رئيس الوزراء العراقي غادر بغداد مبتدئا جولة أوروبية
أوباما بحث مع طالباني والمالكي تخفيض عديد القوات الأميركية

المالكي خلال لقائه مع اوباما
أسامة مهدي من لندن: بحث المرشح الديمقراطي للرئاسة الاميركية باراك اوباما في بغداد اليوم مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس جلال طالباني مستقبل القوات الاميركية في العراق وإمكانات خفض عديدها .. فيما غادر المالكي بعد ذلك بغداد اليوم على رأس وفد سياسي وأمني واقتصادي كبير متوجها الى المانيا في جولة أوروبية ستقوده ايضا الى ايطاليا وحاضرة الفاتيكان حيث سيلتقي البابا بندكتوس السادس عشر .. وذلك بعد ان ترأس صباحا اول اجتماع لحكومته اثر تعيين 10 وزراء جدد فيها .

وخلال اجتماعه مع اوباما قال المالكي ان العراق نجح في تجاوز الكثير من الصعاب والتحديات الامنية وانتصر على القاعدة والميليشيات ويتجه إلى تحقيق نجاحات إقتصادية بعد التحسن الامني الذي حققناه في الفترة الماضية. وأكد ان العراق الجديد حقق نجاحا كبيرا وتحولا في حياة الشعب العراقي عما كانت عليه في زمن النظام الدكتاتوري واصبح دولة ديمقراطية تؤمن بالحرية والتعددية واصبح لدينا مجلس نواب وحكومة منتخبة واستطعنا تحقيق انتصارات عديدة في المجال الامني ونتجه نحو الإعمار وتقديم الخدمات.

وأضاف المالكي quot;اليوم حققنا انتصارا جديدا حين اجتمعت حكومة الوحدة الوطنية بكامل أعضائها وان نجاحاتنا الامنية والسياسية ستقود العراق الى نجاحات إقتصادية. وقال quot;لقد توقفت حركة البناء والإعمار في العراق منذ عام 1985 ولم يشهد العراق منذ ذلك الوقت بناء جسر أو مدرسة او مستشفى،اضافة الى السياسات الإستبدادية وموجات الحروب والإعدامات التي شهدها العراق على يد النظام السابق،وقد عقدنا العزم بعد النجاحات الامنيةquot;.

واشار الى انه quot;أصبحت لدينا حكومة فرضت هيبة الدولة وانقذت العراق من الارهاب ونحن متفائلون بقدرتنا على تحقيق طموحات الشعب العراقي في الامن والإستقرار والإزدهار الإقتصاديquot;. وأضاف أن تطورات الاوضاع والظروف الموضوعية هي التي ستحدد مسألة وجود القوات الاجنبية في العراق لكن دون بقاء التواريخ مفتوحة ومع التطورات على الارض يمكننا وضع رؤية وآفاق واضحة لهذه المسألة وهذا الرأي يتفق عليه الطرفان في المفاوضات الجاريةquot;. واشار الى ان حصول الموافقة على عقد الاتفاقية بين البلدين يتطلب موافقة ممثلي الشعب في مجلس النواب الذين يمثلون مختلف مكونات الشعب العراقي،كما ان اعلان المبادئ العامة بين البلدين يشير الى مبدأ السيادة الوطنية كأساس تنطلق منه المفاوضات ونحن متمسكون بهذا المبدأ. وشدد بالقول quot;نحرص على إقامة علاقات جيدة مع دول الجوار وإزالة جميع آثار الحروب والتشنجات وبدء صفحة جديدة من التعاون لتعزيز حالة الامن والاستقرار في المنطقة التي نحن جزء منها وان تماسك العملية السياسية ونجاح المصالحة الوطنية ووحدة الشعب العراقي هي عوامل قوة العراق وليس تكديس السلاح فيه كما كان يفعل نظام صدام حسين وقد توحد جميع العراقيين من مختلف المكونات في موقف تاريخي نادر عندما قمنا بعمليات فرض الامن ونسعى الى إنهاء الازمات والمشاكل مع دول الجوار عبر الحوار وعلى قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية وان النجاحات الامنية وضعت حدا للتدخلات الاقليمية التي نرفضها من اي جهة كانتquot;.

