نضال وتد من تل أبيب: في الوقت الذي يستعد فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، لجولة جديدة من التحقيقات مع الشرطة، تبدأ غدا الجمعة، في الملفات المالية التي تحقق فيها الشرطة، وخصوصا بعد إفادة الثري الأميركي، موريس تالينسكي، الذي اعترف بتسليم أولمرت مبالغ كبيرة، أعربت مصادر رفيعة المستوى في حزب كديما، ومقربة من أولمرت عن تقديرها بأن أولمرت، لن يتنافس في الانتخابات التمهيدية لرئاسة الحزب لاقتناعه بأن صورته أمام أعضاء الحزب قد تضررت بشكل بالغ لا يمكن إصلاحه.
وأعلن رئيس اللجنة الخاصة لشؤون الحزب، عضو الكنيست تساحي هنغبي، في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية، أنه يعتقد بأن أولمرت قد سلم بخسارته لقيادة الحزب. وقال هنجبي إنه تقرر في الاجتماع الأخير للجنة التوصل إلى تسوية بين الفرقاء داخل كديما بشأن إجراء الانتخابات التمهيدية لانتخاب مرشح كديما لرئاسة الحكومة، بين تاريخي الرابع عشر والثامن عشر من أيلول القادم.
ومع هذا الاتفاق زادت حدة المنافسة بشكل أساسي بين وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، التي تتمتع ليس فقط بشعبية داخل صفوف أعضاء الحزب وإنما أيضا بين أعضاء كتلة كديما في الكنيست، وفي صفوف النخب السياسية والاقتصادية لحزب كديما ، والتي تعتبر أن ليفني، ستكون صاحبة الحظ الأوفر في قيادة كديما بعد أولمرت، ومواجهة الليكود والعمل في الانتخابات النيابية القادمة، فيما ترى هذه النخب بموفاز، شخص من شأنه التصرف بتهور في ساعات الضغط، مستندة إلى أسبقية تصريحاته الشهر الماضي ضد إيران، والتي أضرت كثيرا، بالموقف الرسمي الإسرائيلي، واعتبرتها الصحف العالمية سببا رئيسيا وراء ارتفاع أسعار النفط. كما أن تصريحات موفاز السياسية، والتي تظهر ميولا كبيرة لمواقف الليكود، تجعل كثيرين من أعضاء الحزب يشككون بنوايا موفاز والتزامه بالبقاء في الحزب في حال خسر لصالح ليفني، وتخشى هذه الأوساط أن تكون مواقف موفاز المتشددة، سواء في الملف السوري، أم الفلسطيني، جواز مرور للعودة إلى الليكود.
إلى ذلك تشير كافة الدلائل إلى أن إقرار موعد رسمي للانتخابات الداخلية للحزب، يعني في نهاية المطاف، الإبقاء على حكومة أولمرت لغاية مطلع تشرين الأول القادم، وهو موعد افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، حيث يتوقع في حال لم يتم تقديم لائحة اتهام ضد أولمرت، حتى ذلك الوقت، وفي حال لم ينافس أولمرت على قيادة الحزب، أن تنتقل قيادة الحزب للفائز في الانتخابات التمهيدية، ومباشرة التحركات لتشكيل حكومة بديلة، وفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في نهاية الشهر الماضي، بين حزب العمل وكديما.
لكن المعارضة الإسرائيلية، وخصوصا الليكود، الذي يسعى لإسقاط الحكومة قبل نهاية الشهر الحالي، ستعتمد
، في حال نجحت حكومة أولمرت بالبقاء في الحكم إلى ما بعد العطلة الصيفية للكنيست والتي تبدأ مطلع الشهر القادم، وتستمر ثلاثة شهور لا يمكن فيها حجب الثقة عن الحكومة، ستحاول الكرة من جديد، خصوصا إذا كانت ليفني هي الفائزة في الانتخابات التمهيدية، عبر مضاعفة الضغوط على حزب شاس الديني الذي يملك تحفظات على ليفني.