الكويت: أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمر موسى أن اقتراح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في قمة شرم الشيخ..لو أخذ به قبل بدء الحرب على العراق quot;لجنب الشعب العراقي والمنطقة شرورا كثيرة quot;. وأضاف موسى في حوار لصحيفة quot; اوان quot; الكويتية أجراه محمد الرميحي ردا على سؤال..quot; لو عدنا ست سنوات سابقة وأعدنا أجواء اجتماع شرم الشيخ واقتراح المرحوم الشيخ زايد بتنحي صدام حسين عن الحكم..فهل تعتقد أنه لو أخذ بذلك القرار على صعوبته لأبعدنا الشعب العراقي والمنطقة عن شرور كثيرة حدثت quot;

ورأى موسى أن الدرس الرئيس الذي يجب على العرب أخذه من هذا الموضوع هو quot; أن نجلس سويا - نحن العرب- ونتحدث بإخلاص وانفتاح لنتفق على بعض الخطوات الرئيسة الاستراتيجية quot;..وقال quot; لو كنا نفعل هذا لاختلف الوضع اختلافا كبيرا quot;.

وفيما إذا كانت فكرة الدوحة هي الحل الأفضل للمشكلات العربية-العربية..قال موسى يجب أن نكون موضوعيين ومنصفين فالإخوان في قطر احتفظوا بعلاقات إيجابية مع كل الأطراف ولديهم قدرات جاهزة quot; بكل معانيها quot; لدعم العمل العربي وتسهيل الأمور ويجب أن نحيي هذا التوجه لدى قطر والذي يمكن أن يتكرر مع غيرها مذكرا باتفاق الطائف واتفاق القاهرة ومحطات أخرى في مسيرة العمل العربي المشترك.

وحول ما إذا كان يمكن تكرار تجربة الدوحة للموضوع الفلسطيني أكد موسى..أن هناك قوى عربية تعمل على حل قضايا أخرى عالقة .. مشيرا إلى أن عمل الجامعة العربية وضح في معالجة قضايا السودان والصومال وكانت الجامعة إلى جانب قطر في المصالحة اللبنانية ولا يجب أن نغفل جهود اليمن في المصالحة الفلسطينية ومصر في التهدئة بين حماس وإسرائيل.

وبشأن جهود الجامعة في الخلاف السعودي- السوري .. قال quot; إن الخلاف السعودي السوري سوف ينتهي قريبا، أو دعني أتوقع ذلك وآمل فيه والطبيعي في الأمور أن تكون العلاقة السعودية - السورية علاقة تقارب quot;.

وأضاف أنه بالنسبة للمشكلات السياسية quot; استطعنا أن نعالج أزمة لبنان في شكلها الراهن في زمن قياسي بمبادرة عربية ..مشيرا إلى أن موضوع السودان سواء ما يتصل بالعلاقة بين الشمال والجنوب أو دارفور..تتعامل فيه الجامعة العربية بدرجة عالية من الفاعلية تتناسب مع التحديات التي يتعرض لها السودان ولا نزال في خضم هذا التحدي quot;.

ولفت إلى أن الجامعة العربية نجحت في السودان في المفاوضات التي أدت إلى تشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس وكذلك الاجتماعات العربية..والعربية الإفريقية أي أن الجامعة والاتحاد الإفريقي كانا متعاونين متناسقين وهذا في حد ذاته يحسب للسياسة العربية الجماعية التي تمثلها الجامعة العربية التي عملت على تجاوز الحساسيات من منطلق فهم وتقدير للظروف السياسية التي تختلف من منطقة إلى منطقة داخل المجتمع العربي quot;.

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن موضوع العراق الذي عقد مؤتمر المصالحة الأساسي بشأنه في الجامعة العربية 2005 وانتهى إلى وثيقة مهمة للغاية وافق عليها كل الأطراف العراقية حيث اجتمع زعماؤه لأول مرة وتعرف بعضهم على بعض.

ولفت الى أنه لولا وجود أصابع إقليمية ودولية لم تكن تريد أن يكون حل مشكلات العراق عربيا لوضعنا العراق على طريق الحل .. مؤكدا أن الجامعة تعتبر موضوع فلسطين المشكلة الأم والأهم وحلها يمكن أن يؤدي إلى تهدئة الوضع في مجمل منطقة الشرق الأوسط وتعقيدها سيؤدي إلى تعقيد كل المشاكل فلا يزال عصيا على التسوية للأسباب المعروفة والتي يجب أن يأخذ العالم العربي منها موقفا حاسما وليس موقفا مترددا حذرا خائفا .

