طلال سلامة من روما: أصبح تبييض الأموال مهنة عريقة لا تمارس عبر شراء الشقق والمتاجر وغيرها فحسب ولا يمارسها من هو غير مؤهل، على الأقل حسب العقيدة المافيوية الإيطالية. الآن، ومع تقدم مجتمعنا المتمدن بات تبييض الأموال وظيفة معترف بها رسمياً ولا تقل أهمية عن باقي الوظائف المتوافرة في الأسواق. يمكن تبييض الأموال عبر شراء السياسيين مقابل الحصول على صلاحيات واسعة مثلاً، بيد أن آخر صرخة في عملية الغسل هذه طالت شراء فرق كرة القدم، بإيطاليا التي شهدت مؤخراً حملة اعتقالات واسعة النطاق شملت العديد من رجال الأعمال، الإيطاليين والأجانب، فضلاً عن لاعبين لم يكن مشتبهاً بهم.

بفضل متابعة بعض التحركات المالية نجحت السلطات الإيطالية في رسم خريطة لعملية تبييض أموال ضخمة، انطلقت من شركة صيدلانية هنغارية واستهدفت شراء فريق quot;لاتسيوquot; الإيطالي لكرة القدم. بعد عدة تفرعات لها بسويسرا أشرفت عائلة مافياوية من مدينة quot;نابوليquot; على إدارة عملية شراء فريق quot;لاتسيوquot; هنا التي باءت بالفشل. مؤقتاً، نجحت السلطات الإيطالية في quot;شلquot; هذه العملية التي لم تعرف أبعادها بعد. رسمياً، يجمع المحللون على أن اقتحام المافيا لعالم الرياضة ليس جديداً إنما نادر. فهناك دوافع كثيرة للخروج من طرق التبييض التقليدية عبر المصارف. وتشير الأحداث على الصعيد الإيطالي الى أن لا شيء ينجو من مخالب المافيا، من القطاع الصحي وصولاً الى عالم الموضة والسينما.

علاوة على ذلك، سيجلب توسيع الاتحاد الأوروبي معه منافع كثيرة للمنظمات والعائلات المافيوية. فإزالة الحدود الأوروبية الداخلية تعني رقابة أقل على تحركات المواطنين. كما أن نقل وتسليم الأموال اليوم يتم من شخص الى آخر عن طريق السفر براً(خصوصاً بالقطارات) بدلاً من الاعتماد على المؤسسات والمصارف. لذلك يصبح تتبع هذه الأموال صعباً جداً ويضحي فهم أهداف تحركاتها لغزاً يعجز كبار المراقبين الأوروبيين عن حل شفراته.