رفض انتقاد بوش خارج أميركا ودعا إيران للتجاوب
تطابق كبير في آراء ساركوزي وضيفه أوباما في الاليزيه


باريس-برلين: استقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بقصر الاليزيه اليوم المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية السيناتور باراك اوباما حيث بحثا عددا من القضايا الدولية والعلاقات الفرانكو أميركية. وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي مشترك مع ضيفه ان محادثاتهما شهدت تطابقا كبيرا في وجهات النظر حيال القضايا التي جرت مناقشتها ومن بينها ايران وعملية السلام في الشرق الاوسط وافغانستان معربا عن تطلعه قدما للعمل مع الرئيس الأميركي المقبل في العديد من القضايا المهمة مثل التغير المناخي. من جانبه قال اوباما ان الشعب الأميركي quot; يقدر عميقا quot; مقاربة الرئيس ساركوزي للعلاقات الأميركية الفرنسية quot; واتشارك معه الرأي بان الولايات المتحدة واوروبا بامكانهما تحقيق الكثير عندما تتوحد الجهود quot;.

واوضح انهما راجعا بعض الاهداف المهمة التي يمكن للولايات المتحدة وفرنسا السعي لتحقيقها كما بحثا التحديات الامنية المشتركة مشيرا الى ان من بين تلك التحديات الامن بين الاسرائيليين والفلسطينيين quot;وهي قضية بالغة الاهمية لنا جميعاquot;. واضاف انه بحث مع ساركوزي الاوضاع المتحسنة في العراق مشيرا الى ان قضية المصالحة الوطنية العراقية quot;يجب ان تكون في طليعة اولوياتنا الى جانب التاكد من ان العراق قادر على الوفاء بتطلعات شعبهquot;.

ووصف اوباما الموقف في افغانستان بانه quot;حرج لاقصى الحدود فهناك حرب يتعين علينا الفوز بها ولا نملك خيارا آخرquot; مضيفا ان الولايات المتحدة بحاجة الى ارسال قوات اضافية الى هناك. ووافق ساركوزي على هذا الرأي بقوله quot;لا يمكننا السماح بالفشل في افغانستان وان ندع حركة طالبان تعودquot; الى السيطرة على الامور هناك مشيرا الى ان القرار الذي اتخذه مع الحكومة الفرنسية بارسال المزيد من القوات الفرنسية الى هناك يستهدف منع quot;العصور المظلمةquot; من العودة الى افغانستان واعتبره قرار quot;صعب لكنه استراتيجيquot;.

وتابع المرشح الديمقراطي التأكيد على أهمية التحالف والتفاهم مع أوروبا بما يتعلق بالسياسات الإستراتيجية مبيناً أثر ذلك على الداخل الأميركي. وخلال حديثه، شدد أوباما على الدور الأوروبي بأفغانستان، متجنباً توجيه انتقادات علنية للرئيس الأميركي، جورج بوش، عبر إشارته إلى أهمية أن يبقى للسياسة الخارجية الأميركية quot;صوت واحد،quot; وإن كان قد استغل الفرصة لدعوة إيران إلى قبول عرض الحوافز المقدمة لها من الغرب للتخلي عن برنامجها النووي.

غير أنه واصل إشاراته الإيجابية نحو قادة أوروبا بالقول: quot;أرى وبحزم، أن السياسة الخارجية الأميركية ستعتمد ليس فقط على قوتنا، بل على قدرتنا على الاستماع وبناء الاتفاقات، وسيكون هدف السياسة الخارجية لإدارتي العمل لضمان أمن الولايات المتحدة، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة الاستماع للحلفاء.

وفيما يتعلق بالشان الايراني قال اوباما انه اتفق مع ساركوزي على ان الموقف quot;خطيرquot; وان العالم بحاجة الى بعث رسالة واضحة الى ايران لانهاء برنامجها النووي quot;لانه يهدد بلادنا كما انه يعرض امن اسرائيل وباقي المنطقة للخطر واشيد بالدور الفرنسي الراهن واستخدامها الدبلوماسية لانهاء هذا التهديد ومن المهم ان تظل الولايات المتحدة والحلفاء الاوروبيين شركاء بالكامل في هذه الجهودquot;. وتوجه أوباما إلى المسؤولين الإيرانيين بدعوة عاجلة للتعاون قائلاً: quot;لا تنتظروا الرئيس (الأميركي) المقبل، لأنني أعتقد أن الضغط سيزداد.quot;

وتوجه أحد الصحفيين بسؤال لأوباما حول قضايا خلافية بينه وبين البيت الأبيض، بما يتعلق بالسياسة الخارجية، فتجنب المرشح الديمقراطي الإجاية قائلاً: quot;لدينا تقليد في الولايات المتحدة يقضي بعدم انتقاد الرئيس عندما نكون في دول أخرى.. من المهم جداً أن تكون السياسة الخارجية للولايات المتحدة ممثلة من خلال صوت واحد.quot;

وتابع قائلا انه يتعين على ايران القبول بحزمة المحفزات والعروض المطروحة عليها حاليا مقابل التخلي عن انشطة تخصيب اليورانيوم quot;ولا يجب ان تنتظر ايران الرئيس (الأميركي) القادم لانني اعتقد ان الضغوط ستواصل التراكمquot;. وانهى اوباما بعد المؤتمر زيارة قصيرة الى فرنسا متوجها الى بريطانيا آخر مراحل جولته التي بدأها بزيارة افغانستان قبل ان يصل الكويت ومنها الى العراق والاردن ثم الاراضي الفلسطينية واسرائيل. وكان أوباما قد ضاعف الجمعة من حجم الهوة التي تفصل رؤيته للسياسة العالمية عن رؤية البيت الأبيض، وذلك من خلال إظهار الرغبة في تعميق العلاقات بين واشنطن وأوروبا، وإشراك دولها في القرار السياسي الدولي، بخلاف الرئيس جورج بوش، الذي افترق عنها بسبب quot;الحرب على الإرهاب.quot;

باراك اوباما الى لندن

هذا و وصل اوباما الى لندن، المحطة الاخيرة من جولة ترمي الى تعزيز وضعه الدولي وشملت الشرق الاوسط واوروبا. وسيلتقي اوباما في لندن رئيس الوزراء غوردن براون وسلفه توني بلير الذي يشغل في الوقت الراهن منصب المبعوث الدولي للسلام في الشرق الاوسط، وزعيم الحزب المحافظ (معارضة) ديفيد كاميرون.

وستتمحور محادثات اوباما في لندن حول العراق وافغانستان حيث تقاتل القوت البريطانية الى جانب القوات الاميركية، وحول الوضع في الشرق الاوسط. وعلى غرار اوباما، زار براون في الفترة الاخيرة العراق واسرائيل والاراضي الفلسطينية.

وخلال زيرته الى واشنطن في نيسان/ابريل، التقى براون باراك اوباما وهيلاري كلينتون التي كانت في ذلك الحين منافسة اوباما في الحصول على ترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية، ومرشح الحزب الجمهوري جون ماكين. وفي اذار/مارس، استقبل براون جن ماكين في داونينغ ستريت.

وسيعود اوباما الى الولايات المتحدة مساء السبت.