من جهته قال السيناتور باراك أوباما quot;اهنئكم على الانجازات التي حققتها حكومتكم ونحن فخورون بالعلاقة بين العراق والولايات المتحدة وبالتطورات التي يشهدها العراق وانا داعم وملتزم بالحفاظ على المكاسب التي حققتها الحكومة العراقية بقيادتكم ومعجب بالشجاعة التي تتحلون بهاquot;. واضاف quot;ان الشعب الاميركي يطمح الى اقامة علاقات استراتيجية مع العراق ويهمه أمن واستقرار العراق ونتمنى لهذه العلاقات المزيد من التطور في جميع المجالات ونحن واثقون ان القوة والهيبة التي تتمتع بها الحكومة العراقية ستمكنها من النجاح في مجال التشريعات والقوانين التي تخدم الشعب العراقي في المجالات الاقتصاديةquot;.

وسيغادر السناتور الاميركي بغداد متوجها الى عمان مساء اليوم في زيارة للاردن .

كما التقى اوباما مع طالباني وتم بحث مستقبل علاقات البلدين واستمع الى شرح قدمه الرئيس العراقي للأوضاع الامنية والسياسية في العراق وترميم حكومة الوحدة الوطنية . ثم التقى اوباما مع نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي حيث استعرضا مجمل الاوضاع في العراق وعلاقاته المستقبلية مع الولايات المتحدة والاتفاقية الاستراتيجية المنتظرة بينهما .

وهذه ثاني زيارة يقوم بها اوباما الى العراق بعد زيارة خاطفة في كانون الثاني (يناير) عام 2006. وتأتي هذه الزيارة فيما يسجل العنف في العراق ادنى مستوياته منذ بدء التدخل بقيادة الولايات المتحدة في اذار (مارس) 2003 الذي عارضه اوباما. ويحتل اوباما (46 عاما) الطليعة في استطلاعات الرأي للانتخابات الرئاسية المرتقبة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لكن منافسه الجمهوري جون ماكين يشكك في مصداقيته على الصعيد الدولي. وقال اوباما في مقالة نشرتها صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; وفي خطاب ألقاه في واشنطن quot;منذ يومي الاول كرئيس سأوكل مهمة جديدة الى العسكريين quot;وهي وضع حد للحربquot;. واضاف quot;نستطيع من دون خطر اعادة تموضع وحداتنا القتالية بوتيرة تسمح لها بالانسحاب في خلال ستة عشر شهرا .. سيكون ذلك في صيف 2010 بعد سنتين من الانquot;. وما زال حوالى 146 الف جندي اميركي منتشرين في العراق حيث قتل 4123 منهم منذ دخولهم الى هذا البلد في اذار (مارس) عام 2003.

وتأتي زيارة اوباما للعراق هذه وسط خلافات حول تصريحات للمسؤول العراقي قيل إنها تؤيد موقف اوباما من الانسحاب الاميركي غضب منها البيت الابيض فسارعت بغداد الى التأكيد ان لها رؤية خاصة مختلفة وان تلك التصريحات قد اسيء فهمها .

فعلى مدى اليومين الماضيين شهدت واشنطن وبغداد اتصالات حول تصريحات المالكي لمجلة quot;دير شبيغلquot; الالمانية نشرت نصها اليوم الاثنين نقلت فيه عنه قوله انه يدعم خطة مرشح الرئاسية الاميركية اوباما لسحب الوحدات المقاتلة الاميركية من العراق في غضون 16 شهرا وذلك في حال انتخابه رئيسا. لكن واشنطن عبرت عن عدم رضاها عن هذه التصريحات وطلبت من بغداد اصدار توضيح حولها . واشارت المجلة ايضا الى ان المالكي ابلغها قائلا quot;نجد ان هذه مهلة جيدة للانسحاب الا اذا حصلت تغييرات طفيفةquot;. واضاف ان على القوات الاميركية ان تغادر البلاد quot;في اسرع وقتquot;. واضاف quot;تواجه الولايات المتحدة حتى الان صعوبة في تحديد موعد ملموس للانسحاب لانها تشعر بان ذلك بمثابة اعلان هزيمة وهو امر غير صحيحquot;.

ولم تستحسن ادارة بوش هذه التتصريحات وذكرت انها طلبت توضيحات من الحكومة العراقية. ونظرا الى حساسية الموضوع قال البيت الابيض السبت انه اتصل بمكتب المالكي بعد صدور تصريحاته حيث اوضح المتحدث باسمه سكوت ستانزل ان بغداد وواشنطن quot;اتفقتا على القول انه quot;اذا ما استمر التقدم في المجال الامني سيكون في وسعنا احترام الافق الزمني الذي يأمل فيه العراقيون والاميركيونquot;.

واثر اتصال البيت الابيض بمكتب المالكي أكد هذا الاخير أن تصريحات رئيس الوزراء للمجلة الالمانية حول تأييده رؤية اوباما من الانسحاب الاميركي من العراق قد اسيء فهمها وان للعراق رؤيته الخاصة حول هذا الانسحاب .

وأعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور علي الدباغ أن المالكي يؤكد أن تصريحاته للمجلة الألمانية قد اُسيء فهمها وترجمتها ولم يتم نقلها بصورة دقيقة حول رؤية السيناتور باراك أوباما مرشح الرئاسة الأميركية لمدة انسحاب القوات الأميركية من العراق.

وأوضح الدباغ في تصريح مكتوب ارسلت نسخة منه الى quot;إيلافquot; امس ان المالكي يؤكد وجود رؤية عراقية تنطلق من واقع الحاجة الأمنية للعراق حيث إن التطورات الإيجابية للوضع الأمني والتحسن الذي تشهده المدن العراقية يجعل موضوع إنسحاب القوات الأميركية ضمن آفاق وجداول زمنية متفق عليها وعلى ضوء إستمرار التطورات الإيجابية الأمنية على الأرض والتي جاءت ضمن الخطة الاستراتيجية للتعاون والتي وضعها المالكي والرئيس الاميركي جورج بوش وأن الحكومة العراقية تُقدر وتثمن جهود جميع الأصدقاء الذين يستمرون بدعم ومساندة القوات الأمنية العراقية. وأكد الدباغ أن تصريحات رئيس الوزراء أو أي من أعضاء الحكومة العراقية لايجب أن تُفهم بأنها تأييد لأي من مرشحي الرئاسة الأميركية.

ووقع المالكي وبوش في السادس والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي اتفاق مبادئ بين العراق والولايات المتحدة يضع أساسا للتعاون بين البلدين في مجالات الأمن والإقتصاد والسياسة ويمهد لمفاوضات تجرى حاليا حول quot; إتفاقية طويلة الأمدquot; تنظم وجود القوات الأميركية في العراق على المدى الطويل وتكون البديل القانوني للتفويض الممنوح من مجلس الأمن لتلك القوات. ويفترض أن توقع هذه الإتفاقية طويلة الآمد إذا تم التوافق حولها بين الجانبين نهاية الشهر الحالي لتدخل حيز التنفيذ مع بداية العام المقبل 2009 .

المالكي غادر بغداد مبتدئا جولة أوروبية
غادر بغداد اليوم على رأس وفد سياسي وأمني واقتصادي كبير رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي متوجها الى المانيا في جولة أوروبية ستقوده ايضا الى ايطاليا وحاضرة الفاتيكان حيث سيلتقي البابا بندكتوس السادس عشر .

وسيبدأ المالكي جولته بزيارة ألمانيا الإتحادية لمدة ثلاثة ايام حيث سيلتقي المستشارة الألمانية انجيلا ميركل لتوثيق العلاقات السياسية والإقتصادية والأمنية بين بلديهما . كما سيلتقي المالكيً ايضا مع ممثلي الشركات الألمانية التي أبدت رغبة وإستعدادا للدخول للسوق العراقية والمساهمة في مشاريع التنمية الكبرى للعراق وتوسيع التبادل التجاري بين البلدين. وقال المسؤول العراقي في تصريحات نشرتها اليوم مجلة quot;دير شبيغلquot; الالمانية ان بلاده مفتوحة لمساهة الشركات الالمانية في عمليات الاستثمار واعادة الاعمار والتنقيب عن النفط .

وبعدها يزور رئيس الوزراء ايطاليا يوم الخميس المقبل حيث سيلتقي مع سيلفيو برلسكوني رئيس الوزراء الايطالي لبحث أوجه التعاون وتشجيع الإستثمارات وتوسيع وتنشيط البرامج المشتركة بين البلدين. وشاركت ايطاليا في حرب العراق حيث ارسلت ثلاثة الاف جندي وهي رابع اكبر مفرزة. وسحبت ايطاليا اخر جنودها في نهاية عام 2006 لكن المانيا عارضتها .

كما سيلتقي المالكي يوم الجمعة المقبل قداسة البابا بندكتوس السادس عشر quot;حيث سيطلع قداسته على الخطوات والإجراءات التي تتبعها الحكومة العراقية لنشر قيم التسامح والمساواة والعدالة والمصالحة الوطنية بين كل العراقيين وسعيها لبناء عراق ديمقراطي يتشارك فيه كل مكونات الشعب العراقيquot; كما قال الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ . ودعا البابا دوما الى انهاء العنف في العراق وأدان القتل والخطف في وقت سابق من العام الجاري لاسقف الموصل الكلداني الكاثوليكي باولوس فرج رحو.

