طلال سلامة من روما: طالما أدهشنا quot;أومبرتو بوسيquot;، رئيس حزب رابطة الشمال بمواقفه المعادية لروما مع أنه أدى قسم الولاء للجمهورية الإيطالية وقوانينها أمام رئيس الجمهورية الإيطالي قبل تنصيبه وزيراً للإصلاحات. لربما دفعته أسباب نفسية وعائلية(رسب ابنه للمرة الثانية في امتحانات الشهادة الثانوية) الى مهاجمة النشيد الوطني أمام جمع غفير من المؤيدين والمتعاطفين معه.
على الفور، تحول هذا التعدي المفاجئ على النشيد الوطني، أحد رموز الوحدة التي تجمع ايطاليا شمالاً وجنوباً، الى أزمة خطيرة ستكون امتحاناً صعباً على برلسكوني. فالحزب الديموقراطي اليساري، الذي يمثل ائتلاف الوسط اليساري في الحكومة الجديدة، يطلب الآن من برلسكوني توضيح موقفه والوقوف على مسافة كافية من بوسي دون الدفاع عنه. لا بل سيتم مناقشة شتائم بوسي، الكلامية والإيمائية، في البرلمان ومجلس الشيوخ معاً. الى جانب هذه الشتائم، يطرح بوسي الآن فكرة منع الأساتذة من ممارسة مهنتهم في شمال ايطاليا ان كان أصلهم من وسط أم جنوب ايطاليا! وهذا يعتبره اليساريون المعتدلون دعوة غير مقبولة لتقسيم ايطاليا. فهل هذه هي الإصلاحات التي يدرسها بوسي ليلاً ونهاراً.
ان زلة لسان بوسي ودعوته مجدداً ملايين المؤيدين لحزبه الى انتزاع حقهم بالقوة من روما لن تنتهي بخير. على الأرجح، سيكون مصير بوسي على غرار مصير رفيق الدرب روبرتو كالديرولي الذي أُجبر على الاستقالة بعد تعاطفه علناً مع الصور الكاريكاتورية التي استهدفت النبي محمد(ص). بمعنى آخر، قد يضطر بوسي للاستقالة لأنه كوزير لا يحق له في التعدي كلامياً على العلم والنشيد الوطني.
بالفعل، يتجه quot;فيليس بيليزاريوquot;، رئيس أعضاء مجلس الشيوخ التابعين لحزب quot;قيم ايطالياquot;، الى دراسة جميع الإمكانيات والآليات البرلمانية من أجل رفع الثقة عن بوسي. في هذه الحالة، ما هو مصير المعادلة التي ترى موافقة برلسكوني على الفيدرالية الضريبية(بطلب من رابطة الشمال) مقابل الحصول على موافقة بوسي ومعاونيه في ما يتعلق بالإصلاحات في آلية العدالة لتفادي زج برلسكوني بالسجن؟