واشنطن: عندما يلتقي الرئيس الأميركي، جورج بوش، مع قادة أركان الجيش الأميركي، بمقر وزارة الدفاع quot;البنتاغونquot; الأربعاء، فإن قضية إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان، ستكون على رأس المشاورات.
وسوف يجري اللقاء، الذي يجري الإعداد له منذ عدة أسابيع، في قاعة المؤتمرات quot;تانكquot;، أكثر قاعات البنتاغون تأميناً، وفقاً لمسؤولين عسكريين بوزارة الدفاع الأميركية.
وأفاد مصدران مطلعان بأن بوش سيستعرض مع القادة العسكريين ما إذا كانت هناك حاجة إلى إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان، قبل أن يغادر مكتبه في يناير/ كانون الثاني المقبل.
ورفض المصدران الكشف عن هويتهما نظراً لأنهما غير مخولان بالتحدث إلى وسائل الإعلام حول تفاصيل تلك المشاورات، التي ستجري وسط أجواء شديدة السرية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، دانا برينو، للصحفيين الثلاثاء، إن إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان سيكون أحد الموضوعات التي سيتناولها الاجتماع بين الرئيس بوش بقادة البنتاغون، إلا أنها رفضت الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.
وكان مسؤول عسكري أميركي بارز قد كشف مؤخراً عن تزايد الحوار داخل البنتاغون، لتحريك المزيد من الموارد سريعاً باتجاه أفغانستان، مع ارتفاع معدل العنف هناك.
وحتى اللحظة، يعتبر قادة الكونغرس العراق ساحة القتال الرئيسية، إلا أن مطالب القادة العسكريين في أفغانستان بتخصيص المزيد من الموارد البشرية وسريعاً، تزايدت مؤخراً.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، أعرب وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، عن أمله بإرسال المزيد من القوات الأميركية إلى أفغانستان quot;في أقرب وقت ممكن.quot;
وكذلك، أكد أعلى مسؤول عسكري في البنتاغون، وهو رئيس هيئة الأركان المشتركة، الأدميرال مايك مولن، مطلع الشهر الحالي، أن استمرار تحسن الوضع الأمني في العراق سيتيح التحول نحو أفغانستان، وإرسال المزيد من القوات إلى هناك بنهاية العام.
وقال مولن إن quot;العدو في أفغانستان أصبح أكثر شراسة وقوة وتطوراً وتنوعاً، ونحن يمكننا أن نصبح أفضل، وينبغي علينا أن نكون كذلك.quot;
وأضاف قائلاً: quot;ثمة حاجة واضحة وملحة لنعرف ما ينبغي علينا القيام به من أجل زيادة عدد القواتquot;، موضحاً أن هذا يعني أيضاً أنه يجب دراسة وتحليل وضع القوات في أفغانستان.quot;
وشدد مولن على ضرورة التركيز على أفغانستان قائلا: quot;مما لا شك أن طالبان وأنصارها أصبحوا أكثر فعالية وعدوانية خلال الأسابيع الأخيرةquot;، وأضاف: quot;أرقام الضحايا الأخيرة تعكس الوضع بوضوح.quot;
ورغم أن التوقعات بدفع المزيد من القوات إلى الجبهة الأفغانية حتى العام المقبل، إلا أن قائد العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان، العميد مارك ميلي، شدد خلال مقابلة مع CNN، تمت عبر الأقمار الصناعية، على الحاجة الملحة للدفع بقوات إضافية الآن مع حلول موسم القتال.
وفيما يرى القادة الميدانيون إن التهديد في أفغانستان أعمق من مجرد تنامي أعداد المقاتلين الوافدين عبر الحدود الأفغانية، فقد قال ميلي إن قواته تواجه quot;مسلحين على مستوى أفضل من التدريب والقيادةquot;، على خلاف السنوات السابقة، مشيراً إلى الهجوم الذي أودى بحياة تسعة جنود أميركيين مؤخراً.