ايلي الحاج من بيروت، وكالات: وصل إلى بيروت وزير الخارجية السوري وليد المعلم قبل ظهر اليوم حاملاً دعوة رسمية الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان لزيارة دمشق، تمهيداً لانطلاق quot;ورشةquot; البحث بالعلاقات الثنائية بين البلدين وبملفات شائكة عدة، منها: دور المجلس الاعلى اللبناني- السوري في حال قيام علاقات ديبلوماسية ومصير اتفاقية quot;الاخوة والتعاون والتنسيقquot; الموقعة في العام 1991 اذا ما كان هناك سعي حقيقي لعلاقات ندية، ملف الحدود وضبطها، مسألة عدم تقديم سوريا اي وثائق خطية تسهّل على لبنان تثبيت لبنانية مزارع شبعا، بالاضافة الى ملف المفقودين والمعتقلين في السجون السورية.

وتظاهر اهالي المعتقلين اللبنانيين في سوريا لمناسبة زيارة المعلم، مطالبين بحل هذا الملف quot;كشرط اساسيquot; لقيام علاقات quot;صحيةquot; بين البلدين. وقد حاولت مجموعة من الأهالي تخطي أحد الحواجز التي أقامها الحرس الجمهوري على طريق القصر الجمهوري في بعبدا لتسليم الرئيس سليمان مذكرة من الأهالي تطالب بإطلاق أبنائهم، في حين كان مجتمعا مع المعلم.

وحصل هرج ومرج عند الحاجز القائم على بعد كيلومترات من القصر قرب طريق بيروت- الشام الرئيسية ( جنب إيبرماركت أبو خليل)، وفي خضم التدافع لجأ مع أفراد الحرس إلى الشدة لمنع المتجمهرين من تجاوز الحاجز ودخول القصر عنوة، واستخدموا أعقاب البنادق لحمل عدد من الشبان على التراجع. وأوقفوا أحد هؤلاء الشبان إيلي رومية شقيق المعتقل في سورية بشارة رومية وأطلقوه لاحقا. وعرف من الذين تعرضوا للضرب الشاب هادي سعيد الذي قال ل quot;إيلافquot; أنه ورفاقه جميعا بخير. وتحت شمس حارقة كانت نسوة يولولن ويبكين مطالبات بإرجاع أبنائهن إليهن.

وفور علمه بما حدث، طلب الرئيس سليمان السماح لممثلي الأهالي بدخول القصر لتسليم المذكرة، فوصلت سيارة تابعة للرئاسة إلى مكان تجمع الأهالي وأقلت رئيس quot;لجنة دعم المعتقلين في السجون السوريةquot; غازي عاد إلى القصر. ويقول الأهالي ومنظمات إنسانية أن عدد المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية منذ سبعينات القرن الماضي يبلغ المئات ، لكن السلطات السورية تنفي صحة هذه الأرقام وتؤكد كل مدة أن لا معتقلين لبنانيين لديها لأسباب سياسية .

وحاول المتظاهرون التقدم باتجاه القصر الجمهوري لكن القوى الامنية منعتهم من السير ووضعت حواجز حديدة حولهم. ولدى وصول موكب المعلم حاول الاهالي تخطي الحواجز لكن الجيش حال دون تحركهم. وافاد مصور ان تدافعا وقع بين المتظاهرين والقوى الامنية وساد جو من التوتر فيما واصل الموكب طريقه. وقال رئيس quot;جمعية دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيينquot; (سوليد) غازي عاد quot;نامل ان تشكل الزيارة (وليد المعلم) مناسبة لانهاء هذه القضيةquot;. واضاف quot;انها اولوية وطنية وشرط اساسي لعلاقات صحية بين البلدينquot;. لكن quot;سوليدquot; وجمعيات اخرى احصت وجود نحو 650 من المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية. وفي اذار/مارس الماضي افرجت سوريا عن معتقل لبناني كان اسمه من بينهم.

كذلك تعقد اللجنة الوزارية لصياغة البيان الوزاري اجتماعاً رابعاً اليوم يرجّح ان تتبلور بعده صورة اولية عن حقيقة المراحل التي بلغها البحث. هذا، وكان لبنان تخطى مفاعيل اشتباك ليل السبت الماضي بين quot;جند الشامquot; وحركة quot;فتحquot; في مخيم عين الحلوة في صيدا الذي ادى الى مقتل المسؤول العسكري في quot;جند الشامquot; شحادة جوهر واثنين اخرين وعدد من الجرحى.

