لندن: تناولت الصحف البريطانية الصادرة صباح السبت التغيرات التي يشهدها المجتمع التركي وما يسمى بـquot;حرب الحجابquot;، وصفقة تبادل الأسرى بين اسرائيل وحزب الله، ضمن ما تناولته من مواضيع.

quot;حرب الحجابquot;
ففي صحيفة التايمز نطالع تقريرا بعنوان quot;الإسلام وحرب الحجاب في تركياquot; أعدته جانيس تيرنر.

تبدأ الكاتبة تقريرها بالتعبير عن عدم فهمها للاصرار على تغطية الرأس، فهي تتفهم فرض ارتداء ملابس تغطي أجزاء أخرى من الجسد، وهي، كامرأة تعارض تحول المرأة الى رمز جنسي بالتركيز عليها كجسد فقط، ليست متحمسة للملابس التي تكشف أكثر مما تغطي، ولكن لماذا تغطية الرأس؟ تتساءل الكاتبة، خاصة أنه العضو الذي يعبر عن هوية الشخص، ففيه الوجه، وكذلك بداخله الدماغ.

تلتقي الكاتبة العديد من النساء في إستانبول، ممثلات لوجهات نظر مختلفة، فاللواتي يرتدين الحجاب يتحدثن عن عدم quot;الحكم على المرأة بسبب غطاء رأسهاquot;، وهذه وجهة النظر التي ركزت عليها زوجة الرئيس التركي عبدالله جول أيضا، التي تقول أنها في ممارساتها امرأة عصرية تنزع الى الاستقلالية والنشاط، وهذا لا يعيقه حجابها.

وتخشى النساء العلمانيات، حسب الكاتبة، أن يتعرضن للضغوط من أجل ارتداء الحجاب، وتلمس في حديثهن نبرة مرارة، وربما كراهية.

على الناحية الأخرى تحتج المحجبات بسبب عدم السماح لهن بارتداء الحجاب في المؤسسات الحكومية، خاصة في الجامعات، وهو ما يضطرهن إما لخلع الحجاب بمجرد اجتياز عتبة المؤسسة التعليمية، وهذا يعرضهن لضغوط نفسية، أو البحث عن حيلة ما، كارتداء شعر اصطناعي فوق الطبيعي مثلا.

اذن، هناك ما يشبه جو الحرب في المجتمع التركي بسبب الحجاب، كما تقول الكاتبة، وهناك خوف وقلق من كلا المعسكرين، كما تلمس الكاتبة.

quot;تركيا تتجه غرباquot;
وفي صحيفة الغارديان مقال بعنوان quot;نركيا تتجه غرباquot; كتبه فادي حكورة.

يلقي الكاتب الأضواء على ظاهرة جديدة في المجتمع التركي هي انحسار الموجة الدينية وصعود الموجة العلمانية مع فرز واضح للخطين في المجتمع التركي.

ويستند الكاتب في استنتاجاته الى بعض استطلاعات الرأي التي تظهر اهتماما متناميا بالقضايا الإقتصادية كالبطالة وارتفاع الأسعار على حساب الاهتمام بالقضايا الأيديولوجية.

ويقول الكاتب ان هذه الظاهرة الجديدة دفعت بعض الشخصيات السياسية الى التفكير باقامة ائتلاف سياسي من اليسار واليمين يتفق على الاهتمام بالقضايا الحياتية بعيدا عن الأيديولوجيا.

ويقول كاتب المقال انه حتى السلطات الدينية بدأت في اتباع تفسير النصوص الدينية بشكل يتماشى مع المجتمع المعاصر، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين الجنسين.

ومع بروز هذه الظاهرة تشير استطلاعلات الرأي الى انحسار التأييد لحزب العدالة وللأحزاب الكبرى الأخرى، وزادت نسبة الناخبين الذين لم يتخذوا قرارا بخصوص الحزب الذي يدعمونه.

وقد لاحظت المؤسسة العسكرية أيضا هذه التغيرات، وهي تحاول بدورها التكيف مع الوضع الجديد حسب كاتب المقال.

quot;البالونات في المطر، ليس من أجل بليرquot;
وفي صحيفة الديلي تلغراف مقال بعنوان quot;آمل أن يكون بلير أدرك أن البالونات لم تكن من أجلهquot; كتبه أندرو بيرس.

يتحدث الكاتب عن وصوله الى مطار تل أبيب على نفس الطائرة التي استقلها رئيس الوزراء البريطاني السابق ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية الى الشرق الأوسط توني بلير، وعن الأعلام والبالونات التي كان يحملها بعض المستقبلين في المطار، والتي كادت توهم توني بلير انها من أجله، ليتضح لاحقا أنها عادة اسرائيلية في استقبال الغائبين من الأصدقاء وافراد العائلة.

وفي نفس المقال ينتقل الكاتب ليرفع علامات استفهام حول صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله واسرائيل فيقول:quot; هذه الصفقة غير مفهومة، انها دعاية لحزب الله، حيث مقابل اعادة رفات الجنديين الاسرائيليين أعادت اسرائيل لحزب الله رجلا شريرا قتل طفلة عمرها أربع سنوات بعد أن قتل والدها. ولكن كما عرفت، انه مبدأ متمكن من النفسية الإسرائيلية: يجب أن يعود الجنود الى الوطن، أمواتا أو أحياء، مهما كان الثمن السياسي لذلك. مع ذلك تبقى الصفقة غير مفهومة بالنسبة لي.

الإسلام والدولة التعددية
وفي صحيفة الاندبندنت تحمل الافتتاحية عنوان quot;الإسلام والدولة التعدديةquot;، وتناقش خطة الحكومة البريطانية لتمويل انشاء هيئة من العلماء المسلمين مهمتهم تقديم النصح للجيل الصاعد من المسلمين المقيمين في بريطانيا حول القضايا المنبثقة عن كونهم يعيشون في مجتمع غربي معاصر.

وتقول الافتتاحية ان خطة الحكومة تلاقي معارضة من جانبين: جانب العلمانيين وجانب الإسلامسيين.

وتدافع الافتتاحية عن المشروع بالقول ان عدم معرفة الشبان المسلمين لدينهم على حقيقته كفيل بأن يجعلهم فريسة سهلة لمن يريدون تنظيمهم للقيام بعمليات تفجيرية، وان هذا المشروع يصب في اتجاه التنوير لا العكس.