القدس، وكالات: يقوم المرشح الديموقراطي للبيت الأبيض باراك أوباما الأربعاء بزيارة لإسرائيل والضفة الغربية المحتلة، حيث وصل أمس إلى القدس ويتوقع أن يوضح مواقفه حيال النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. وفي يوم واحد، يلتقي اوباما رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ثم يزور نصب ياد فاشيم لضحايا المحرقة ومدينة سديروت التي كانت تتعرض لسقوط الصواريخ الفلسطينية قبل اعلان تهدئة.

وسيتناول سناتور ايلينوي العشاء الى مأدبة اولمرت قبل ان يختتم زيارته التي تستمر 15 ساعة بالتوقف عند حائط المبكى في القدس الشرقية. وكان اوباما توجه الى افغانستان والعراق والاردن، على ان يستكمل جولته الدولية في اوروبا.

وخلال لقائه اولمرت وعباس، سيبحث اوباما عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين التي تسعى ادارة الرئيس جورج بوش الى انجازها قبل نهاية ولايتها. كذلك، سيناقش المرشح الديموقراطي الملف النووي الايراني مع القادة الاسرائيليين الذين سبق ان تحفظوا عن الاقتراحات التي ساقها خلال حملته الانتخابية، وخصوصا دعوته الى اجراء حوار مباشر مع طهران. اما القادة الفلسطينيون فينتظرون من اوباما ان يوضح التصريحات التي ادلى بها في حزيران/يونيو، حين اكد ان القدس ينبغي ان تكون عاصمة لدولة اسرائيل، الامر الذي اثار حفيظة الفلسطينيين.

وفي تصريح ادلى به اوباما من مطار بن غوريون حيث حطت طائرته التي كتب عليها شعار حملته quot;التغيير الذي يمكننا ان نؤمن بهquot;، قال اوباما انه في حال انتخب سيعمل من اليوم الاول لولايته من اجل الدفع باتجاه اتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني.

ادانة عملية القدس

وفي تصريحه، ادان اوباما العملية التي جرت يوم الثلاثاء في القدس بواسطة جرافة يقودها فلسطيني ارتطمت بحافلة. وقال اوباما ان quot;هذه الحادثة تذكر بضرورة التوحد والعمل باستمرار من اجل التغلب على الارهابquot;. واضاف اوباما: quot;لا توجد اعذار وسأعمل مع الحكومة الاسرائيلية للتأكد من عدم وقوع وتكرار احداث كهذه، واني متضامن بالفكر وبالصلاة مع عائلات الذين تأذوا من جراء حادث اليوم (الثلاثاء)quot;.

وفي المحطة السابقة من زيارته الشرق اوسطية التقى اوباما الملك الاردني عبد الله الثاني في عمان وعقد مؤتمرا صحفيا تطرق فيه الى العراق والوجود الاميركي في افغانستان. وحول العراق الذي قدم منه، أكد أوباما أنه يريد سحب قوات بلاده من هناك بحلول عام 2010، وذلك في تناقض مع موقف الإدارة الجمهورية التي ترفض وضع جدول زمني لسحب الجيش الأميركي بعد خمس سنوات من غزو هذا البلد.

وبينما رحب quot;بتوافق الآراء المتنامي في العراق وأميركا حول وضع جدول زمنيquot;، توقع أوباما quot;اعادة توزيع القوات في العراق خلال 16 شهرا بشكل آمن بحيث تكون كتائبنا المقاتلة خارجا عام 2010quot;. وتحدث عن quot;تحسن في الوضع الأمني هناكquot; مؤكدا على quot;الحاجة لحلول سياسيةquot;.

الصحف البريطانية

وكالعادة، تحظى أخبار أوباما وصوره بحصة الأسد من تغطيات الصحف البريطانية، كما هي الحال مع غيرها من وسائل الإعلام العالمية والأميركية على وجه الخصوص، إلى الحد الذي أرغم منافسه الجمهوري السناتور جون ماكين إلى الخروج عن طوره وبث ناخبيه الشكوى من quot;التحيزquot; الذي يمارسه الإعلام ضده لصالح سناتور ألينوي الأسود.

وطالما كان الحديث عن أوباما ووهج حملته، فقد ركزت صحف اليوم على تصريحاته لدى وصوله إلى إسرائيل وتعهد فيها بالعمل حثيثا على إحلال السلام في الشرق الأوسط منذ اليوم الأول من وصوله إلى البيت الأبيض في حال فوزه بالرئاسة.

صناعة الأسطورة

ففي مقال تحليلي في الغارديان بعنوان quot;فلننس صناعة الأسطورة: إن أوباما هو بالضبط ما يحتاجه الشرق الأوسطquot;، يحدثنا الكاتب جوناثان فريدلاند عما يراه قدرة أوباما الخارقة على جعل صقور إسرائيل وحمائم العرب المحبين للسلام ينخرطون بعملية دبلوماسية نشطة لإحلال السلام في المنطقة. يقول الكاتب: quot;إن رئاسة أوباما ستعني الدبلوماسية النشطة والمنخرطة عميقا من أجل الجمع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبين الإسرائيليين والسوريين وغيرهم.quot;

ويردف قائلا: quot;إن كان البعض يشك بأن ليس هذا ما يريده العالم ويتوق إليه بشدة بعد سبع سنوات ونصف عجاف، فهم إذا بحاجة إلى بذل المزيد من الانتباه إلى الأمر.quot; إلا أن تقريرا لمراسلي التايمز في كل من واشنطن والقدس يتحدث عن نظرة الريبة والشك التي يتطلع بها الإسرائيليون إلى المرشح الديمقراطي الأسود quot;الساعي إلى الفوز بأصوات اليهود الأميركيين.quot;