واشنطن: رفض قاض فيدرالي تأجيل مثول اليمني سليم أحمد حمدان المعروف بلقب quot;سائق بن لادنquot; أمام لجنة عسكرية في معسكر غوانتنامو الاثنين.

وقال القاضي جيمس روبرتسون إن المحاكمة ستبدأ مثلما هو مقرر لها الاثنين.

وكان القاضي في المحكمة التي تتخذ من واشنطن مقرا لها يردّ بذلك على طلب من هيئة الدفاع عن حمدان التي ترى أنّه تمّ انتهاك حقوق موكلها الدستورية بسبب إجراءات اللجنة العسكرية زيادة على أنه ما من قوانين سنّت لمثل هذه المحاكمات.

غير أنّ القاضي ردّ بأنّه ليس الوقت المناسب لهيئة الدفاع لتقديم مثل هذه الحجج التي يمكن عرضها في درجات تقاض أعلى مثل الاستئناف بعد الانتهاء من هذه المحاكمة.

كما أضاف أنّه ليس من دور المحكمة أن تستمرّ في عمليات تأجيل هذه العمليات.

ويذكر أنّ حمدان رفض المثول أمام محكمة عسكرية أميركية في معتقل غوانتانامو سابقا وشكك في جدوى ذلك بحجة أن الإدارة الأميركية قد تعدّل القوانين للالتفاف على الأحكام، كما رفض تحدث ممثليه القانونيين باسمه في غيابه.

ووجهت الإدارة الأميركية اتهامات لحمدان بتوفير مساعدة مادية للإرهاب والتآمر، كما يقول المدعون إنه كان عضوا في تنظيم القاعدة منذ عام 1996 وحتى عام 2001 بحيث تآمر مع أعضاء آخرين في التنظيم بشأن شنّ هجمات إرهابية.

وحاول محامو حمدان الاستفادة من حكم أصدرته المحكمة العليا الشهر الماضي، وقضت فيه بحقّ المعتقلين في غوانتنامو بتحدي احتجازهم لدى المحاكم الأميركية، وذلك من أجل ربح الوقت وإرجاء المحاكمة.

وقال نيل كيال، أستاذ القانون في جامعة جورجتاون والذي يرافع عن حمدان إنه لا يعرف حتى الساعة ما إذا كان سيستأنف قرار المحكمة.

ومن جهته، قال المحامي الآخر quot;لقد كنا نعرف أنّ الأمر سيكون صعبا.quot;

أما المتحدث باسم وزارة العدل إريك ألبان فقد عبّر عن سعادة الحكومة بحكم القاضي روبرتسون.

وسبق لحمدان إنه يرغب في تطبيق القانون الدولي في قضيته، متسائلاً عن السبب الذي يدعو القضاء العسكري إلى عدم سلوك quot;الطريق المستقيمquot; للوصول إلى حل لهذه القضية، دون أن يوضح حقيقة مقصده.

وتابع: quot;إذا سألتني عن لون هذه الورقة، فسأقول لك إنها بيضاء، لكنك سترد بأنها سوداء، عندها سأقول لك حسناً إنها سوداء، فترد أنت اتفقنا.. إنها بيضاء، هذه هي الحكومة الأميركية.quot;

وشكك حمدان في جدوى المحاكمة بسبب قدرة الإدارة الأميركية على تعديل القوانين، طالبا إخضاعه لمحاكمة دولية.

يذكر أن اليمني سليم أحمد حمدان كان قد أوقف في أفغانستان عام 2001، بعدما عثر على صاروخين من طراز أرض- جو في سيارته.

وكان القضاء العسكري في معتقل غوانتانامو، بخليج كوبا، قد أسقط في يونيو/حزيران الماضي تهم ارتكاب جرائم حرب عن حمدان، في خطوة اعتبرت انتكاسة لمساعي إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش لمحاكمة المعتقلين أمام محاكم عسكرية.

وجاء قرار القاضي بعدما فشلت السلطات الأميركية في تقديم حجج قانونية وإثباتات، quot;تؤكد أن حمدان كان عدواً مقاتلاً غير قانوني.quot;

وقال القاضي روبرتسون إنّ الحكم لا يعني فقط سوى قضية حمدان ولا يمكن تطبيقه على البقية.

وعبّر المرشحان للرئاسة الأميركية جون ماكين وبرّاك أوباما عن نيتهما إغلاق معسكر غوانتنامو، في الوقت الذي أعلن فيه البيت الأبيض أنه يفكّر بدوره في إغلاقه ونقل المعتقلين ذوى الأهمية العالية إلى سجن فيدرالي في ليفنوورث بكنساس وقاعدة عسكرية في نورث تشارلستون بكارولينا الجنوبية.