غزة: قالت مصادر في فتح إن قوات الأمن والشرطة التابعة لحماس اقتحمت مكاتب وكالة الأنباء الفلسطينية quot;وفاquot; من بين نحو أربعين مكتبا تابعا لحركة فتح، وقامت بمصادرة أجهزة كمبيوتر وملفات منها. فيما شيعت في غزة جنازات ستة أشخاص قتلوا في ثلاثة انفجارات هزت قطاع غزة الجمعة وأبرزت إلى السطح ثانية التوتر الشديد بين حركتي فتح وحماس.

وقال المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في غزة ان هذه القوات قامت باغلاق عشرات المنظمات المدنية والجمعيات الخيرية والنوادي الرياضية المرتبطة بحركة فتح. واعتقلت قوات حماس ضمن حملة المداهمة هذه 162 من نشطاء فتح وأقامت نقاط تفتيش في أنحاء القطاع.

ومن بين المعتقلين أحمد ناصر القيادي السياسي لفتح في القطاع وأبو العبد خطاب وهو لواء سابق في السلطة الوطنية الفلسطينية. والإثنان من كبار مسؤولي فتح في القطاع. كذلك من بين المعتقلين سواح أبو سيف الذي عمل سابقا كمصور لقناة تليفويونية ألمانية، إلا أن مصادر أمنية أكدت أنه ناشط في فتح اعتقل للاشتباه به وليس لأنه صحفي.

انفجارات

وكان خمسة فلسطينيين قتلوا وأصيب اثنان وثلاثون على الأقل في انفجار سيارة قرب استراحة في شاطئ غزة. ووقع الانفجار، وهو الثالث في سلسلة الانفجارات في غزة في أقل من أربع وعشرين ساعة، في وقت يعج فيه الشاطئ بالناس، وقتل فيه قيادي من كتائب عز الدين القسام ـ الجناح العسكري لحركة حماس ـ وطفلة في السادسة.

بينما وقع الانفجار الأول خارج مقهى الجزيرة، والذي تعرض لهجومين مماثلين قبل ذلك يعتقد أن إسلاميين متشددين كانوا وراءهما. وأدى الانفجار إلى جرح ثلاثة أشخاص ومقتل الرجل الذي فجر القنبلة. وحدث الانفجار الثاني حين انفجرت قنبلة خارج منزل مروان أبو راس عضو المجلس التشريعي وأسفرت عن خسائر طفيفة فقط.

ومن بين القتلى عمار مصبح القيادي في الحركة، وإياد الحية ابن شقيق خليل الحية القيادي البارز في الحركة، ونضال المبيض واسامة الحلو. واتهم خليل الحية الذي جرح ابنه أسامة أيضا في الانفجار جماعات فلسطينية quot;تتعاون مع العدوquot; بأنها وراء الانفجار. وقال الحية quot;إنه فعل جماعات تحاول زعزعة استقرار الشعب الفلسطيني وبالتالي مساعدة العدوquot;.

وقال مراسلنا شهدي الكاشف إن حالة من التوتر تسود القطاع، وإن المداهمات امتدت لتشمل مقار البلديات في خان يونس ودير البلح وبعض مكاتب نواب فتح في المجلس التشريعي ومنهم النائب زياد أبو عمرو. واتهمت كتائب عز الدين القسام quot;الجماعات التي فرت من قطاع غزةquot; بالتسبب في الانفجار. وقالت مصادر في اجهزة حماس الأمنية إن عناصر من فتح تورطت في الانفجارات.

وقال خليل أبو ليلى القيادي في حماس لبي بي سي إن هناك أدلة كثيرة على تورط فتح من أهمها بيان صدر موقعا باسم كتائب العودة حركة فتح يتبنى الانفجارات ويعد بعودة فتح للقطاع. ووصف أبو ليلي ذلك بأنه quot;جريمة نكراء تعتبر تكملة للدور الصهيوني في ملاحقة المجاهدينquot;.

وأشار إلى أن فتح لم تصدر حتى الآن بيانا مكتوبا ينفي ما جاء في بيان كتائب العودة. وقال القيادي في حماس إن هناك جهات مسؤولة وقضاءا عادلا في غزة سيتولون الموضوع، وأضاف أنه تجري تحقيقات مع المتهمين ومن يثبت تورطه سيقدم لمحاكمة عادلة.

فتح تنفي

وكانت فتح قد نفت التورط في هذه الانفجارات، وقال إبراهيم أبو النجا القيادي في فتح في غزة إن هذه ليست المرة الأولى التي توجه فيها مثل هذه الاتهامات للحركة. وأضاف أن حماس أذاعت قبل ذلك اعترافات لمشتبه بهم قالت إنهم من فتح ثم أفرجت عنهم، وأضاف أن هذه الاتهامات quot; مقدمة للزج بنا جميعا في السجونquot;.

ودعا أبو النجا إلى تشكيل هيئة مستقلة للتحقيق في هذه الأحداث وقال quot; نريد جهة محايدة ونزيهة تتولى التحقيقquot; ، واقترح أن تضم هيئة التحقيق أعضاء في الفصائل الفلسطينية الأخرى وعناصر مستقلة. واستولت الحركة على السلطة في قطاع غزة في حزيران/يونيو من العام الماضي من حركة فتح التي يترأسها محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.