وقال quot; إن المسار الأخير الذي أدى إلى quot; أنابولس quot; وقبله اجتماع مجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية والمذكرات والنقاط التي طرحت وأدت إلى اجتماع quot; أنابوليس quot; كانت مصاغة بتدخل مباشر من الجامعة العربية مع الاتحاد الأوروبي ومع الولايات المتحدة..والحقيقة أنني من الناحية السياسية لا أشعر أننا قصرنا quot;.

وحول عملية السلام..أوضح موسى أن عملية السلام التي بدأت في التسعينيات هي التي ماتت وليس السلام وحاولنا إحياءها وكان مؤتمر أنابوليس الدولي ضمن محاولات الإحياء إلا أن هناك انحيازا خطيرا نحو إسرائيل وسياستها ومن ثم لا يبدو أننا سوف نصل إلى سلام عادل وشامل في إطار أنابوليس quot;.

ونفى موسى أن تكون الجامعة العربية مهتمة بمشكلات الشرق وتهمل القضايا العربية في المغرب العربي والشمال الإفريقي وقال quot; هذا ليس صحيحا والجامعة العربية تعمل في كل القضايا والمغرب العربي له دور كبير في نشاط الجامعة quot;.

وحول ما اذا كانت موازنة الجامعة تعاني من العجز اعترف موسى بأن العجز لا يزال موجودا وقال quot; لكنه عجز عادي وليس العجز الناتج عن عدم دفع المستحقات والمساهمات quot;.. مضيفا أن الوضع المالي أصبح أفضل بكثير من السابق وهناك احتياطي يتشكل ومتأخرات تُدفع ولكن لا تزال دول لا تدفع بعضها عن عجز وبعضها عن قرارات غير مفهومة ولا مبررة .

وقال منذ توليت هذا المنصب طلبت من دول عربية أن تدفع مبالغ لمساعدتي خارج الموازنة ولكن بصناديق رسمية وحصلت على مبالغ جيدة دُفعت أنقذت الجامعة ولا تزال ومن هذه الدول الإمارات والمملكة العربية السعودية وعمان وقطر .

وقال إن الجامعة العربية تتحرك في خضم كبير من المشاكل ليست سياسية فقط ولكن هناك مشاكل اجتماعية كبيرة تتعلق بقضايا التنمية والإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في العالم العربي، وأخرى تتعلق بوضع العالم العربي والإسلامي في ميزان التحدي الذي فرضته سياسة صراع الحضارات..مؤكدا أن مشاكل التنمية والإصلاح وصراع الحضارات ستأخذ مجهودا كبيرا لأنها الأجندة الخاصة بالقرن الحادي والعشرين، وكيفية إدخال المجتمعات العربية في إطار نظامه دون فقدان الهوية.

وحول عضوية إيران كمراقب في الجامعة العربية..قال موسى أنه يجب أن نحدد الموضوع بشكل دقيق إيران دولة مهمة في المنطقة وهي باقية فيها ولن تغادرها مثل غيرها ولا بد من إيجاد علاقات تسمح بالتعامل الجدي والإيجابي والذي يحقق المصلحة المشتركة والأمن الإقليمي ومشاركة إيران في التعامل مع الأوضاع العامة في هذه المنطقة مهمة وكذلك تركيا وهي أيضا قوة شرق أوسطية وإسلامية مهمة.

وأوضح أن هناك حضورا دائما للمرأة العربية في الجامعة وكانت السيدة نانسي باكير من الأردن أمينة عامة للشؤون الاجتماعية وأصبحت الآن وزيرة للثقافة..والآن اتفقنا على تعيين سيدة أمينة عامة مساعدة من الأردن أيضاً هي السيدة سيما بحوث وكذلك سيدة أخرى من البحرين سوف تتولى منصبا يتعلق بالتعليم في العالم العربي.

وتركزت موضوعات المقابلة على اهتمامات الجامعة العربية في المجالات السياسية والاقتصادية والتنمية والإصلاح والشفافية في اجتماعاتها وصراع الحضارات والنزاع بين العرب والغرب والعلاقات العربية مع الدول الغربية إضافة إلى الشرعية الدولية والشراكة المتوسطية والحوار مع ايران ودور البرلمان العربي والإعلام العربي.