شيكاغو: إختلفت آراء المرشحين المتنافسين في إنتخابات الرئاسة الأميركية جون مكين وباراك أوباما حول دور الولايات المتحدة في العراق مع تشكيك مكين في قدرة منافسه على وزن الأمور ودفع أوباما باتجاه استراتيجية جديدة لزيادة أعداد القوات في أفغانستان. ودافع أوباما السناتور الديمقراطي عن ولاية ايلينوي وأحد المنتقدين المبكرين للحرب عن معارضته لزيادات الرئيس الاميركي جورج بوش للقوات في العراق وكرر دعوته لسحب القوات المقاتلة في غضون 16 شهرا.

وقالت الحملة الانتخابية لاوباما انه سيلقي خطابا حول العراق يوم الثلاثاء قبل زيارة مزمعة الى العراق وأفغانستان خلال الاسابيع القليلة القادمة. وفي مقال للرأي في صحيفة نيويورك تايمز قال أوباما ان quot;انهاء الحرب ضروري لتحقيق أهدافنا الاستراتيجية الاشمل بدءا من أفغانستان وباكستان حيث تقوم طالبان بحملة تمرد وللقاعدة ملاذ امن.quot; واقترح أوباما زيادة لواءين مقاتلين اضافيين من الجيش الاميركي قوامهما حوالي تسعة الاف جندي الى القوات البالغ عددها 36 ألف جندي الموجودة في أفغانستان. وقال ان quot;العراق ليس الجبهة المحورية في الحرب على الارهاب ولم يكن يوما كذلك.quot; وتابع قائلا quot;لن أجعل جيشنا ومواردنا وسياستنا الخارجية رهينة لرغبة مضللة في الابقاء على قواعد دائمة في العراق.quot;

وانتقد مكين السناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا وأحد مؤيدي الحرب موقف أوباما بشأن العراق لاسيما معارضته لزيادة القوات الاميركية هناك. وقال مكين متحدثا في فينيكس ان quot;السناتور أوباما كان مخطئا حينما قال انها لن تنجح..وكان مخطئا حين قال ان العراق ليس الجبهة المحورية في الحرب.quot;

ويبدو مستقبل العراق في طريقه ليكون قضية محورية في سباق الانتخابات في نوفمبر تشرين الثاني الى البيت الابيض بين مكين وأوباما. وتظهر معظم استطلاعات الرأي العام تلك القضية في المرتبة الثانية من حيث الاهمية بعد الاقتصاد عند الناخبين الاميركيين. وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة ايه بي سي نيوز ونشر يوم الاثنين أن الامريكيين منقسمون بالتساوي في رأيهم بشأن موقف كلا المرشحين حول العراق اذ قال 47 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع انهم يثقون في مكين بدرجة أكبر لمعالجة أمر الحرب بينما يثق 45 في المئة في أوباما بدرجة أكبر.

وتأتي زيارة أوباما للعراق وهي الثانية له فقط ولافغانستان بعد انتقاد متكرر من مكين الذي قال ان عليه أن يزور المنطقة ويتحدث الى القادة العسكريين. وقال مكين أيضا انه سيفكر في ارسال مزيد من القوات الى أفغانستان. وقال quot;لكن النقطة الرئيسية هنا هي أن السناتور أوباما يرفض الاعتراف بأنه كان مخطئا.quot; ورحب اوباما ايضا باقتراح لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بادراج جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية في اتفاق تجري مناقشته لتحديد شروط التواجد العسكري الامريكي في العراق. وانتقد مكين لرفضه تأييد ذلك الاقتراح.

وقال أوباما quot;هذه ليست استراتيجية للنجاح..انها استراتيجية للبقاء تسير ضد رغبة الشعب العراقي والشعب الامريكي والمصالح الامنية للولايات المتحدة.quot; وتابع قائلا quot;لذلك فانه في أول يوم لي في منصب (الرئاسة) سأكلف الجيش بمهمة جديدة..انهاء تلك الحرب.quot;

ولم يجر الكشف عن أي مواعيد لزيارة أوباما المرتقبة الى العراق وأفغانستان بسبب بواعث قلق أمنية. وسيرافق أوباما في رحلته سناتور ولاية رود ايلاند الديمقراطي جاك ريد وسناتور نبراسكا الجمهوري تشاك هاجل. وللاثنين تاريخ عسكري وكلاهما منتقد بارز للحرب في العراق. وقالت الحملة الانتخابية لاوباما ان خطابه يوم الثلاثاء يركز على بواعث قلق الولايات المتحدة في العراق والمنطقة.

وقال أوباما هذا الشهر انه قد يعدل خطته لاعادة القوات المقاتلة خلال 16 شهرا من توليه منصب الرئيس اذا تغيرت الاوضاع على الارض. وانتقد مكين أحد أبطال حرب فيتنام أوباما قائلا انه يفتقر الى الخبرة ليصبح قائدا اعلى للقوات الاميركية. وقال ان أوباما يغير موقفه بشأن العراق. وقال quot;اننا نفوزquot; مضيفا أنه يتطلع الى معرفة موقف أوباما حول لقائه بالجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية في العراق. وقال مكين quot;واذا كنا لا نزال نتبنى اقتراح السناتور أوباما لتحديد موعد زمني للانسحاب فسنعرض هذا النجاح البالغ الهشاشة الذي حققناه للخطر. هذا ما يقوله الجنرال بتريوس وهذا ما يقوله أسامة بن لادن (زعيم تنظيم القاعدة).quot;