واشنطن: خلص تقرير بشأن تدقيق حسابات إلى أن ملايين الدولارات الأميركية ربما أهدرت بسبب عدم وفاء شركة بارسون ديلاوير الأميركية بمقتضيات عقد لإنشاء عدد من المرافق في العراق كانت قد منحته لها وزراة الدفاع (البنتاجون). وجاء في التقرير أن العقد، الذي تبلغ قيمته 900 مليون دولار، كان يستهدف بناء محاكم وسجون ومراكز شرطة ومقرات أجهزة أمنية في العراق.

ومن المقرر أن يصدر التقرير، الاثنين، عن المفتش العام، ستيوارت بوين، الذي كلفه الكونجرس بتدقيق حسابات تخص مشروعات في العراق. وانتهى التقرير إلى أن شركة بارسون ديلاوير التي تعاقدت معها وزارة الدفاع الأميركية لم تنجز سوى ثلث المشروعات التي تعهدت بإكمالها ومجموعها 53 مشروعا.

وجاء في التقرير quot; رغم أن الفشل في إكمال بعض المشروعات أمر مفهوم بسبب طبيعتها المعقدة والبيئة الأمنية غير المستقرة في العراق، فإن ملايين الدولارات المهدرة يُرجح أنها تُعزى إلى أن المشروعات المنصوص عليها في العقد إما لم تُكمل أو فُسخت عقودها قبل إكمالها أو تركت دون إكمالهاquot;.

ويُذكر أن العقد هو أحد عقود الإنشاءات التي منحها الجيش الأميركي عام 2004 للشركة في إطار جهود إعادة إعمار البنية التحتية في العراق والتي شملت مجالات مختلفة منها المرافق الأمنية والسجون والمياه والنفط والكهرباء والنقل.

مراكز تدريب

وكان يُفترض أن تنشىء شركة بارسون مرافق لتدريب قوات الشرطة والدفاع المدني ومحكمتين ومراكز مكافحة الحرائق ومرافق خاصة بمراقبة الحدود. وقال التقرير إن أكثر من 142 مليون دولار أميركي أو نحو 43 في المائة من الموارد المالية التي صرفت إلى حد الآن quot; أُنفقت على مشروعات إما فُسخت عقودها أو ألغيت رغم أن عددا من المشروعات الأخرى أُكملت في نهاية المطافquot;.

وأضاف التقرير أن التأجيل المتكرر للإنشاءات المقررة حدا بالحكومة العراقية إلى إلغاء إكمال بناء سجنين كانت الشركة قد شرعت في بنائهما: أحدهما في الناصرية والثاني في خان بني سعد. وتابع التقرير أن سجن الناصرية أُكمل لاحقا من طرف متعاقد آخر لكن سجن خان بني سعد سُلِّمَ إلى الحكومة العراقية دون إكماله لكن لا يبدو أن الحكومة تخطط لاستخدامه.

وقال التقرير إن 40 مليون دولار أميركي صرفت على سجن خان بني سعد دون أن يتم إنهاء الأشغال فيه. وجاء في التقرير quot; بالنظر إلى حالة سجن خان بني سعد (غير مكتمل البناء)، فإن المبلغ المصروف عليه قد يكون أهدر في نهاية المطاف لأن الحكومة العراقية لا تملك خططا في الوقت الراهن لإنهاء الأشغال فيه أو استخدام المرفق (كما هو)quot;. وخلص التقرير إلى أن quot;مواطن ضعف كبيرةquot; شابت عملية إشراف الحكومة على العقد، مما أنشأ quot;بيئة مشجعة على الهدر وعدم الكفاءةquot;.

كلفة حرب العراق

وعلى صعيد آخر، كشف تقرير للكونغرس الأميركي ان اجمالي تكلفة حرب العراق تقارب كلفة حرب فيتنام، وهي ثاني الحروب من حيث الكلفة بعد الحرب العالمية الثانية. وأوضح تقرير خدمات الابحاث في الكونغرس أن كلفة حرب العراق تشكل أكثر من 94 في المائة من كلفة حرب فيتنام والتي بلغت 686 مليار دولار. ويضيف التقرير أن الانفاق الاميركي على العمليات العسكرية بشكل عام منذ الحادي عشر سبتمبرأيلول/ 2001، قد فاق كلفة حرب فيتنام.