دمشق: أكد مسؤولون في أجهزة الأمن ووحدات الجيش السورية المنتشرة على الحدود مع العراق أن عناصرهم يقومون بجهود كبيرة لمنع تسلل المسلحين والانتحاريين إلى الأراضي العراقية، وتفجير أنفسهم في بغداد وسائر المدن، رغم العلاقات quot;المعقدةquot; التي تجمعهم بالوجود الأميركي على الجانب الآخر.

غير أنهم لفتوا إلى أن الحصار المفروض على سوريا يمنعهم من الحصول على التجهيزات التقنية التي تسمح لهم بأداء مهماتهم على أكمل وجه، داعين الجانب الأميركي إلى التنسيق معهم لوقف الاختراقات الأمنية من جهة، ولمنع بعض الظواهر السلبية الناجمة عن عدم الاتصال، مثل خرق الطيران الأميركي المتكرر للأجواء السورية.

وفي هذا الإطار، قال العميد خليل الخالد، وهو مسؤول أمني سوري على مستوى إحدى محافظات شمال شرقي البلاد: quot;نعمل ضمن قدراتنا، وتشكل الحدود هاجساً يومياً لنا.quot;

وذكر الخالد أن وحداته quot;تتصدى للعبور غير الشرعي عبر الحدود ولعمليات التهريب، وكذلك للمجموعات الجهادية.quot;

وتقول بيانات وزارة الخارجية الأميركية، إن سوريا تقوم بـquot;تعاون محدودquot; مع الولايات المتحدة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، في إطار ما يسمّى quot;الحرب على الإرهاب.

غير أنها تنتقدها بعنف حيال موقفها من ملفات الشرق الأوسط، إذ تتهمها بالتغاضي عن تسلل المسلحين إلى محافظة الأنبار العراقية، من خلال وديان الفرات، كما تندد بتحالفها مع إيران، وعلاقاتها مع حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot; الفلسطينية.

لكن الوقائع على الأرض تشهد بعض التبدل، إذ أن سوريا أكدت مؤخراً أنها quot;تبذل قصارى جهدهاquot; لوقف تحرك المسلحين عبر حدودها، في حين خففت واشنطن من حدة خطابها العنيف ضد الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه.

وتُسجل أعمال العنف بالفعل تراجعاً واضحاً في العراق، وخاصة بعدما انفضّ أبناء العشائر السنيّة في الأنبار من حول تنظيم القاعدة الذي كان ناشطاً في المنطقة، مشكلين quot;مجالس الصحوةquot; التي تولت طرد التنظيم من المنطقة لتنحصر عملياته في محافظة نينوى، وبعض الجيوب على الحدود مع سوريا.

ويؤكد العميد خليل الخالد أن جنوده يحكمون قبضتهم وانتشارهم على الحدود، التي تمتد قرابة 620 ميلاً مع العراق، وهم موزعون بمعدل 12 جندياً في كل موقع.

ويضيف في هذا السياق، أن الوحدات السورية أقامت ساتراً ترابياً على الحدود، وهي تقوم يومياً بدوريات آلية وراجلة لمراقبة المنطقة، وقد أسفرت عملياتها عن اعتقال العديد من quot;المجاهدينquot;، ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة.

وعن هويات المعتقلين، يقول الضابط السوري: quot;هناك الكثير من الجنسيات، فبينهم المصريون والسعوديون والمغاربة والتونسيون والليبيون، وكلهم كانوا متوجهين للقتال في العراق،quot; مشيراً إلى أن الاعتقالات تشمل أيضاً مسلحين كانوا يحاولون التسلل إلى سوريا من الجانب العراقي.

ويشدد الخالد على أن قواته تجري عملياتها باستخدام أسلحة ومعدات قديمة وبدائية بسبب الحصار المفروض على دمشق، والذي يمنعها من شراء العتاد العسكري الحديث، مثل أجهزة مراقبة الحركة والمناظير الليلية.

ويرغب الضابط السوري في تعزيز التعاون مع الجانب الأميركي عبر الحدود مع العراق، عوض الاكتفاء بتوجيه الانتقادات من واشنطن لقواته.

كما يرى أن التعاون قد يحول دون تكرار الخروقات التي يقوم بها الطيران الأميركي للمجال الجوي السوري، بمعدلات قد تصل إلى خمس أو ست مرات شهرياً.

ويؤكد الخالد أن بلاده قدمت احتجاجات رسمية للجانب العراقي حيال الخروقات الجوية التي غالباً ما يعيدها الجانب الأميركي إلى أخطاء بشرية أو تقنية، وهو أمر رفض محمد العسكري، الناطق باسم وزار الدفاع العراقية التعليق عليه، وكذلك فعلت الجهات الإعلامية في الجيش الأميركي.