فالح الحمراني من موسكو: شرعت الدوائر الروسية بعد توقيع اميركا مع تشيكا مؤخرا اتفاقية لنشر اجزاء الدرع الصاروخي باراضيها تناقش جديا بالخيارات المتاحة للرد على ما تراه تهديدا لامنها القومي. ويجمع غالبية المراقبين العسكريين الروس على ان لدى موسكو السبل الكافية للرد على مخاطر نظام الدفاع المضاد للصواريخ الاميركي. وكانت موسكو قد هددت بتصويب صواريخها الاستراتيجية نحو منشآت الدرع الصاروخي. وترددت انباء عن انها ستنسحب من معاهدة الصواريخ متوسطة وقريبة المدىلعام 1978 .واشير ايضا الى انها ستنصب صواريخ ورادارات اضافية في اراضي حليفتها جمهورية بيلاروسيا المتاخمة لاوروبا،. واللافت ان واشنطن تجاهلت التفاهمات مع روسيا السابقة وقلقها من مخاطر الدرع الصاروخي عند توقعيها مع تشيكيا اتفاقية لنصب رادار في اراضيها.فما هي الاجراءات التتقنية العسكرية التي يمكن ان تلجأ لها روسيا على ذلك الصعيد؟.

وضمن هذا السياق يوضــح المراقبون العسكريون بوجود الامكانات العسكرية الفنيـة الكافية التي يمكن موسكو ان تستعملها للرد على نشر الولايات المتحدة الاميركية الراداد في تشيكيا و 10 صواريخ مضادة في بولندا في اطار نشر الدرع النووي.ويشيرون الى ان روسيا اولا: تستطيع نشر انظمةquot; صواريخquot; اسكنديرquot; التاكتيكية الصاروخية في اقليم كالينين الواقع على بحر البلطيق، لاسيما وان هناك مجال لتزويد quot; اسكنديرquot; ليس فقط بالصواريخ البالستية وانما بالصواريخ المجنحة ذات المدى الابعـد، وبالتالي زيادة قدراته التدميرية. وثانيا: ان روسيا يمكن ان تنشر في الاقليم ايضا طائرات القاذفة للقنابل وبالدرجة الاولى من نوع تو ـ 22 و ام ـ3 القادرة على استعمال الصواريخ المجنحة واطلاقها لمدى بعيد عن موقع مرابطتها الجوية.وفي ضوء هذا التطور يمكن ان تكون الصواريخ المتوسطة والقريبة المدى التي جرى حظرها حسب الاتفاقية الروسية الاميركية لعام 1987 العنصر الرئيسي لامن روسيا لاسيما وان القيادتين العسكرية والسياسية الروسية حذرت الجانب الاميركي في وقت سابق عن امكانية الانسحاب من معاهدة تصفية الصواريخ المتوسطة والقريبة المدى اذا ما دخلت خطط نشر اجزاء الدرع الصاروخي لحيز الوجود.

واشار الخبرء العسكريون الى انه يجري الان في اطار تنفيذ المعاهدة الروسية بشأن quot;تقليص القدرات الاستراتيجية الهجوميـةquot; تصفية فرقة قوات الصواريخ المرابطة في منطقة منطقة كوزيلسك. واذا ما اتخذ قرار سياسيب بوقف عمليات التصفية هذه في كوزيلسك فيمكن تصويب الصواريخ القادرة على نحو منشات الدفاع المضاد للصواريخ في بولندا وتشيكيا. مشيرون الى ان الحديث يدور عن الصواريخ المضادة الخارقة للصوت. واذا ما زودت الصواريخ بمعدات حديث، فان الفترة الزمنية لتحليقها ستنخفض لدرجة بعيدة. ويرجحون ان القيادة الروسية السياسية والعسكرية تتحدث بالذات عن هذه الاجراءات حينما اكدت ان موسكو سترد بصورة مناسبة على الدرع الصاروخي باروربا.ولكنه لايستبعد ان تكون هناك اجراءات اخرى.
وثمة قناعة بانه كان من المستحيل في كل الاحوال على موسكو وقف خطط اميركا بنشر اجزاء النظام الدفاعي المضاد للصواريخ وكان بمقدورها التأثير وحسب على طابع نشر منظومة الدفاع المضاد المضادة للصواريخ، وليس وباي حال حال من الاحول وقف هذه العملية.

واعتبرت وزارة الدفاع الاميركية الموقف الروسي الغاضب والتهديد بالرد المناسب في ضوء التوقيع على اتفاقية بين اميركا وتشيكيا يهدف الى ارغام شركاء واشنطن في اورباء على الشعور بالقلق.