وعلى صعيد صياغة البيان الوزاري، فاللجنة الوزارية تدخل اليوم بحسب صحيفة quot;النهارquot; المرحلة ما قبل النهائية من مهمتها، اذ يتعين عليها بتّ قضيتين اساسيتين وشائكتين قبل صوغ مشروع البيان وهما الاستراتيجية الدفاعية والعلاقات بين لبنان وسوريا. ورداً على سؤال لـquot;النهارquot; ليل امس عن سير عمل اللجنة، صرح رئيس الوزراء فؤاد السنيورة quot;بأن الامور تسير في شكل جيدquot;، ممتنعا عن تحديد موعد لانجاز البيان الوزاري، لكنه اكد quot;ان هناك تقدماquot;. وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري لـصحيفة quot;السفيرquot; انه لا مبرر لتأخير البيان، وتوقع أن تعقد جلسة الثقة في الأسبوع المقبل، اذا استمرت الوتيرة الحالية لمناقشة البيان الوزاري، بينما كان يأمل أن يقر في الحكومة غدا، حتى يحدد موعد جلسة الثقة يوم الخميس المقبل.

وعلمت quot;النهارquot; ان ثمة تفاهما داخل اللجنة على ضرورة وضع كل النقاط على الورق ومحاولة الاتفاق على كل القضايا بما فيها تلك التي تعتبر من المسائل الخلافية وعدم ترحيلها الى الحوار الوطني الذي سيرعاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان لاحقا. ولكن في حال تعذر التوصل الى ارضية تعتبر الحد الادنى من الاطر الضرورية لطرح هذه القضايا تفصيليا في البيان الوزاري، فسيلحظ في البيان بوضوح الاتفاق على طرحها على طاولة الحوار.

ويبدو بحسب quot;النهارquot; ان فريقي الغالبية والمعارضة تبادلا في الجلسات السابقة المآخذ والتحفظات عن صيغ معينة طرحها ممثلو الطرفين وخصوصا في موضوع السلاح والمقاومة والعلاقة مع سوريا، الامر الذي يجعل الجلستين المقبلتين للجنة حاسمتين في اتجاه التوافق على اطار معين للقضيتين ضمن مشروع البيان الوزاري، او التوافق على ترك بتّهما للحوار.

اما بالنسبة لزيارة المعلم الى بيروت، فقال وزير الخارجية السوري لـquot;السفيرquot; انها quot;ستكون فاتحة لمرحلة جديدة من العلاقات الثنائية، نتمنى أن نتخطاها معا نحو أفق جديد للتعاون الأخوي بين سوريا ولبنان، وكل الشروط متوفرة للنـجاحquot;. وأكد المعلم، الذي سيصل عند العاشرة والنصف الى القصر الجمهوري، للقاء الرئيس سليمان بحضور وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ والأمين العام للمجلس الأعلى نصري خوري، أن لبنان وسوريا قادران على بناء علاقات متكافئة في شتى المجالات وترسيخ القواعد لعلاقات صلبة.

هذا، وأعربت أوساط الرئيس السنيورة مساء امس لـquot;النهارquot; عن ترحيبها بزيارة المعلم وقالت ان موقف رئيس الوزراء من موضوع العلاقات اللبنانية ndash; السورية ثابت ولم يتغير قيد أنملة وهو لا يزال على حرصه الشديد على افضل العلاقات مع سوريا ضمن سيادة كل من البلدين واستقلاله. اما في موضوع الاتفاقات المعقودة بين البلدين ومستقبلها، فقالت انه من الطبيعي ان تحصل اعادة نظر في المجلس الاعلى اللبناني ndash; السوري بما يتفق ومصلحة البلدين، مشددة على ان quot;ليس هناك أي نية لخربطة الامور أو لنكد بل اعادة نظر بما يتفق والمصلحة المشتركةquot;.

وقال رئيس الهيئة التنفيذية لحزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع ليل أمس لـquot;النهارquot;: quot;نحن نتمنى ان تقوم علاقات جدية بين لبنان وسوريا كدولتين مستقلتين، لكن قيام هذه العلاقات الجدية لا يحصل بتبويس اللحى أو ببعض الشكليات. لذلك أتمنى ان يأتي الوزير المعلم ومعه الاسرى والمعتقلون في السجون السورية وان يأتي بلائحة عن مصير المفقودينquot;.

وفيما قالت مصادر سورية رسمية لـquot;السفيرquot; انها تتوقع أن تتم زيارة سليمان الى دمشق خلال الأيام العشرة المقبلة، قالت مصادر رسمية لبنانية لـquot;السفيرquot; ان الزيارة مرجحة خلال فترة تتراوح بين أسبوع وعشرة ايام. وقال متابعون لبنانيون لملف التحضير للزيارة، انه فور تبني مجلس الوزراء للبيان الوزاري للحكومة الأولى للعهد الجديد، بما سيتضمنه من مقاربة لموضوع العلاقات بين البلدين ولعناوين سياسية أخرى بالغة الدقة والحساسية، فإن الرئيس ميشال سليمان يصبح مستعدا لتلبية الزيارة بمعزل عن موعد ومسار جلسة مناقشة البيان في مجلس النواب.