وتأتي جولة المالكي الأوروبية هذه ضمن نشاط دبلوماسي عراقي واسع بعد ان تحركت الدول الاقليمية مؤخرا لتعزيز علاقاتها في بغداد وشطب ديونها والحديث عن إعادة بناء العراق حيث عينت الامارات والبحرين والاردن والكويت سفراءها في بغداد . واستقبل العراق مسؤولين اجانب كبارا مؤخرا بينهم رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والسياسي اللبناني رئيس الاغلبية البرلمانية سعد الحريري.

وقال وزير الاقتصاد الالماني مايكل جلوس الذي اصبح اول وزير الماني يزور العراق الاسبوع الماضي منذ الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق عام 2003 quot;ان العراق ناضجquot; للاستثمار. واضاف quot;يبدو ان المالكي الى حد كبير تمكن من صد الارهابيين بقواته الامنية عبر كل الجماعات العرقية.quot;

ويتفاوض الاتحاد الاوروبي على اتفاق للطاقة مع الحكومة العراقية وهو جزء من جهود الاتحاد لتقليص الاعتماد على النفط والغاز الروسيين حيث إن في العراق ثالث اكبر احتياطيات مؤكدة في العالم من النفط وخلال الشهر الماضي فتح حقولا رئيسة منتجة للاستثمار الاجنبي. وإلى جانب النفط تقول وكالة الاستثمار العراقية الجديدة ان المستثمرين قدموا مقترحات تبلغ قيمتها عشرات المليارات من الدولارات في قطاعات مثل الاسكان والانشاءات والفنادق فيما يعد مؤشرا على ان البعض يرى على نحو متزايد ان المخاطر الامنية يمكن ادارتها.

اول اجتماع للحكومة بعد تعيين 10 وزراء جدد فيها
وقبيل مغادرته بغداد ترأس المالكي اجتماعا لمجلس الوزراء حضره للمرة الاولى الوزراء العشرة الجدد الذين وافق مجلس النواب على تعيينهم السبت الماضي لترميم الحكومة العراقية التي انسحب نصف وزرائها في اوقات متفاوتة من العام الماضي احتجاجا على بعض سياساتها وهم يمثلون جبهة التوافق والتيار الصدري والقائمة العراقية . وضمن الوزراء الجدد خمسة اضافة الى نائب رئيس الوزراء يمثلون جبهة التوافق اثر قرارها بالعودة الى الحكومة فيما وزعت الحقائب الوزارية للتيار الصدري والقائمة العراقية على الائتلاف الشيعي والتحالف الكردستاني اكبر كتلتين في مجلس النواب .

وفي كلمة له في الاجتماع قال المالكي quot;ان هذا اليوم هو يوم تاريخي تعاضدت فيه جهود مجلس النواب والحكومة لإنجاز هذه العملية المهمة وان الجهود ستستمر بالمصادقة على وكلاء الوزارات والسفراء لتكتمل المؤسسة الحكومية كما تكتمل المؤسسة الدستورية بإجراء انتخابات مجالس المحافظاتquot; . واكد quot;ان التحدي الاكبر الذي يواجهنا هو تحدي الخدمات والاعمار والاقتصاد وهذه القضية التي عانى منها الشعب العراقي طويلا بسبب الحروب والمغامرات التي بددت ثروات العراق وأغرقته بالديون وحرمت الشعب من خيرات البلادquot; .
واضاف quot;اليوم بعد النجاحات التي تحققت في مواجهة الارهابيين والمفسدين والخارجين عن القانون لابد ان تكتمل هذه النجاحات بتوفير الجانب الاخر وهو بناء الدولة وخدمة المواطنquot; .

وقال quot;ان عزمنا في الجانب الامني يجب ان يكون اكثر في جانب الخدمات والثروات الهائلة التي يمتلكها البلد يجب ان تستثمر وتقدم على شكل خدمات ومشاريع لخدمة الشعب العراقيquot; .

فقد صادق مجلس النواب على تعيين رافع العيساوي لمنصب نائب رئيس الوزراء وعبد ذياب العجيلي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وعامر عبد الجبار لوزارة النقل وقحطان عباس نعمان لوزارة السياحة وخلود سامي عزارة آل معجون لوزارة الدولة لشؤون المحافظات وثامر جعفر الزبيدي لوزارة الدولة لشؤون المجتمع المدني وفاروق عبد القادر لوزارة الاتصالات والدكتور ماهر دلي ابراهيم لوزارة الثقافة ومحمد مناجد العيفان لوزارة الدولة للشؤون الخارجية والدكتورة نوال السامرائي لوزارة الدولة لشؤون المرأة .