رام الله (الضفة الغربية): هددت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) حركة فتح المنافسة لها يوم الثلاثاء برد انتقامي في الضفة الغربية المحتلة على حملة الاعتقالات التي تشنها قوات الامن التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
واستخف مسؤول أمن فلسطيني رفيع في رام الله بالضفة الغربية بهذا التحذير قائلا انه صادر من quot;اناس غير مسؤولين.quot;
واحتجزت قوات الامن التابعة لعباس 150 من انصار حماس في الضفة الغربية ردا على حملة شنتها الحركة الاسلامية في قطاع غزة اعتقلت خلالها نحو 200 من الموالين لحركة فتح بعد انفجار قنبلة يوم الجمعة أدى الى مقتل خمسة من نشطي حماس وفتاة.
وألقت حماس مسؤولية الانفجار على فتح وهو ما نفته الحركة التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني.
وفي مدينة غزة قال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس quot;تحذر حركة حماس من التداعيات المترتبة على استمرار الاعتقالات وتصاعدها في الضفة الغربية وتؤكد ان استمرار ذلك لن يؤدي الا الى انتفاضة جديدة ضد الاحتلال ووكلائه الامنيينquot; في اشارة الى قوات السلطة الفلسطينية التابعة لعباس.
وقالت حماس في بيان موجه الى قوات الامن في الضفة الغربية quot;انكم تحتمون بمعية الصهاينة الان وانكم تعلمون جيدا ان رفع يد الصهاينة عنكم تعني دخول الناس مقاركم وطردكم.quot;
وأضافت الحركة الاسلامية انها لا تتحرك ضد فتح الان في الضفة لانها تعرف ان quot; الصهاينةquot; سيساندونها على الفور.
وتهاجم حماس عباس وفتح لالتزامهما بعملية السلام التي ترعاها الولايات المتحدة مع اسرائيل التي تحتل الضفة الغربية لكنها تسمح لقوات الامن الفلسطينية التابعة لعباس بالقيام بدور هناك.
وهزم مقاتلو حماس مقاتلي فتح وسيطرت الحركة الاسلامية على قطاع غزة قبل عام وقتل مئات خلال الاقتتال وبعده. ولم يحاول الاسلاميون تكرار ما فعلوه في غزة في الضفة الغربية لكنهم يرفضون دعوة عباس لانهاء سيطرتهم على القطاع الساحلي قبل اي محاولات للمصالحة.
وقال مسؤول الامن في الضفة الذي طلب عدم نشر اسمه عن تهديدات حماس quot;اذا كانوا يستطيعون السيطرة على هذه المقار فماذا ينتظرون؟ ولماذا هو مسموح لهم بقتل واعتقال الناس في غزة.quot;
وذكر المسؤول ان الحملة الامنية استهدفت الاسلحة غير المرخصة ومن يخالفون القانون لا حماس. وقال ان كثيرين من شخصيات حماس الذين يلتزمون بالقانون لا يعتقلون.
ولم يذكر عدد المعتقلين منذ يوم الجمعة الماضي لكنه قال انه تم الافراج عن كثير من المحتجزين. وقالت حماس ايضا انها افرجت عن نحو نصف من اعتقلتهم من قبل.
ورغم ذلك تعج السجون بالسجناء في مدينة جنين بالضفة الغربية وقال مصدر امن فلسطيني هناك ان حملة الاعتقالات تباطأت لعدم وجود اماكن في السجون. وذكر ان ما لا يقل عن 70 من انصار حماس المشتبه بهم اعتقلوا في جنين.
وأفرجت قوات الامن الفلسطينية عن محاضر في العلوم السياسية بجامعة النجاح في مدينة نابلس بالضفة لكن حماس قالت ان 53 من مؤيديها مازلوا وراء الاسوار.
وقال المحاضر عبد الستار قاسم بعد الافراج عنه quot;يجب احترام حرية التعبير والا سيحدثquot; صدع سياسي واجتماعي بين الفلسطينيين.
ويصف قاسم (60 عاما) نفسه بأنه مستقل لكن بعض مسؤولي فتح يرونه مواليا لحماس. وذكر قاسم ان الضابط الذي اعتقله ليل الاحد لم يقدم سببا لهذا الاجراء.
وصرح بأنه تعرض لسوء معاملة خلال فترة احتجازه التي استمرت 24 ساعة قضاها في زنزانة مع 12 محتجزا.
وقالت جماعات مدافعة عن حقوق الانسان ان حماس وفتح على السواء أساءتا معاملة محتجزين خلال العام المنصرم وفي أحيان عذبتهم.
مقتل طفل فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية
من جهة ثانيةقتل طفل في التاسعة من عمره الثلاثاء برصاص الجيش الاسرائيلي خلال تظاهرات ضد الجدار في قرية نعلين، في الضفة الغربية كما افادت مصادر طبية فلسطينية.
وقالت المصادر الطبية quot;ان الطفل حماد حسام موسى توفي اثر اصابته بعيار ناري في الصدر، ولفظ انفاسه داخل سيارة الاسعاف قبل ان يصل الى المستشفى في رام اللهquot;.
وتظاهر اليوم العشرات من نعلين، ومتضامنين اجانب واسرائيليين ضد الجدار الفاصل الذي تقيمه اسرائيل على اطراف القرية.
وقال صالح الخواجا عضو لجنة quot;مواجهة الجدارquot; لفرانس برس quot;ان الطفل حماد اصيب برصاص جنود الاحتلال داخل حدود القرية، وبشكل مقصود ومتعمدquot;.
واضاف ان quot;المتظاهرين وصلوا الى منطقة التجريف على حدود القرية، فبدأ الجنود باطلاق الاعيرة المطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما دفع المتظاهرين للعودة الى داخل حدود القرية، وهناك اصيب الطفل حماد برصاصة قاتلة في الصدرquot;.
لم يكن ممكنا الحصول على تاكيد من الجيش الاسرائيلي.