عمان: وصل المرشح الديموقراطي الى البيت الابيض باراك اوباما الثلاثاء الى عمان، متقدما في حقل الغام منطقة الشرق الاوسط، المحطة الاكثر دقة في جولته العالمية والتي قد يؤدي اي خطأ فيها الى تعريض حملته الانتخابية للخطر.
ويلتقي سناتور الينوي مساء الثلاثاء العاهل الاردني عبد الله الثاني على مأدبة عشاء قبل التوجه الى اسرائيل.
وتأتي خطوات اوباما الاولى على الساحة العالمية على ارض خطرة في ظل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وكل خطوة يفترض ان يحتسب مسبقا رد فعل الناخبين الاميركيين عليها، لا سيما ان بعضهم يشكك في خبرته.
وبينما يرجح ان يلقى اوباما استقبال الابطال في اوروبا، تبقى هناك اسئلة كثيرة عالقة لدى مضيفيه في المنطقة حول سياساته تجاه الشرق الاوسط في حال انتخابه رئيسا.
فقد اثارت تصريحاته في حزيران/يونيو الماضي حول ضرورة ان تكون القدس عاصمة موحدة لاسرائيل غضبا عربيا، بينما دعوته الى التفاوض مع ايران موضع تساؤل لدى اسرائيل.
وعاد العاهل الاردني من الولايات المتحدة الى بلاده ليستقبل اوباما. وسيعقد اجتماع مغلق لنصف ساعة في القصر الملكي بين الرجلين قبل عشاء رسمي.
وقال مستشار في حملة اوباما الانتخابية ان quot;الاردن بلد مهم في المنطقة، ويلعب دورا مهما في عملية السلامquot;.
واضاف quot;من المناسب ان يحظى السناتور اوباما بفرصة للاستماع مباشرة من الملك الاردني ومستشاريه الى تصوراتهم للمنطقة والمخارج الممكنة لقضاياهاquot;.
واكد المستشار ان اوباما يزور الاردن ليستمع وليتحدث، رغم اعتبار مؤيدي خصمه جون ماكين ان هذه الرحلة ليست سوى عائق امام السياسة الاميركية.
واضاف quot;لدينا رئيس واحد، والسناتور اوباما ليس هنا لصنع السياسة او التفاوض بل لتبادل وجهات النظر بشكل مفيدquot;.
وحض العاهل الاردني الاثنين في كولورادو الولايات المتحدة على ضرورة ان يكون دورها المستقبلي قويا وفعالا في جهود السلام.
وقال في خطاب القاه في معهد آسبن ان quot;المنطقة على مفترق طرق في زمن يتسم بالخطر والتحدي، ولكنه ايضا مليء بالفرص الفريدةquot;.
واضاف ان quot;السلام في الشرق الاوسط قابل للتحقيق وكذلك مستقبل المنطقة كواحة للازدهار والاستقرار، وهذا اساسي من اجل تحقيق السلام والتقدم في عالمناquot;.
وتابع الملك عبدالله quot;لكي تتحرك الاحداث في الاتجاه الصحيح فعلى بلدينا (الاردن والولايات المتحدة) ان يمتلكا الارادة للعملquot;.
ويتوجه اوباما ليل الثلاثاء في زيارة الى اسرائيل والضفة الغربية حيث سيوضح الاربعاء مواقفه من النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.
وسيلتقي مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين ويزور نصب ياد فاشيم لضحايا المحرقة ويجول في مدينة سديروت المتاخمة لقطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة المقاومة الاسلامية حماس والذي يتعرض غالبا لقصف بالصواريخ الفلسطينية.
ويتناول سناتور الينوي العشاء الاربعاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت قبل اختتام زيارته التي تستغرق 15 ساعة امام حائط المبكى في وسط القدس القديمة.
وينتظر ان يتطرق اوباما في لقاءاته مع اولمرت في القدس ومع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله في الضفة الغربية الى عملية السلام التي تراوح مكانها والتي ترعاها الولايات المتحدة في الشرق الاوسط.
ورأى بعض المراقبين ان تصريحات اوباما حول القدس في حزيران/يونيو الماضي امام اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة جاءت كحكم مسبق على مسار مفاوضات الحل النهائي، الا ان فريق اوباما اعترف لاحقا ان هذه التصريحات كانت ضعيفة الصياغة.
وقال احد مستشاري المرشح الديموقراطي ان اوباما quot;قال باستمرار ان القدس هي احدى قضايا الوضع النهائي التي ستتم مناقشتها بين الاطراف المعنية، وانها ستبقى عاصمة لاسرائيل، لكن لا يجب ان تقسم مجددا بالاسلاك الشائكة ونقاط التفتيشquot;.
وقد استهل اوباما جولته الحالية في افغانستان. وزار ايضا الكويت والعراق. وعقب زيارته اسرائيل والاراضي الفلسطينية، سيتابع جولته في ثلاث دول اوروبية هي المانيا وفرنسا وبريطانيا قبل العودة الى الولايات المتحدة.