حذرت وزارة الخارجية الاميركية السبت من ان على القادة الايرانيين ان يختاروا بين التعاون في المجال النووي او المواجهة، في وقت لم تحقق فيه محادثات جرت في جنيف حول البرنامج النووي الايراني اي اختراق.

وقد انتهى اللقاء بين منسق السياسية الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا وكبير المفاوضين الايرانيين حول الملف النووي سعيد جليلي في جنيف دون احراز quot;تقدم يذكرquot; حسب وصف سولانا، بينما تم الاتفاق على عقد لقاء اخر بعد اسبوعين.

واعلن سولانا ان الدول الست الكبرى المعنية بالملف النووي الايراني لا تزال تنتظر ردا من طهران على عرضها، وذلك في ختام محادثاته مع جليلي الذي اكد ان وقف تخصيب اليورانيوم لن يطرح في اللقاء المقبل بل سيتم التركيز على النقاط المشتركة بين المقترح الايراني وعرض الحوافز المقدم لها من قبل المجتمع الدولي.

وقال سولانا للصحافيين اثر اجتماع جنيف الذي حضره للمرة الاولى دبلوماسي اميركي رفيع quot;لقد قدمنا عرضا. لم نحصل على اجابة واضحة قبولا او رفضاquot;. واضاف quot;هذا اللقاء كان بناء، لكننا لم نتلق ردا على اسئلتناquot;. وتابع سولانا quot;نأمل الحصول على هذا الرد وان يتم ذلك خلال بضعة اسابيعquot;.

سعيد جليلي
وصرح كبير دبلوماسيي الاتحاد الاوروبي اثر المؤتمر الصحافي quot;هناك دائما تقدم في هذه المشاورات، لكن هذا الامر غير كافquot;.

بدورها اعربت روسيا عن املها ان ترد ايران في quot;غضون اسبوعينquot; على عرض الدول الست الكبرى المعنية بالملف النووي الايراني، كما صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلياك السبت لوكالة ريا نوفوستي الروسية.

وقال كيسلياك في ختام اللقاء في جنيف quot;نأمل ان يساعد الاسبوعان اللذان اتفقنا مع الايرانيين حولهما، ايران على توضيح مقاربتها حول اقتراحاتناquot;.

واضاف كيسلياك الذي حضر اللقاء مع المدراء السياسيين في الدول الخمس الكبرى الاخرى quot;سننتظر الرد من زملائنا الايرانيين ومعرفة ما اذا كانوا مستعدين لقبول اجراءات تتيح على الاقل ضمان الاستقرار السياسي حول هذا الوضعquot;.

واقترحت القوى الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) في حزيران/يونيو 2006 على ايران عرضا واسعا للتعاون السياسي والاقتصادي مقابل ان تتخلى عن انشطة تخصيب اليورانيوم.

جانب من المشاركين في محادثات جنيف
وفي الشهر الفائت، قدم سولانا عرضا جديدا الى طهران مقترحا مرحلة مفاوضات تمهيدية، يمكن البدء بها اذا وافق الايرانيون في مرحلة اولى على ابقاء التخصيب في مستواه الحالي مقابل تخلي القوى الكبرى عن تشديد العقوبات المفروضة.

واضفت مشاركة المسؤول الثالث في وزارة الخارجية الاميركية وليام بيرنز في اجتماع جنيف اهمية خاصة على هذه المباحثات التي يجريها سولانا باسم مجموعة الست.

ويشكل حضور بيرنز انعطافة في موقف واشنطن. فالاميركيون الذين قطعوا علاقاتهم الدبلوماسية مع طهران العام 1980، اشترطوا دائما على ايران ان تعلق انشطة تخصيب اليورانيوم قبل ان يرتضوا المشاركة في اي مفاوضات متعددة الطرف مع هذا البلد.

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إن بلادها لن تتراجع عن موقفها الرافض لإجراء محادثات مباشرة مع إيران قبل أن تتخلى طهران عن انشطتها النووية بشكل يمكن التحقق منه.

جاء ذلك في تصريحات بواشنطن تعليقا على سؤال بشأن مشاركة مساعدها وليام بيرنز في محادثات جنيف. ووصفت رايس طهران بانها دولة quot;خطيرة quot; وأعربت عن املها في ان تغير مسارها.

واكدت أن قرار إرسال بيرنز إلى المفاوضات مع إيران يهدف لتأكيد التزام واشنطن بالسياسية التي تنتهجها في هذا الموضوع بالتعاون مع حلفائها الأوروبيين.

وقالت الوزيرة الأميركية quot;الولايات المتحدة ليس لها أعداء دائمون quot;مؤكدة على أن إرسال بيرنز إلى جنيف يمثل quot; إشارة قوية للعالم بأسره أننا كنا وسنبقى جادين للغاية بشأن الدبلوماسية quot;.