مسؤول كردي يطالب بأخراج قوات ارسلها المالكي من كركوك
طالباني يؤكد لغول عدم رضاه عن حرق مقر الجبهة التركمانية
أسامة مهدي من لندن :
اكد الرئيس العراقي جلال طالباني للرئيس التركي عبد الله غول اليوم عدم رضاه عن حرق مقر الجبهة التركمانية العراقية في مدينة كركوك الشمالية امس مشيرا الى الجهود التي بذلها لتهدئة الاوضاع وترسيخ الإستقرار والتآخي في المدينة بينما طالب رئيس مجلس محافظة كركوك بأخراج قوات امر بارسالها الى المدينة رئيس الوزراء نوري المالكي وانتشرت هناك اليوم .. في حين اعلنت قيادة امن بغداد انتهاء مراسم وفاة الامام السابع موسى الكاظم اليوم من دون حوادث ودعا المالكي في بيان خاص العراقيين الى مزيد من البقظة والحذرمن المخططات التي تستهدف امنهم وإستقرارهم ووحدتهم الوطنية .

وأطلع الرئيس طالباني خلال مكالمة هاتفية اجراها اليوم مع نظيره التركي عبد الله غول على حقيقة الموقف في مدينة كركوك وتطورات الأوضاع فيها مشيرا الى الجهود التي بذلها لتهدئة الاوضاع وترسيخ الإستقرار والتآخي في المدينة كما نقل عنه بيان رئاسي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; بعد ظهر اليوم . وأوضح بأن المتظاهرين الذين تم إستهدافهم من قبل الإرهابيينهم من المدنيين الابرياءحيث إستشهد عدد كبير منهم بجروح نتيجة هذه العملية الإرهابية. وابلغ الرئيس طالباني الرئيس التركي موقف القيادة الكردستانية تجاه ما جرى في مدينة كركوك مؤكدا فخامته بأن القيادة الكردستانية غير راضية عن مهاجمة وإحراق أحد المقرات التابعة للجبهة التركمانية في كركوك مشيرا الى الدعوة التي وجهها رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني بشكل علني الى أهالي كركوك بضرورة الحفاظ على الإستقرار والتآخي المنشود بين جميع المكونات في المدينة. واكد طالباني لغول quot;إستنكاره الشديد للجريمة الشنيعة التي حدثت بمدينة إسطنبول التركية والتي أودت بحياة عدد من الأبرياء بين شهيد وجريح مؤكدا تضامنه مع أهالي الضحايا والجرحىquot;. من ناحيته قدم الرئيس التركي شكره لطالباني quot;على موقفه النبيل والانساني مؤكداً بأنه سوف يبلغ أهالي الضحايا بتضامن الرئيس طالباني معهمquot;. معروف ان لتركيا علاقات تاريخية مع تركمان العراقي وهي لاتخفي تعاطفها مع قضاياهم على العكس من علاقاتها مع اقليم كردستان الذي لاتنظر له بارتياح خاصة وانه يمثل احد طموحات الاكراد في تحقيق استقلال ذاتي قد يشجع اكراد تركيا للحصول على امتيازات مماثلة .

وخلال المكالمة اشار طالباني الى عمق العلاقات التاريخية بين الكرد والتركمان حيث يعيشون جنباً الى جنب منذ آلاف السنين على هذه الأرض مؤكدا سعيه المتواصل لتعزيز وتقوية روح التآخي والتعايش الحضاري بين الكرد والتركمان وسائر المكونات الأخرى في مدينة كركوك.

