بيروت، وكالات: تعقد اللجنة الوزارية لصياغة البيان الوزاري جلستها العاشرة اليوم، لمناقشة علاقة الدولة quot;بالمقاومةquot; ومرجعية إستخدام السلاح. فـquot;حزب اللهquot; شنّ امس هجوما على عمل اللجنة على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد. أما الرئيس نبيه بري فأشار عبر صحيفة quot;السفيرquot; إلى أن مهلة الثلاثين يوما لتقديم الحكومة بيانها قد شارفت على الانتهاء، موضحا انه اذا انتهت المهلة الدستورية سيصار الى اجراء استشارات نيابية جديدة ملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومةquot;.

فرعد الذي دعا الى ان يتولى الجيش اللبناني مهمة الدفاع عن الوطن وquot;لكنهم يورطونه في الداخل لاستنزاف قدرتهquot;، قال: quot;يستطيعون ان يناقشوا في قرار الحرب والسلم ولكن لا يستطيعون ان يسلبوا حق الشعب اللبناني في الدفاع عن نفسه وأرضه. المكابرة احيانا تصنع السقطات وتودي بأصحابها الى منزلقات خطيرة، اللعبة التي يلعبونها حول إشكالية حق المقاومة بنص في البيان الوزاري واضح وصريح، هي لعبة خطرة، وهذا الغاء لحق المقاومة وشعبها، ليس من حقهم ولا من صلاحيتهم ذلك، هذا اعتداء وهذا بمثابة اعلان حرب، ليحذروا من الاستمرار في هذه اللعبة، نحن لم نحتمل ان يتم التعرض بقرار لمس شبكة اتصالات المقاومة، فكيف يمكن لشعبنا ان يحتمل توجها يلغي حق المقاومة من البيان الوزاري للحكومة؟quot;. اضاف: quot;ان المطلوب من المقاومة ان لا ترتاح بحكومة الشراكة الوطنية ولا بحفظ حقها في البيان الوزاري، ولا بإنماء مناطقها المحرومة. المطلوب ان تبقى المقاومة محاصرة مضيّقا عليهاquot;.

مواقف رعد استدعت اكثر من رد، فخرج وزير الدولة نسيب لحود من جلسة اللجنة الوزارية بعض الوقت ليرد على رئيس كتلة quot;الوفاء للمقاومةquot; معتبراً ان quot;تصريح النائب رعد تضمن عبارات حرب واعتداءات هي غريبة عن الجو السائد في اللجنة الوزارية، مشدداً على ان هذا الكلام quot;سيفسر في كثير من الاحوال ولدى كثير من الناس كضغوط وتهديدات تمارس على هذه اللجنةquot;. وتمنى على النائب رعد ان يصدر تصحيحا او توضيحا لهذا الكلام quot;خدمة للاجواء الجدية التي تعمل فيها هذه اللجنةquot;. وبعد انتهاء اجتماع اللجنة الوزارية قرابة الحادية عشرة والنصف ليلا، اعلن وزير الاعلام طارق متري ان quot;معظم النقاش دار حول حق الدولة في حماية لبنان وتحرير الارض المحتلة بكل الوسائل المتاحة والمشروعة ودورها وعلاقتها بالمقاومةquot;. واكد quot;ان خير وسيلة لمساعدتنا للتوصل الى اتفاق لا يتم باستعمال اللغة الحادة والتهديد والعودة الى لغة ما قبل اتفاق الدوحةquot;.

أما رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط فانتقد بـquot;دفءquot; تصريحات رعد ، داعياً إلى وقف السجالات والشتائم، ومعتبراً أن الطلاق مستحيل بين اللبنانيين لكن يجب توضيح العلاقة بين quot;حزب اللهquot; والدولة، وأن السلاح لا يحمي السلاح، كما أن السلاح المضاد لا يحمي الدولة ولا يجدي نفعاً. كلام جنبلاط جاء في مقابلة مع محطة quot;الجديدquot; حيث شدد على أنهquot; باق في 14 آذارquot;، واعتبر quot;اننا نستطيع ان نوفق بين المقاومة والدولةquot; في البيان الوزاري. كذلك طالب باعادة قضية فلسطين والبعد العروبي الى صلب quot;14 آذار. وفي موقف متقدم، اعتبر جنبلاط ان لا مشكلة في إجراء الانتخابات مع وجود السلاح بحوزة quot;حزب اللهquot;، كما انتقد بشدة quot;أولئك الذين حملوني لوحدي مسؤولية صدور القرارين الشهيرينquot;.

