واشنطن: يرى خبراء أن الولايات المتحدة تحقق النصر في حرب كان يعتقد أنها خاسرة، ورغم المواجهات والهجمات الإرهابية المتقطعة، والمتوقع استمرارها لسنوات مقبلة، إلا أن في مقدور واشنطن وبغداد تحويل التركيز من العمليات القتالية إلى عمليات الإعمار.
ورغم اندلاع أعمال عنف بين حين إلى آخر، إلا أن العراق بلغ مرحلة، لا تملك فيها المليشيات المسلحة، التي هيمنت يوماً على مدن بأكملها، القوة لتهديد الحكومة المركزية.
ويقول المحللون إن في بلوغ تلك المرحلة نهاية لمرحلة العمليات القتالية، وليس للحرب ككل أو دور القوات الأميركية الذي سينتقل إلى تدريب قوات الأمن العراقية، ومنع تهريب الأسلحة من إيران، ودعم الروابط بين بغداد والحكومات المحلية.
وقال قائد القوات الأميركية في العراق، الجنرال ديفيد بتريوس، لوكالة الأسوشيتد برس في وقت سابق من الأسبوع، إن المؤشرات الأولية تدل على أن قيادات القاعدة تنظر في تحويل اهتمامات التنظيم من حرب العراق إلى الأخرى التي تخوضها القوات الأميركية في أفغانستان.
ومن جانبه قال السفير الأميركي لدى العراق، رايان كروكر، للوكالة إن التمرد المسلح وهن إلى درجة لن يقوى بعدها على تهديد مستقبل العراق.
وأضاف قائلاً: quot;من الواضح للغاية، إن المسلحين ليسوا في وضع يتيح لهم الإطاحة بالحكومة، أو حتى تحديها.. في الحقيقة أو حتى مواجهتها.. ما تبقى من التمرد يحاول التشبث.quot;
وعقب ستيفن بيدل، المحلل في مجلس العلاقات الخارجية الذي قدم استشارات لبتريوس حول إستراتيجية الحرب، على الوضع: quot;شارفنا من نقطة تبدو فيها نهاية للعنف الجماعي في العراق.quot;
ولم يشر تعليق بيدل صراحة إلى انتهاء الحرب في العراق، إلا أنه تحدث عن انتقال المهام الأميركية من مقاتلة المسلحين إلى الحفاظ على السلام.
وأقنع تصريح الرئيس الأميركي جورج بوش السابق لأوانه - quot;أكملنا المهمةquot; - في مايو/أيار عام 2003، القيادات العسكرية في الميدانية بتبني إستراتيجية الوعد بالقليل، وإرفاق كافة الإنجازات بتحذير من أن quot;الوضع الأمني مازال هشاً.quot;
ولا يزال العراق يواجه تحديات جسيمة، منها التناحر الطائفي، والصراع على القوى بين السنة والشيعة والأكراد والعرب، إلى جانب الفساد، التي يشعل أي منها، القتال مجدداً.
وتظهر الإحصائيات تدني حصيلة القتلى إلى أدنى المستويات خلال أربع سنوات، حيث لقي أربعة جنود أميركيين مصرعهم، حتى اللحظة، خلال هذا الشهر، مقارنة بـ66 في يوليو/تموز العام الماضي.
كما تراجعت هجمات المسلحين من 160 هجوماً يومياً في المتوسط، في ذات الفترة من العام الماضي، إلى أقل من عشرات الهجمات يومياً هذا الشهر.