وعبر الرئيس التركي عن تقديره لمواقف وسياسات الرئيس طالباني قائلا quot;نشد من أجلكم على مواقفكم الصحيحة بترسيخ التعايش الأخوي بين كافة الأطياف في كركوكquot;.
و بخصوص زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الاخيرة الى العراق أوضح الرئيس التركي بأن أردوغان راضٍ عن نتائج زيارته الى العراق وهو ممتن جداً للإستقبال الحار الذي حظي به من قبل الرئيس طالباني والقيادة العراقية. مشيرا الى تقدير رئيس الوزراء التركي لجهود فخامته الحثيثة في تعزيز و تطوير العلاقات الثنائية بين العراق وتركيا. فرد طالباني قائلا quot;quot;ان الجهود التي نبذلها تأتي من احساسنا بواجبنا الأخوي تجاهكمquot;، متمنياً بأن يقوم الرئيس التركي بزيارة العراقquot;. وأبلغ طالباني كول بأهمية النتائج التي تمخضت عنها زيارته الاخيرة الى تركيا حيث دعا الى العمل المشترك والسعي لإقامة علاقات إستراتيجية بين البلدين ووعد ببذل الجهود الضرورية لانجاح هذه المهمة. وعبرعن سروره الكبير بنجاح المساعي التي بذلها وتحقق الوعود التي قطعها مع القيادة التركية لتعزيز العلاقات الثنائية بين العراق و تركيا حيث توجت هذه المساعي بزيارة أردوغان الى العراق كما اشار البيان الرئاسي .
وعلى الصعيد نفسه قال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي ان الانفجارات التي شهدتها بغداد وكركوك امس جاءت quot;في محاولة يائسة جديدة لتقويض وحدة العراقيين وإثارة النعرات المقيتة حيث ارتكبت زمر إرهابية جبانة جريمة أخرى تضاف إلى سجلها الأسود وذلك بالاعتداء على مجموعة من زوار الإمام موسى الكاظم عليه السلام في بغداد وحشود المتظاهرين في مدينة كركوكquot; .

واضاف في بيان quot;إن العناصر الإجرامية التي كانت وراء هذا الحادث الإجرامي البشع والتي تحركها أجندات خارجية ستلقى نهايتها دون شك عاجلا أم آجلا على أيدي أبناء الشعب العراقي الذي لم تعد تنطلي عليه تلك المحاولات الخبيثةquot;. وقال quot;إننا في الوقت الذي نستنكر فيه تلك الاعتداءات الآثمة ونشجبها بشدة فإننا ندعو أبناء شعبنا أن يفوتوا الفرصة على المغرضين الذين يتربصون بالعراق الدوائر وان يُثبتوا عكس ما ترمي إليه تلك المخططات المريبة التي تعزف على وتر العرقية والطائفية كلما اقترب العراقيون من حسم هذا الملف المرفوض جملة وتفصيلاً في عراق اليومquot;.

مسؤول كردي يدعو لاخراج قوات ارسلها المالكي لكركوك
وبالتزامن مع ذلك انتشر مئات من جنود الفوج الثاني في الجيش العراقي في مواقع عدة في وسط مدينة كركوك اليوم الثلاثاء في اطار تدابير أمنية عاجلة اتخذتها حكومة المالكي دون وقوع مزيد من اعمال العنف العرقي بين الاكراد والتركمان بعد الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة امس حيث كانت شهدت تفجيراً انتحارياً استهدف تظاهرة كردية ادى الى مقتل واصابة حوالي 200 شخصا أعقبه هجوم مسلح على مقر الجبهة التركمانية قتل اثره شخص واصيب 4 اخرون . وقد أثار ذلك مخاوف الحكومة التركية التي سارع رئيسها اردوغان الى الاتصال هاتفيا بنائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي يخضع لعملية جراحية في احد مستشفيات انقرة للاعراب عن قلقه من احداث كركوك .

لكن رئيس مجلس محافظة كركوك رزكار علي (كردي) طالب حكومة بغداد بسحب هذه القوات وإعادتها إلى قواعدها قائلا ان التفجيرات لم تقع في كركوك فقط بل أيضا بغداد شهدت انفجارات أمس لان الإرهاب لا حدود له . وكان المالكي امر امس بإرسال فوج من قوات وزارة الدفاع إلى كركوك ووضع قوات الاحتياط المركزية في حال تأهب لمعالجة أي حالة طارئة قد تبرز بالمحافظة. وقد تم اليوم رفع ظر التجوال الذي فرضته السلطات الامنية على محافظة كركوك امس .
المالكي يدعو العراقيين الى الحذر من مخططات تستهدف امنهم
اعلن الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا اليوم انتهاء مراسيم إحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم دون وقوع أي حوادث أمنية في يوم الزيارة الاخير. واشار الى انه تقرر رفع الحظر على تجوال المركبات والدراجات في بغداد منذ امس مع ابقائه في منطقة الكاظمية لتسهيل حركة المواطنين فيها وعودتهم الى المناطق التي جاءوا منها في مختلف انحاء العراق .