إلا أن اللافت في المواقف السياسية امس المواقف التفاؤلية الصادرة عن وزراء في quot;تكتل التغيير والاصلاحquot; حول قرب انجاز البيان الوزاري واضفاء اجواء مرنة على المناقشات الجارية في شأنه. فنائب رئيس مجلس الوزراء عصام ابو جمرا افاد ان quot;القسم الشائك من البيان الوزاري الذي يتصور الناس انه لم ينته قد انتهىquot;، متوقعاً اعلان البيان الوزاري اليوم. كذلك توقع وزير الزراعة الياس سكاف صدور البيان الوزاري اليوم او غداً آملاً في ان تؤدي الاتصالات الجارية بين مختلف الافرقاء الى حلحلة العقد القائمة امام صدور البيان. وأكد وزير الاتصالات جبران باسيل حصر النقاط الخلافية بين أعضاء اللجنة الوزارية من دون حسمها، وقال: quot;لسنا بعيدين عن اعلان صياغة موحدة ومشتركة للبيانquot;.

وأفادت مصادر في اللجنة الوزارية لصحيفة quot;السفيرquot; ان النقاش ما زال مستمرا حول موضوع المقاومة، وهو اتسم بالصراحة لكنه ما زال يدور حول نفسه في ظل التجاذب بين منطقين أحدهما يقول بوجوب الاعتراف بحق المقاومة استنادا الى واقع موجود وضروري يجب التعامل معه بعدما أثبت فائدته، ومنطق آخر يقول بحق الدولة في ان تقرر المقاومة وكيفية استخدامها. واستغربت المصادر إصرار البعض في اللجنة على مصادرة الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية والرؤية المتعلقة بها من خلال مواقف مسبقة تختصر كل هذه المسألة تحت شعار ضرورة ان نتفق منذ الآن في البيان الوزاري على دور الدولة ووظيفتها في المقاومة بما يجعل الحوار المفترض بلا معنى.

وعلمت صحيفة quot;المستقبلquot; أن وزراء 14 آذار في اللجنة افتتحوا الجلسة بإثارة تصريحات رئيس quot;كتلة الوفاء للمقاومةquot; النائب محمد رعد واعتبروها عودة إلى لغة التخوين والتهديد غير المقبولة، فيما اعتبر وزير quot;حزب اللهquot; محمد فنيش أن تصريحات رعد هي جزء من المناخ السياسي الأمر الذي رفضه وزراء 14 آذار.

حزب الله سيعترض الطيران الحربي

الى ذلك نقلت صحيفة quot;معاريفquot; عن تقرير أمني أن خبراء أمنيين إسرائيليين يرجحون ان يركز quot;حزب اللهquot; جهوده الآن على عمليات اعتراض الطائرات الحربية الإسرائيلية التي تخرق الأجواء اللبنانية باستمرار.

وقال هؤلاء الخبراء إن الأسلحة الموجودة حاليا بحوزة quot;حزب اللهquot; ليست كافية لضرب القوات الجوية الإسرائيلية، ولذلك فإنه يتزود بأسلحة أكثر تطوراً. وأضافوا انه quot;بعد عملية تبادل الأسرى، تبنى quot;حزب اللهquot; إستراتيجية دفاعية، وهذا يعني أنه لا توجد حاجة لاستخدام مزارع شبعا أو أسرى كمبرر لتنفيذ عمليات، ومن الآن وصاعداً سيحرسون لبنانquot;.

ولفتت الصحيفة الى انه ووفق تحليل الخبراء الإسرائيليين فان quot;حزب اللهquot; سيحاول من خلال هذا التوجه العمل ضد إسرائيل في قضية هي محل إجماع واسع في لبنان quot;لمنع اختراقات السيادة اللبنانية التي يسجلها الجيش الإسرائيلي، والتي معظمها في الجو وبعضها في البحرquot;.

ونقلت عن مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي ان quot;حزب الله لا يريد المخاطرة (وجر)، رد إسرائيلي، ولذلك فإن طائرات سلاح الجو قد تكون هدفا مناسبا بالنسبة لهquot;، مشيرة وفق تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي إلى quot;ان quot;حزب اللهquot; يتعرض لانتقادات داخلية ومن جانب إيران أيضا كونه لا ينشغل في مقاومة إسرائيل، ولذلك فإنه قد يذعن لهذه الضغوطquot;. وقالت مصادر أمنية إسرائيلية ان quot;حزب اللهquot; حاول تنفيذ عمليات ضد أهداف يهودية خارج إسرائيل انتقاما لاغتيال القيادي العسكري في الحزب عماد مغنية، إلا أنه تم إحباط هذه المحاولات.