتنا إلى الوطن بمعدل كتيبة أو اثنتين شهرياً، وبحسب هذا المعدل فإن كافة القوات الأميركية ستعود إلى البلاد في غضون 16 شهراً.. الموقف لم يتغير.quot;

وكان أوباما التقى في وقت سابق الخميس بالصحفيين في مدينة فارغو بنورث داكوتا، وأنكر سيناتور إلينوي أنه ألمح بإمكانية تغيير موقفه من خطة سحب القوات الأميركية من العراق خلال 16 شهراً قائلاً إنها quot;محض توقعاتquot;، مضيفاً أن موقفه quot;لم يتغير.quot; لكنه قال للصحفيين إنه سيزور العراق في وقت لاحق من الصيف الحالي، وأنه سيجري تقييماً للموقف هناك.

وعندما سئل عما إذا كان منفتحاً على خيارات أخرى بشأن خطة سحب القوات الأميركية، لم يرد أوباما على ذلك بشكل مباشر، ولكنه قال إنه سيواصل quot;جمع المعلومات.quot; وتوقف الصحفيون والجمهوريون عند تلك الجملة، وأعلنت اللجنة الوطنية للجمهوريين في بيان نشرته عبر البريد الإلكتروني، أن أوباما تراجع عن موقفه من الانسحاب.

ويعتقد أن هذا هو السبب وراء قيام أوباما بعقد مؤتمر صحفي للمرة الثانية خلال يوم واحد.

وقال فيه أوباما: quot;ما قلته صباحاً وما سأكرره لأنه مسألة ثابتة تنسجم مع ما داومت على قوله طوال عامين. عند وضع خطة، فإنني سأستمع إلى نصيحة القادة الميدانيين، وفي النهاية أنا من سيتخذ القرارات الاستراتيجية.quot;

وألقى أوباما بسوء الفهم الحاصل حول موقفه من سحب القوات الأميركية من العراق على القائمين على حملة منافسه الجمهوري، جون ماكين. وقال: quot;أعتقد أن ما حدث هو أن حملة ماكين ضخمت المسألة لوسائل الإعلام لتشير إلى أنني تراجعت بشكل ما عن سياساتنا، في وقت لم يحدث فيه هذا الأمر.. فأنا لم ألمح لأي تغيير في السياسة، ولم ألمح إلى أنني سوف أتحرك باتجاه مغاير.. أعتقد أن جون ماكين سيقضي وقتا عصيباً في تفسير استعداده لضمان وجود دائم في العراق لعشر أو 20 أو 50 سنة.quot;

وردت حملة ماكين على أوباما في أعقاب مؤتمره الصحفي الثاني قائلة: quot;اليوم عكس باراك أوباما موقفه، مما يثبت مرة أخرى أن كلماته لا تهم.. لقد تبنى الآن موقف ماكين بأننا لا نستطيع أن نعرض التقدم الذي حققناه في العراق للخطر بالبدء بسحب قواتنا من هناك فوراً دون الاهتمام بالظروف على الأرض.quot;