هاغل وريد عن أوباما: مؤهل لتولي منصب القائد العام للجيش

شيكاغو-بكين: كرست الجولة التي قام بها المرشح الديمقراطي الى البيت الابيض باراك اوباما الى الخارج وضعه كنجم سياسي دولي لكن يبقى معرفة ما اذا كان الترحاب والتأييد الذي حظي به خارج البلاد سيترجم في صناديق الاقتراع. فالحفاوة التي استقبله بها حشد من نحو مئتي الف شخص في برلين وكذلك استقبال القادة الذين التقاهم طوال الايام الثمانية التي استغرقتها جولته لا تضمن لسناتور ايلينوي (شمال) جني ثمار منها اثناء الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر في ولايات موضع منافسة شديدة مثل اوهايو (شمال) او بنسلفانيا (شرق).

ويبدو ان اوباما الذي عاد الى الولايات المتحدة في وقت متاخر مساء السبت، انهى جولته المحفوفة بالمخاطر السياسية بدون هفوات ما اثار خيبة امل منافسه الجمهوري جون ماكين. وقد رحبت الصحافة الاميركية بالاجماع الاحد بنجاح هذه الجولة لكنها تساءلت في الوقت نفسه عن وقعها داخل الولايات المتحدة. وتحدثت كاتبة افتتاحية صحيفة نيويورك تايمز مورين دود عن محطة المرشح الديمقراطي الباريسية ولقائه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، معتبرة انها جديرة بquot;فيلم فرنسي (...) رجل ورجلquot; في تلميح الى فيلم المخرج الفرنسي كلود لولوش quot;رجل وامرأةquot;.

وقالت انها قالت للمرشح الديمقراطي مازحة quot;لا بد وانك ترغب في سيجارة بعد ذلكquot;. واجابها اوباما مبتسما quot;اعتقد اننا سنتمكن من العمل سويا بشكل ايجابيquot;. وتساءلت صحيفة واشنطن بوست بدورها عما اذا كانت هذه الجولة ستسمح quot;بازالة الشكوك حول قدرة (باراك اوباما) لان يكون رئيسا؟ واذا كان غير قادر فمن سيكون قادرا اذا؟quot;. ويعتبر فريق اوباما انه ما زال الوقت مبكرا لمعرفة ما اذا كانت زيارة الكويت وافغانستان واسرائيل والاردن والمانيا وفرنسا وبريطانيا، حققت اهدافها بتقليص الفارق مع جون ماكين في استطلاعات الرأي حول مسالة الامن القومي.

لكن المرشح نفسه اقر بان جولته قد لا تحقق له مكسبا مباشرا. وقال في مؤتمر صحافي في لندن اثر لقائه رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون quot;لست واثقا بانه سيكون هناك تأثير سياسي فوريquot; بعد هذه الجولة، مستطردا quot;حتى انني لن افاجأ اذا لاحظت بعض التراجع في عدد من استطلاعات الرأيquot;.

الا انه استقبل استقبالا يليق برئيس دولة في كل بلد زاره واشار استطلاع نشرته مؤسسة غالوب السبت الى انه رسخ تقدمه على ماكين ب48% من نوايا التوصيت مقابل 41% لبطل حرب فيتنام. واظهر استطلاع اخر لراسموسن نشر الاحد ان نسبة التأييد لاوباما بلغت 49% مقابل 44% لماكين. وقد وصفه نيكولا ساركوزي بquot;الصديقquot;، ورافقه العاهل السعودي الملك عبدالله شخصيا في سيارته الى اسفل طائرته. كما قال الرئيس الاسرائيلي quot;ان المستقبل ينتمي الى الشبابquot; في اشارة لم يقصد بها بالتأكيد جون ماكين البالغ من العمر 71 عاما.

وهذه المعاملة التي خص بها اوباما تجعل المهمة غير سهلة امام سناتور اريزونا (جنوب غرب) الذي يركز على عدم خبرته. لكن ذلك وفر للفريق الجمهوري فرصة للتنديد بما وصفه بquot;استعراض للنصر سابق لاوانهquot; قبل ثلاثة اشهر من الاستحقاق الانتخابي الرئاسي. وفي باريس يبدو ان اوباما نفسه شعر ان الحماسة التي لقيها قد تبدو مبالغة. وقال في هذا الصدد quot;لست الرئيس. اني سناتور من الولايات المتحدة ومرشح الى الرئاسةquot;.

لكن في الطائرة التي اقلته الى شيكاغو عبر اوباما عن ابتهاجه لنجاح خطابه حول العلاقات عبر الاطلسي في برلين ولمشاطرته رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رؤية مشتركة لجهة الانسحاب الاميركي في 2010 او ايضا لوعده بدعم quot;ثابتquot; لاسرائيل. وقد استاء فريق ماكين لعناوين الصحف الكبيرة المؤيدة للمرشح الديمقراطي منددا بquot;قصة حبquot; بين وسائل الاعلام الاميركية وباراك اوباما.

الى ذلك حذرت الصين الاثنين المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية جون ماكين من اي دعم او تواطؤ مع الدالاي لاما. والتقى المرشح الى البيت الابيض الجمعة زعيم التيبت الروحي على هامش لقاء انتخابي في كولورادو (غرب) وقال انه quot;بطلquot; وquot;نموذج على الساحة الدوليةquot;.

واعرب الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ليو جيانشاو في بيان quot;عن قلق الصين الكبيرquot; من هذا الموضوع مذكرا بان قضية التيبت شان صيني داخلي. ودعا ليو كافة المسؤولين الاميركيين الى النظر الى quot;وجه الدالاي لاما الحقيقيquot; على انه قوة انفصالية تسعى الى النيل من الاستقرار الاجتماعي في تلك المنطقة quot;بذريعة الدينquot; على حد قوله.

واضاف يجب ان quot;يكفوا عن دعم الدالاي لاما والتواطؤ معه والقوى الانفصالية التي تريد استقلال التيبتquot; وهي استراتيجية قال انها تسيء الى العلاقات الصينية الاميركية. واعرب ماكين عن اعجابه بالزعيم الروحي للتيبت الذي يعيش في المنفى في الهند quot;لما يبذله من جهود من اجل حرية شعب التيبت والعالم اجمعquot;.وفي حين ترى الحكومة الصينية فيه انفصاليا خطيرا يعتبر العديد من المسؤولين الاميركيين الدالاي لاما بطل الدفاع عن الحريات.

وجرت بداية الشهر مفاوضات في بكين بين الصين وممثلين عن الدالاي لاما دون تحقيق تقدم. وسبقها لقاء quot;غير رسميquot; مطلع ايار/مايو في جنوب الصين لاول مرة بين الطرفين منذ نحو سنة. وجرى اللقاء بعد اسبوعين من ضغوط دولية على بكين اثر اضطرابات عنيفة مناهضة للصين شهدتها التيبت في منتصف اذار/مارس.