أسامة مهدي من لندن: كشف النقاب اليوم عن زيارة سيقوم بها الى بغداد غدا مرشح الرئاسة الأميركية باراك أوباما وسط خلافات حول تصريحات لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قيل انها تؤيد موقف اوباما من الانسحاب الاميركي لكن المسؤول العراقي الذي اجتمع اليوم مع المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني سارع الى التأكيد بان هذه التصريحات قد اسيء فهمها .

وقال رئيس المؤتمر الوطني العراقي نائب رئيس الوزراء السابق احمد الجلبي ان أوباما سيجتمع مع القادة العراقيين والقيادات العسكرية الأميركية للاطلاع على الوضع الأمني في العراق بالإضافة إلى وضع قوات الجيش الأميركي . ووصف الزيارة بانها مهمة جدا للمرشح لأنه يتعرض إلى ضغوط كبيرة في أميركا وهناك انتقاد من منافسه في الحزب الجمهوري ماكوين بأنه ليس بذي خبرة في قضايا الأمن الوطني مشيرا الى ان أوباما يريد أن يثبت أنه يصلح كقائد عام للقوات الأمريكيةquot;.

وتوقع الجلبي أن يلاقي السيناتور أوباما استجابة في العراق من القيادات العراقية بسبب التصريح الذي أطلقه بأنه سيقوم بسحب القوات الأميركية من العراق في فترة ستة عشر شهرا في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة كما نقلت عنه وكالة quot;نيوزماتيكquot; .. واضاف ان التوجه الآن في العراق أن يكون هناك جدول لانسحاب القوات الأميركية من العراق .. وقال ان طلب المالكي جلاء القوات الأميركية من العراق ووضع جدول زمني لانسحابها ينسجم مع ما صرح به أوباما في خطابه الأخير بان أول عمل سيقوم به في حال فوزه برئاسة أمريكا هو سحب القوات الأميركية.

وستأتي زيارة المرشح الأميركي للعراق في اليوم نفسه الذي يغادر فيه المالكي إلى أوروبا في جولة رسمية تمل دولتي ألمانيا وإيطاليا وحاضرة الفاتيكان .

ويأتي الاعلان عن زيارة اوباما الى بغداد في وقت اكدت الحكومة العراقية الليلة الماضية اثر استياء اعلن عنه البيت الابيض ان تصريحات رئيس الوزراء المالكي لمجلة quot;دير شبيغلquot; الالمانية حول تأييده رؤية اوباما حول الانسحاب الاميركي من العراق قد اسيء فهما وان للعراق رؤيته الخاصة حول هذا الانسحاب .

وأعلن الناطق الرسمي بإسم الحكومة الدكتور علي الدباغ أن المالكي يؤكد أن تصريحاته لمجلة دير شبيغل الألمانية قد اُسيء فهمها وترجمتها ولم يتم نقلها بصورة دقيقة حول رؤية السيناتور باراك أوباما مرشح الرئاسة الأمريكية لمدة إنسحاب القوات الأمريكية من العراق.

وأوضح الدباغ في تصريح مكتوب ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; ان المالكي يؤكد على وجود رؤية عراقية تنطلق من واقع الحاجة الأمنية للعراق حيث أن التطورات الإيجابية للوضع الأمني والتحسن الذي تشهده المدن العراقية يجعل موضوع إنسحاب القوات الأميركية ضمن آفاق وجداول زمنية متفق عليها وعلى ضوء إستمرار التطورات الإيجابية الأمنية على الأرض والتي جاءت ضمن الخطة الاستراتيجية للتعاون والتي وضعها المالكي والرئيس الاميركي جورج بوش وأن الحكومة العراقية تُقدر وتثمن جهود جميع الأصدقاء الذين يستمرون بدعم ومساندة القوات الأمنية العراقية. وأكد الدباغ أن تصريحات رئيس الوزراء أو أي من أعضاء الحكومة العراقية لايجب أن تُفهم بأنها تأييد لأي من مرشحي الرئاسة الأميركية.

وكانت تقارير نقلت عن المجلة الالمانية قول المالكي انه يدعم خطة المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية باراك اوباما لسحب الوحدات المقاتلة الاميركية من العراق في غضون 16 شهرا وذلك في حال انتخابه رئيسا.

واشارت مجلة quot;دير شبيغلquot; في عددها الذي سيصدر غدا الاثنين الى ان المالكي ابلغها قائلا quot;نجد ان هذه مهلة جيدة للانسحاب الا اذا حصلت تغييرات طفيفةquot;. واضاف ان على القوات الاميركية ان تغادر البلاد quot;في اسرع وقتquot;.

ولم تستحسن ادارة بوش تصريحات المالكي وذكرت انها طلبت توضيحات من الحكومة العراقية. واضاف رئيس الوزراء العراقي quot;تواجه الولايات المتحدة حتى الان صعوبة في تحديد موعد ملموس للانسحاب لانها تشعر بان ذلك بمثابة اعلان هزيمة وهو امر غير صحيحquot;. وتعهد اوباما الذي يزور العراق قريبا سحب كل الوحدات القتالية في غضون 16 شهرا في حال انتخابه.

ونظرا الى حساسية الموضوع ذكر البيت الابيض امس انه اتصل بمكتب المالكي بعد صدور تصريحاته في دير شبيغل. وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ستانزل ان المالكي اوضح ايضا ان quot;كل قرار سيبنى على استمرارquot; تحسن الوضع الميداني. واضاف ان بغداد وواشنطن quot;اتفقتا على القول انه اذا ما استمر التقدم في المجال الامني، سيكون في وسعنا احترام الافق الزمني الذي يأمل فيه العراقيون والاميركيونquot;.

وتتفاوض الحكومتان الاميركية والعراقية حول شروط الوجود العسكري الاميركي ما بعد 31 كانون الاول (ديسمبر) تاريخ انتهاء تفويض الامم المتحدة الذي يعمل الجنود الاميركيون بموجبه. والمح ستانزل الى ان تصريحات المالكي للمجلة الالمانية لا تعكس حالة المفاوضات التي يشكل البيان الصادر الجمعة quot;افضل مؤشر عنهاquot;.

وقد عقد المالكي اليوم في مدينة النجف (160 كم جنوب غرب بغداد) اجتماعا مع المرجع الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني وبحث معه اخر التطورات السياسية والامنية والخدمية في البلاد .

معروف ان المرجعية الشيعية عارضت توقيع اتفاقية عراقية اميركية تمس بسيادة البلاد واكدت على ضرورة عرضها على مجلس النواب واطلاع الشعب العراقي على بنودها قبل تشريعها مشددة على اهمية عدم احتوائها على اية بنود سرية .