طلال سلامة من روما: تدخل على الخط وكالتين رسميتين وطنيتين بارزتين للإحصائيات، هما quot;ايستاتquot; وquot;ايزموquot; المتخصصة في شؤون المهاجرين، لتؤكد لنا أن المهاجرين، شرعيين كانوا أم لا، هم الذين سينقذون ايطاليا من التدهور الملحوظ في عدد سكانها. وتمكن خبراء هاتين الوكالتين من رسم نظرية تعتمد على نسب النمو الثابتة(المحددة مسبقاً) للمهاجرين لغاية العام 2020. كما قارن الخبراء أربعة سيناريوهات محتملة لظاهرة الهجرة استناداً الى التدفق السنوي للأجانب بمعدل 150 و250 و350 450 ألف مهاجر. عندما نذهب بدورنا الى مقارنة نتائج هذه السيناريوهات الأربعة بالإطار الاجتماعي والاقتصادي والديموغرافي بإيطاليا نجد عدة مفاجآت!

في أي حال، ومهما كانت التوقعات المتعلقة بمستقبل الهجرة هنا، نرى بوضوح أن المهاجرين يساهمون بصورة إيجابية في نمو سكان ايطاليا. لو تدفق سنوياً الى ايطاليا 150 ألف مهاجر، لغاية العام 2020، ستشهد البلاد نمواً سكانياً لغاية العام 2020 بنسبة 0.4 في المئة. دون ضمان هذا النمو الأدنى سيتراجع عدد سكان ايطاليا بصورة مخيفة. في حال دخلها 250 ألف مهاجر سنوياً عندئذ سينمو عدد سكانها بنسبة 3.1 في المئة ليرتفع الى 5.8 في المئة(تدفق سنوي مقداره 350 ألف مهاجر) وصولاً الى 8.5 في المئة عندما قد يصل هذا التدفق الى 450 ألف مهاجر سنوياً.

على الصعيد السياسي، يعتبر عدد المهاجرين الحاصلين على الجنسية الإيطالية الذين يمارسون نشاطاتهم السياسية في البرلمان الإيطالي متواضعاً للغاية لكن الاختلاط الاجتماعي من شأنه توليد فئة سياسية هجينة وذكية. برغم حاجة ايطاليا للمهاجرين، تستهدف حكومة برلسكوني أمنياً، منذ ولادتها، المهاجرين حصراً خصوصاً الغجر دون الابتعاد قليلاً عن هذا الملف لتدرس ولو قليلاً أوضاع الأسر الإيطالية المحتاجة. لو تطرقت بعض الشيء الى خفايا هذه الأسر لوجدت داخلها جزء من المعاقل المافيوية الأكثر شراسة في البلاد.