أمينه العام الجديد شن هجوما على الموسيقى الشبابية
حزب العدالة والتنمية الأصولي المغربي يتشدد أكثر
أحمد نجيم من الدار البيضاء: انتخاب عبد الإله بنكيران أمينا عاما جديدا لحزب quot;العدالة والتنميةquot; الأصولي المغربي، يؤشر على تحول عميق في خط هذا الحزب الأصولي، فخلال المؤتمر الوطني السادس المنعقد نهاية الأسبوع بمدينة الرباط، حصل عبد الإله بنكيران على 684 صوتا متقدما على الأمين العام السابق سعد الدين العثماني الحاصل على 495 صوتا.

ويعد هذا بمثابة انقلاب على الأمين العام السابق الذي كان الأوفر حظا للفوز بالأمانة العامة، لكن التيار المحافظ داخل الحزب وجه انتقادات شديدة إليه وإلى طريقة إدارته للحزب، فقد وصفوه بالمهادن للسلطة
وكان الحزب المغربي المعارض والحاصل على ثاني أعلى نسبة أصوات في آخر انتخابات تشريعية (سبتمبر 2007) قد راجع عددا من مواقفه، وقلل من خطابه الأخلاقي في الآونة الأخيرة، وذهب الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية أن وصول بنكيران إلى الأمانة العامة سيجعل الخطاب الأخلاقي طاغيا على خطاب الحزب.

بنكيران وجهت إليه عدد من الانتقادات، فقد صنفه فؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب للداخلية سابقا وصاحب quot;حركة كل الديموقراطيينquot; بquot;الشعبويين غير المتوفرين على خصائص رجال الدولةquot;. بنكيران معروف بخطابه الأخلاقي المتطرف أحيانا، كان قد انتقد الموسيقى الشبابية وهاجم فيلم quot;ماروكquot; لليلى المراكشي كما هاجم مصورة صحافية من القناة الثانية لأنها كانت ترتدي لباسا لم يرقه. كما أن بنكيران كان قد هاجم بشدة المغاربة الذين يدرسون في مدارس البعثات الأجنبية، خاصة الفرنسية، ووصفهم بأنهم غير مغاربة.

سيجد بنكيران نفسه مدعوما بخطابه المعروف به من قبل الشباب، فنسبة 25 في المائة من مقاعد المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، التي جرت أول أمس الأحد، فيما احتلت النساء نسبة 10 في المائة خلال الاقتراع.
تربى بنكيران في الحركة الإسلامية، منذ شبابه عرف عنه طبعه الحاد وشخصيته القوية، رغم أن خصومه يصفونه بأنه لا ينتج الأفكار.
ولد القائد الجديد للإسلاميين شهر نيسان عام 1954 بمدينة الرباط من عائلة فاسية صوفية، كانت عائلته تميل إلى حزب الاستقلال، بعد تلقيه لتعليم ديني التحق بمنظمات يسارية متطرفة ثم التحق بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وفي عام 1976 غير الوجهة 180 درجة فانتقل إلى quot;الشبيبة الإسلاميةquot;، غير أنه لم يتسمر طويلا في هذا التنظيم إذ سرعان ما خرج منه وأعلن عن ذلك علانية، وهو ما جر عليه تهما كثيرة من هذا التنظيم المحظور في المغرب. عبد ذلك دخل في مسلسل لتقريب وجهات النظر بين الدولة والحركات الإسلامية، وفي العام 1986 أصبح رئيسا لحركة quot;الإصلاح والتجديدquot;، واستمر في منصبه إلى العام 1994. كان بنكيران وراء فكرة نشر وثيقة تقبل بالنظام الملكي. نافس على منصب الأمين العام سنة 1996 وانهزم أمام العثماني بع، ليصبح رئيسا للمجلس الوطني، كان عليه أن ينتظر طويلا كي يتأتى له رئاسة الحزب في يوليو 2008.