باكو: فشلت جهود وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس الاثنين، في عقد اتفاقية مع بولندا تسمح من خلالها وارسو لواشنطن بوضع صواريخ اعتراضية على أراضيها، في إطار ما يعرف بـquot;الدرع الصاروخي.quot; ووفقاً لوزارة الخارجية الأميركية، فقد التقت رايس بنظيرها البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، في واشنطن، غير أن تدخلها الشخصي هذا فشل في حصد النتائج المرجوّة إذ استمرت الشروط البولندية المعارضة على حالها، ليشكل ذلك ضربة لرحلة رايس إلى أوروبا، التي من المقرر أن تبدأ الثلاثاء.

ومن المقرر أن تزور رايس العاصمة التشيكية براغ، الثلاثاء، وذلك لتوقيع اتفاقية لتثبيت رادارات نظام الدرع الصاروخي في ذلك البلد، ومن المتوقع أن تمدد زيارتها وتزور بولندا، إذا ظهرت فرصة حل في الأفق. وكان وزير الخارجية التشيكي، كارل شوارزنبيرغ، قد أعلن الجمعة إن بلاده ستوقع الأسبوع المقبل اتفاقية تسمح بنشر الرادار الخاص بنظام الدرع الصاروخي الذي تخطط واشنطن لنصبه في أوروبا الشرقية، وتعارضه روسيا بقوة.

وذكر شوارزنبيرغ، الذي تحدث خلال زيارة رسمية يجريها حالياً إلى أذربيجان، أن الاتفاق سيوقع في براغ خلال الثامن أو التاسع من يوليو/تموز الجاري، في وقت أعلن رئيس الحكومة البولندية، دونالد توسك، أن بلاده غير موافقة على نشر عناصر من هذه المنظومة في أراضيها وفق الشروط التي طرحتها واشنطن.

ومع ذلك أكد توسك أن وارسو مستعدة لمواصلة الحوار مع الولايات المتحدة حول المنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ. وقال توسك: quot;يجب أن نحصل على ضمانات فعلية من واشنطن تؤكد على أن نشر قاعدة للمنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ في بولندا ستزيد من أمن بلادنا،quot; وفقاً لوكالة نوفوستي للأنباء.

وتأتي تصريحات توسك بعدما أعلنت جهات رفيعة المستوى في الإدارة الأميركية الخميس أن واشنطن قد أنجزت الاتفاق مع وارسو حول إقامة نظام دفاع صاروخي في أراضي الأخيرة. وقال مسؤول أميركي رفض الكشف عن اسمه آنذاك، إن الاتفاق مازال ينتظر موافقة المؤسسة السياسية البولندية وكذلك تحديد الخطوات المقبلة. وتأتي هذه التطورات قبل أقل من أسبوع على الزيارة المقررة لوزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، ووزير الدفاع روبرت غيتس إلى بولندا، العضو السابق في حلف وارسو.

ولطالما ضغطت الإدارة الأميركية على وارسو من أجل إقامة المنظومة الدفاعية الصاروخية، التي تشمل صواريخ اعتراضية، والتي ترتبط بمنظومة رادار الدفاعي الجوي في جمهورية التشيك، التي وافق المسؤولون فيها في إبريل/نيسان الماضي على الانضمام إلى المنظومة الصاروخية. والدولتان، بولندا وتشيكيا، من الدول الأعضاء السابقة في حلف وارسو، وهي الآن من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي quot;الناتوquot;

وتخطط الولايات المتحدة لإقامة نظام دفاع صاروخي مضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية، الأمر الذي يثير حفيظة روسيا وقلقها، إذ تخشى موسكو من أن يلغي هذا النظام قدرتها على الردع النووي.