القدس: إستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت خلال مشاركته في اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست اليوم الاثنين نشوب حرب أخرى بين إسرائيل وحزب الله، معتبراً أن أمين عام الحزب حسن نصر الله فقد ثقته بنفسه وقدرته على توقع رد تل أبيب حيال هجمات محتملة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أولمرت قوله إن اندلاع مواجهة مسلحة بين إسرائيل وحزب الله quot;ليست بمستوى احتمال عالquot;، وأن quot;حزب الله منشغل في السياسة اللبنانية الداخلية وببذل جهود لترميم مكانته داخليا وبعد الحربquot;.

وقال quot;في العامين الأخيرين يوجد ردع واضح لدى حزب الله من مواجهتنا عسكريا في منطقة جنوب لبنانquot;. وقدر أن حزب الله سيحاول الانتقام لما وصفه quot;غيابquot; القيادي العسكري في حزب الله عماد مغنية quot;لكن يبدو لي أنه يرتدع عن الرد ونصر الله فقد ثقته بنفسه فيما يتعلق بتقدير رد إسرائيل وهم يخشون ردا إسرائيليا غير تناسبيquot;.

من جهة أخرى، قال أولمرت إن quot;حزب الله مستمر في تعظيم قوته ونحن نراقب بحرص وبحساسية لأي تغيير في خرق الميزان الذي لا نريد أن يتغيرquot;. وقال رئيس دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية العميد يوسي بايداتس خلال اجتماع اللجنة البرلمانية إن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله قوّت حزب الله وحماس.

وتطرق أولمرت إلى الموضوع الفلسطيني وإلى عمليتي الدهس الأخيرتين بجرافتين التي وقعتا في القدس الشهر الحالي، وكان منفذاهما مواطنين من القدس الشرقية، فألمح إلى ضرورة الانسحاب من مناطق في القدس الشرقية في إطار اتفاق مع الفلسطينيين.

وقال أولمرت في هذا السياق، إن quot;من يعتقد النمط الأساسي للحياة في القدس سيبقى كما هو مع 270 ألف عربي يسكن في القدس عليه أن يأخذ بالحسبان أنه سيكون هناك المزيد من الجرافات والشاحنات والسيارات الخاصةquot; لتنفيذ عمليات. واضاف quot;لا توجد طريقة لمنع أعمال إرهابية من هذا النوع وينبغي أن ندرس في المستقبل كيفية مواجهة هذه المسألةquot;.

وبشأن التهدئة في قطاع غزة، قال أولمرت إن quot;السؤال المروج أمامنا الآن، وافترضنا هذا الأمر مسبقا بأنه هذا ما سيحدث، هو: هل الظروف الحالية تبرر عملية عسكرية ضد حماس وكل التبعات التي ستنجم جراء ذلك؟ والتقدير الآن هو أن خرق خفيف للتهدئة لا يشكل حجة كافية وجيدة لتغيير الوضع لكن هذا لا يعني أن هذا التقدير لن يتغير مع مرور الوقتquot;.

في سياق آخر، بدا رئيس الوزراء كمن تراجع عن تعهده في مؤتمر أنابوليس للسلام بالتوصل إلى صيغة اتفاق بشأن قضايا الحل الدائم بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال quot;إنني لست مقتنعا بأنه بالإمكان التوصل إلى تفاهم يشمل موضوع القدس خلال العام الحالي، ومع ذلك فإن الخلافات ليست كبيرة في بقية قضايا الحل الدائمquot;.

واضاف أنه quot;فيما يتعلق بقضية اللاجئين بالإمكان التوصل إلى تفاهم لا يجعلنا نتحمل مسؤولية أو حل الموضوع على تخوم دولة إسرائيلquot;. وفي سياق الوضع الاستراتيجي التي تواجهه إسرائيل، قال أولمرت إنه لم يطرأ تغييرا خلال الأشهر الأخير على الوضع الجيو ndash; إستراتيجي للدولة العبرية.

وأضاف quot;اننا نواصل مواجهة التهديدات الأساسية ذاتها التي ميزت العامين الماضيين وفي موازاة ذلك نواصل عمليات سياسية أشغلتناquot;.وفيما يتعلق بالمحادثات الإسرائيلية السورية، قال أولمرت إن quot;المفاوضات أوجدت من دون شك خيارات معينة للسوريين ولم تكن موجودة في السابق وهذه الخيارات ما زالت صغيرة ومقلصة أكثر مما ينسب لها قسم من منتقدي الحكومة (الإسرائيلية)quot;.

وأضاف أنه quot;يوجد تجاه سوريا قدر غير قليل من التشكك الدولي بسبب خلفيتها وماضيها وهم يواصلون السير في مسار مواز من العلاقة مع إيران والإرهاب في العراق ومساعدة حزب الله والمنظمات الإرهابية في الضفة الغربيةquot;.

واعتبر أن quot;هذا يزيد الشعور بأنهم يسيرون في المسارين بشكل متوازي ولكن على السوريين أن يدركوا أن المسارين معا ليسا ممكنين وبأنه بالإمكان خداع العالم بعض الوقت أو جزء من العالم كل الوقت لكن لا يمكن خداع كل العالم كل الوقتquot;. وتطرق أولمرت أيضا إلى البرنامج النووي الإيراني وقال إنه quot;يتم الحديث حول الموضوع أكثر مما ينبغي وأنا لست واثقا من أن هذا يضيف شيئا، فالموضوع موجود قيد المعالجةquot;.

وأضاف أن quot;الإيرانيين يتفاخرون اليوم بوجود 6000 جهاز طرد مركزي تعمل (على تخصيب اليورانيوم) وأنا لن أتطرق لهذا العددquot;. وتابع أن quot;هناك جهدا دوليا جديا وهذا الموضوع قابل للمعالجة لكن الأمر مرتبط بدول أخرى تملك مفتاح الحل وليس حصرا بدولة إسرائيلquot;. وخلص أولمرت إلى أن quot;إسهام إسرائيل في الجهد الجماعي كبير لكننا لسنا الجهة التي تقود النضال لأننا لا نملك كل الأدوات التي بأيدي المجتمع الدوليquot;.