وبهذه المناسبة قال رئيس الوزراء نوري المالكي اليوم في بيان صحافي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه quot;نعزي الشعب العراقي والامة الاسلامية في ذكرى إستشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) الإمام العابد الزاهد السائر على نهج سيد المرسلين نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

وحيا quot;الجموع المليونية ومواكب العزاء التي ظهرت باعلى درجات التنظيم وأبدت تعاوناً كبيراً مع القوات المسلحة التي بذلت جهوداً تستحق الشكر والتقدير في حماية الزائرين القادمين الى مدينة الكاظمية المقدسة من مختلف مدن العراقquot;. وقال quot;إن الإعتداءات الإرهابية التكفيرية الجبانة التي أودت بحياة الأبرياء وجرح عدد آخرمنهم ما هي إلا محاولة يائسة لشق وحدة الصف الوطني وإثارة النعرة الطائفية المقيتة بعد الهزيمة النكراء التي منيت بها العصابات التكفيرية والإجرامية وبعد النجاحات الأمنية التي أغاضت أعداء الشعب العراقي.

ودعا المالكي العراقيين الى quot;التحلي بالمزيد من اليقظة والحذر من المخططات التي تستهدف امنهم وإستقرارهم ووحدتهم الوطنيةquot;.
وقال اللواء قاسم عطا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أمين عام الحضرة الكاظمية فاضل الأنباري في بغداد اليوم إن مراسيم زيارة مرقد الإمام موسى الكاظم انتهت اليوم من دون وقوع أي حوادث أمنية في قاطعي الكرخ والرصافة من العاصمة . واشار الى ان القوات الامنية تفرض سيطرة على امن الزائرين الذي وصل عددهم الى اربعة ملايين شخص وهي تقوم بتوفير سيارات نقل الى اماكن سكناهم الاصلية بعد رفع حظر تجوال المركبات والدراجات .
وجاء الحظر اثر تفجير ثلاث إنتحاريات أنفسهن بأحزمة ناسفة امس في حشود العراقيين المتوجهين إلى منطقة الكاظمية في بغداد لإحياء مراسم وفاة الإمام الكاظم ما أسفر عن مقتل 25 شخصًا وإصابة 109 آخرين على الرغم من حشد القوات العراقية جهودها لضمان إتمام مراسم إحياء هذه الذكرى بسلام بمشاركة ستة فرق عسكرية للجيش والشرطة وجهازي مكافحة الارهاب والاستخبارات ونشر 210 مفتشات أمنية نسوية وسط معلومات استخبارية عن استعدادات لعمليات ارهابية تستهدف الوافدين تراقبها طائرات القوات المتعددة الجنسيات.

وصادف اليوم الثلاثاء وفاة الإمام موسى بن جعفر بن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين بن علي بن ابي طالب سابع الأئمة لدى المسلمين الشيعة ويلقب بالكاظم وكنيته أبو الحسن. وقد ولد الامام بمنطقة الابواء بين مكة والمدينة في السابع من شهر صفر من عام 127 للهجرة واستمرت امامته 35 عامًا وتوفي مسمومًا في السجن في شهر رجب عام 183 للهجرة (799 للميلاد) وعمره 55 اما بعد ان قضى فيه 15 عامًا ودفن في جانب الكرخ في المنطقة التي سميت باسمه الكاظمية ثم دفن بعده في المكان نفسه الامام محمد الجواد . ولقب الإمام موسى بن جعفر بالكاظم لكظمه الغيظ وعرف بالعلم والتقوى والزهد والصبر. وعاصر من الخلفاء العباسيين أبا جعفر المنصور والهادي وهارون الرشيد الذي توفى في زمانه .
وشهدت مراسم الزيارة نفسها في مثل هذه الايام من عام 2005 انهيار quot;جسر الائمةquot; الذي يربط منطقتي الكاظمية الشيعية بالاعظمية نتيجة للتدافع الشديد عليه بعد انتشار اشاعة بوجود مفجر انتحاري مما أثار الذعر بين الجموع وبسبب اكتظاظ الجسر بالمشاة و اغلاقه من أحد أطرافه بنقظة تفتيش سقط المئات من الزائرين في النهر أو دهسوا بسبب الفوضى التي عمت عقب انتشار الاشاعة. وقام أهالي الأعظمية على الطرف الثاني من الجسر بمساعدة الغرقى والجرحى وإنتشالهم من النهر وغرق على أثرها أكثر من عشرة غواصين معروفين من أهالي الأعظمية. وقد بلغ عدد الضحايا في هذه الحادثة الاليمة 965 شخصًا اضافة الى 600 جريح . ومن المنتظر ان يفتتح جسر الائمة قريبًا في احتفالية يشارك فيها أهالي منطقتي الاعظمية والكاظمية بعد انتهاء زيارة الامام موسى الكاظم الحالية .