باريس: حذر الرئيس السوري بشار الأسد من فشل مبادر الاتحاد من أجل المتوسط، مشددا على ضرورة الحوار السياسي، وأشار إلى نمو quot;خلاياquot; لمنظمة القاعدة في سورية، وناشد فرنسا والاتحاد الأوروبي تشجيع حكومة أولمرت على قبول نتائج المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية السابقة.

وصرح الأسد خلال استقباله مجموعة صحافيين فرنسيين quot;لقد أسيء فهم موقف سورية، وتم تحوير وجهة نظرنا، ولكن الاتفاق حول لبنان أعاد الناس إلى الواقع، ويجب القبول بأن نكون جزءا من الحل في لبنان وفي العراق وفلسطين أيضا، وهناك حاجة لنا لمحاربة الإرهاب ولتحقيق السلام، ولا يمكنهم عزلنا ولا حل مشاكل المنطقة باستخدام كلمات مثل الخير والشر أو الأسود والأبيض، ويجب الحوار حتى ولو كنا غير متوافقين على كل شيءquot;، وفق ما نقل عنه الصحافي الفرنسي آلان غريش رئيس تحرير جريدة (لوموند ديبلوماتيك) الأسبق، في مقال نشره اليوم على الانترنت.

وأبدى الرئيس السوري ملاحظات على مشروع الاتحاد من أجل المتوسط الذي سينطلق في قمة باريس الأحد المقبل، قائلا quot;عندما أطلقت عملية برشلونة عام 1995 اعتقد مسؤولون أوربيون أن تطوير العلاقات الاقتصادية بين المشاركين، يساهم في السلام ولكن يجب أن يكون هناك عملية سلامquot;. وأضاف quot;دون إطلاق حوار سياسي الآن، أي مكن دون معالجة المشاكل الحقيقية، ومن دون تقدم نحو السلام فلا مكان لأي مبادرة أخرى سواء أطلق عليها متوسطية أو اسم آخرquot;.

ونقل غريش عن الأسد ترحيبه بأن البيان الختامي لقمة الأحد يتضمن فقرة تنص على quot;الحوار السياسيquot;، ولكنه (الأسد) حذر من فشل جديد quot;لأنه حينها تفقد الثقة لفترة طويلة وتتجه مجتمعاتنا نحو التطرف quot;، وفق تعبير الرئيس السوري.

وشدد الأسد على أن quot;الإرهاب يشكل تهديدا للإنسانية، وأن القاعدة ليست منظمة بل حالة فكرية ولا يمكن لأي حدود أن توقفهاquot;. وقال في جلسته التي دامت نحو ساعتين مع الإعلاميين الفرنسيين quot;منذ العام 2004 وبعد حرب العراق شهدنا في سورية نمو خلايا للقاعدة دون روابط مع المنظمة، ولكنها تتغذى من كتيبات وكتب ومما يتم تداوله على الانترنتquot;.

وتابع الأسد quot;أخشى على مستقبل المنطقة، وعلينا تغيير السماد الذي يغذي الإرهاب، وهذا يتطلب تنمية اقتصادية ثقافة، ونظام تعليمي، والسياحة وأيضا تبادل المعلومات بين الدول حول المجموعات الإرهابيةquot;. وأضاف quot;الجيش وحده لا يمكنه حل هذه المشكلة، والأميركيون يقدِّرون ذلك في أفغانستانquot;، وأعرب الأسد عن quot;تمنياتهquot; بأن يكون المجتمع السوري خلال السنوات المقبلة quot;أكثر انفتاحاquot;، وأن يكون الجيل الجديد quot;محدث كما كان في الستينيات من القرن الماضي، وأن يكون أكثر علمانية ضمن محيط إقليمي أكثر علمانيةquot; هو الآخر.

وتطرق الرئيس السوري إلى مسألة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل وكيفية إقامة مفاوضات مباشرة، قائلا quot;نريد التأكد أن الإسرائيليين جاهزون لإعادة الجولان كاملا، ونريد أيضا تحديد قاعدة مشتركة للتفاوض، أي على أساس قرارات مجلس الأمن 242 و338 وأيضا حول الملفات الأساسية التي يجب دراستها مثل الحدود والأمن والمياه والعلاقات الثنائيةquot;، ونوه بأن المفاوضات السابقة مع إسرائيل قبل العام 2000 حققت تقدما، وتم حل quot;80% من المشاكلquot;، وقالquot;إذا انطلقنا الآن من الصفر كما تريد إسرائيل سنفقد الكثير من الوقت، ونريد أن تشجع فرنسا والاتحاد الأوروبي على قبول نتائج مفاوضات العام 1999ـ2000quot;، عندما كان ايهود باراك رئيسا للوزراء في إسرائيل وحافظ الأسد رئيسا لسورية.

الأسد: مستعد للعفو عن ميشال كيلو إذا اعترف بخطئه

وأكد الرئيس السوري أنه quot;مستعدquot; للعفو عن الكاتب المعارض ميشال كيلو والإفراج عنه إذا أقر الأخير بخطئه، وأوضح الصحافي الفرنسي آلان غريش أن زملائه الفرنسيين الذين التقوا الأسد طرحوا معه موضوع الكاتب ميشال كيلو الموقوف منذ العام 2006 بسبب توقيعه على بيان quot;بيروت ـ دمشقquot;، المتعلق بالعلاقات السورية ـ اللبنانية.

ونقل غريش عن الأسد قوله quot;لقد وقع كيلو على بيان مشترك مع (رئيس الحزب التقديم الاشتراكي في لبنان) وليد جنبلاطquot;، وأضاف الرئيس السوري quot;جنبلاط دعا علنا الولايات المتحدة قبل سنتين إلى غزو سورية والتخلص من النظام وأصبح عدوا، وإذا التقينا به مصيرنا السجنquot;، وquot;للإفراج عن ميشال كيلو يجب عفو رئاسي وأنا مستعد لمنحه هذا العفو بشرط أن يعترف بخطئهquot;. وذكر غريش أن الرئيس السوري لم يقتنع بتغيير رأيه لدى لحجج عن أن اعتقال كيلو يؤثر على صورة سورية ولا أنه صارم في قناعاته الوطنية وعدائه للسياسة الأميركية، حسب تعبير الصحفي الفرنسي

وأوضح الأسد أنه تم الإفراج عن المئات من المعتقلين السياسيين في سورية quot;قبل وبعد وصولي إلى السلطةquot;، عام ألفين، وأضاف quot;لدينا أكثر من ألف شخص موقوفين بسبب الإرهاب فهل تريدون أن نحررهم؟quot;.